أكّد الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي صبيحة الأمس خلال كلمة توجّه بها بدارالإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في حشد عمّالي كبير احياء لذكرى 5اوت1947 كون البلاد اليوم تحتاج إلى حوار وطني شامل و أنّ الشرعية المكتسبة بالإنتخاب لا يمكن أن تبتّ في كل شيء.ووجّه العبّاسي رسالة مفتوحة إلى الحكومة المؤقتة بيّن فيها أنّه في صورة تعطّل الحوار فالإتحاد سيواصل النضال ولن يترك المجال لمن يريد أن ينفرد بأي جزء من جسم الإتحاد المتماسك.ومثلما سبق وأفاد الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل محمد شعبان بأن 5أوت سيحمل قرارات هامة فقد أكّد على سعي المنظمة إلى إيقاف كل من لم يمتثل إلى مقررات الإتحاد الأخيرة بداخل الهياكل. سعي إلى تزييف الإنتخابات المقبلة ذكرى5أوت المجيدة حضرها عدد هام من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للإتحاد على غرار سمير الشفي وحفيظ حفيظ والمولدي الجندوبي وكمال سعد وسامي الطاهري ونورالدين الطبوبي إضافة إلى الامين العام حسين العباسي وعديد الإطارات النقابية من مختلف الجهات والجامعات العامة، ووسط الشعارات العمالية «شادّين شادّين في سراح الموقوفين» و»عاش عاش الإتحاد أكبر قوة في البلاد» استعرض الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان جملة العبرالمستخلصة من حادثة 5أوت1947 الخالدة في تاريخ الإتحاد من مفهوم الصمود والتضحية أساس النجاح وحس التضامن الشعبي مشدّدا على وحدة النقابيين في الدفاع عن منظمتهم الشغيلة ومذكّرا بأن كل المؤامرات التي حُبِكت زمن المزالي ونويرة وبن علي باءت بالفشل. شعبان نوّه بشهيد الحركة النقابية والكفاح الوطني فرحات حشاد الذي قاد الحركة الوطنية مؤكدا على أن الإتحاد الذي ساهم بقسط كبير في حركة المقاومة الوطنية سيكون جاهزا لثورة أخرى يقودها الإتحاد وبتعالي الشعارات»الشعب يريد إسقاط النظام» ردّ شعبان قائلا»ليس لدينا نظام بل أشخاص وقتيين لا بوصلة لهم» وأنّ «الماضي مازال واقفا على قدميه في جهاز الأمن والقضاء» وأضاف أنه في وقت الذي يبحث فيه الإتحاد عن استقرار البلاد فإن»المجموعة الوقتية» الحالية في السلطة لازالت تعتبرالعمل النقابي بدعة وتسعى إلى تزييف الإنتخابات المقبلة مؤكدا على أن كل مسؤول نقابي لم يمتثل إلى مقرّرات الإتحاد سيقع إيقافه وهو ما سيتم النظر فيه لاحقا مثلما أفاد. العبّاسي يُفسّر أسباب الهجمة على صفاقس وصف الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي الهجمة التي تستهدف عاصمة الجنوب صفاقس بأنها منظمة واستند في قوله إلى صدور الحكم قبل ذكرى5أوت والعملية التصعيدية بخصم أجورالمعلّمين والمحاكم التي تنتصب هنا وهناك وأفاد العباسي بأنّهم في المنظمة الشغيلة كانوا يظنّون بأنّ ذلك عملية معزولة ولكن الكم الهائل من القضايا المنشورة والبالغة38 في المحاكم تستهدف النقابيين والعمال مؤكّدا بأنهم ليسوا خارج أطر القانون وعبّرعن استغرابه من البيان الصادرعن جمعية القضاة بمجرّد ما تم تداوله في جلسة مع وزير الشؤون الإجتماعية تدفع بالحوار بهدف إيجاد مخرج يحفظ ماء وجه جميع الأطراف سيّما إذا ما فقد التفاوض مصداقيته. ووضّح العباسي قائلا:»الإتحاد كان وسيظل مع مفهوم سلطة قضائية بأتم الكلمة ولكنّ نحن مع القضاء عندما يستقلّ إذ لم نره في ملفات الشركات الكبرى التي امتصت عرق الموظفين وهضمت حقوق العمال والشعب وأنه هناك بون شاسع بين ما يُصرّح به من الأطراف القائمة في الحكم وبين ما نلمسه في الواقع ونحن لا نقبل هذا التمشي». شهداء الإتحاد من أجل الوطن لا من أجل العمال فقط وانتقد حسين العباسي من كانوا ينادون المنظمة بالامس كي تحتضن الثورة وتحمي البلاد يسعون اليوم إلى ضرب جزء من الإتحاد من خلال صفاقس في محاولة للإنفراد بها وأجاب من وصفهم بأنهم لم يُقدِّروا لهذه الجهة المناضلة تاريخها بقوله:»لن نترك أعداء الإتحاد ينفردون بجزء من هذا الجسم وعمّال تونس والنقابيون كلهم مع صفاقس ومن يراهن على تشتيتنا فهو واهم وما عليه إلا أن يراجع حساباته والإتحاد بني على أساس قوة صمّاء ووحدة موحدة». وبخصوص الموقوفين النقابيين أضاف»هؤلاء الموقوفين هم وطنيون ومهما سُلِّط عليهم من ظلم وتعسّف فليس من شيم النقابيين الهروب من المحاكمات وكان الاجدر التعامل مع الملف من زاوية أخرى فالإتحاد العام التونسي للشغل بقدر ما تم التنكيل بمناضليه عبر التاريخ لم نشهد هروب نقابي واحد من أي محاكمة على خلاف ما هو حاصل الآن مع عدة جهات والبلاد اليوم في حاجة إلى حوار وطني شامل والإتحاد قادر على أن يتجاوز لكن في ظل توفر بناء جدي وشراكة حقيقية فالإتحاد بقدر ما هو متفهم للوضع الصعب التي تعيشه البلاد سيظل باسطا يده للحوار».