نجح الموسيقي الشاب أمين بوحافة، الذي لم يتجاوز سن الخامسة والعشرين من عمره، في اقتلاع مكان في الأوساط الموسيقية والفنية والثقافية على حد السواء في السنوات الأخيرة على مستويين الوطني والعالمي كموسيقي مبدع من طينة الكبار. ولئن عبر هذا الموسيقي عن سعادته بما أنجزه رغم طموحه إلى مواصلة السير بثبات في سلم العمل والتطور والتعامل مع أسماء عالمية، فإنه استبعد أن يكون يجري وراء فرص الظهور الدائم أو اللهث وراء الأسماء أو التظاهرات أو الأعمال الكبيرة واعتبر ذلك ليس من منطلق الغرور وإنما لأنه لا يزال في بداية مشواره ويبحث عن كل ما يقدم له الإضافة ويطور تجربته. لذلك لم يخف أنه بصدد تحسس المجالات والاختيارات التي تحقق له المطلوب فنيا ومعرفيا خاصة في ظل ما يجده من دعم كبير من عائلته ومن ترحاب وإعجاب من الفنانين لاسيما إذا كان فنانا في إسم وقيمة لطفي بوشناق. فقد تولى قيادة مجموعات موسيقية لفنانين كبار في أكبر المهرجانات التونسية خلال السنوات الأخيرة على غرار عرضي لطفي بوشناق بالحمامات وفي مهرجان قرطاج وعرض نبيهة كراولي بقرطاج في صائفة 2010 إضافة إلى توليه نفس المهمة الموسيقية في مهرجانات وتظاهرات فنية وثقافية في السنوات الأخيرة ومشاركته مع أكبر الموسيقيين في عروض عالمية من بين هذه الأسماء التركي حاسينو أو العزف في عروض فنانين عالميين من مختلف الجنسيات في العزف على آلتي "البيانو" و"الكلارينات" لتكون أخر محطة إبداع وتميز في مسيرة هذا الموسيقي، الذي تحصل على ديبلوم الموسيقى العربية في سن الثانية عشرة، في المسلسل المصري "باب الخلق" الذي تبثه عديد القنوات التلفزية المصرية كالقاهرة اليوم وغيرها من التلفزات الخليجية والعربية كروتانا الخليجية والحياة خلال شهر رمضان الجاري يتولى التمثيل فيه محمود عبد العزيز وعديد نجوم الدراما المصرية. وذلك كواضع للمقطوعات الموسيقية الخاصة بالعمل بدءا بجينيركي البداية والنهاية وصولا إلى الموسيقى التصويرية. مسيرة زاخرة في مختلف الفنون وعلاقة أمين بوحافة بالدراما والسمعي البصري ليست جديدة فقد سبق أن أنجز موسيقى وألحان عديد الأعمال نظرا لأن مسيرته انطلقت مبكرا حافلة بالأعمال المتميزة. إذ توج كأحسن ملحن في مهرجان الأغنية العربية بالاسكندرية عن أغنية لحنها لريم النقاطي رغم أنه لم يتجاوز حينها السادسة عشرة من عمره. فضلا عن تعامله مع عديد الفنانين التونسيين على غرار لطفي بوشناق الذي تولى توزيع عديد أغانيه كذلك الشان بالنسبة لنبيهة كراولى ومحمد الجبالي في أغنية "ذكرى" إضافة إلى توزيع الألبوم الأخير لهيثم هلال وأغنية "نغير عليك" لهالة المالكي. وفي السينما وضع الموسيقى التصويرية لعديد الأعمال منها "عرائس السكر" للمخرجة سهير السرميني و"كيف ما يرجع الفرططو" للمرحوم الياس الزرلي و"زرزيس" لمحمد الزرن وغيرها من الفلام القصيرة والطويلة. وتجدر الإشارة إلى ان هذا الفنان لم يكن نابغة في مجال الموسيقى فقد بل كان من بين التلاميذ المميزين في مسيرته الدراسية بمعهد بوقيبة النموذجي بالعاصمة توجها بالحصول على معدل متميز في الباكالوريا خولت له التسجيل بأكبر الجامعات الفرنسية بالتخصص في هندسة الاتصال الرقمية وهو يواصل حاليا دراسته بجامعة كالفورنيا في أمريكا في الاتصالات. وفيما يتعلق بتكوينه الموسيقي أكد هذا الموسيقي انه كان يقتطع من منحته الجامعية لمواصلة دراسته في الموسيقى سواء خلال مدة دراسته بفرنسا أو بالولايات المتحدةالأمريكية.