على الرغم مما يوفره قطاع تربية الماشية من موارد رزق لعدد هام من العائلات مازال هذا القطاع يشكو من عديد الإشكاليات والصعوبات تتعلق أساسا بنقص العلف وارتفاع أسعاره لدى التجار هذا فضلا عن غياب الدعم المادي للمربين الذين يطالبون بمساعدتهم على فض مجمل هذه الإشكاليات التي حالت دون تطوير هذا القطاع الذي يتكون من أكثر من 960 رأسا من الأبقار منها 800 أنثى و60 ألفا من الأغنام من ضمنها 48 ألفا و500 أنثى بالإضافة إلى 25 ألفا من الماعز من 21 ألف أنثى و3500 رأسا من الإبل منها 3 آلاف أنثى وينتج هذا القطاع أكثر من 1100 طن من اللحوم الحمراء و3000 طن من الحليب. المراعي تضرّرت نقص المواد العلفية وارتفاع أسعارها جعل المربين يطلقون صيحة فزع مع تضرر مساحات هامة من المراعي المتاحة لولاية قفصة وهي أضرار ناجمة عن تسرب الفضلات الكيميائية لشركة فسفاط قفصة حيث أصبحت هذه المساحات غير صالحة للرعي بل وهددت الحالة الصحية لقطيع الإبل بهذه المناطق سيما التابعة لمعتمديتي دقاش وتمغزة إذ يذكر أن بعض رؤوس الإبل ماتت أو أصيبت بأمراض لم تتعاف منها. هذا ويشار إلى أنه وقع التدخل لمساعدة مربي الماشية حيث تمت دعوة أصحاب المطاحن إلى الترفيع في الحصة المخصصة لولاية توزر في مادة السداري من 1300 قنطار إلى 2500 قنطار. تطوير قطيع الإبل و اعتبارا لأهمية قطيع الإبل بجهة الجريد تم بعث مشاريع نموذجية لتربية الإبل بمعتمدية حزوة ستمكن من إدخال 500 رأس جديد لفائدة حوالي 50 مربيا يتحصلون على قروض من البنك التونسي للتضامن وقد تم توزيع حوالي 100 ناقة لفائدة 10 مربين وسيوزع نفس العدد لاحقا لمنتفعين آخرين وهذه المشاريع ستساهم في تطوير حجم القطيع وإحداث موارد رزق للباعثين فضلا عن مساهمتها في إنتاج وتسويق حليب النوق ذي القيمة الغذائية والصحية الهامة إذ يتميز بمواصفات عالية الجودة بالإضافة إلى مساهمة هذه المشاريع في تطوير منظومة النجوم الحمراء حيث أن لحوم الإبل حسب الدراسات العلمية المنجزة تحتوي على ستة دهون أقل من اللحوم الأخرى بالإضافة إلى أن تطوير قطيع الإبل من شأنه أن يسهم في دعم النشاط السياحي والثقافي بالجهة باعتبار أن السياح يحبذون ركوب الإبل كلما حلوا بربوع الجريد.