صفاقس (وات) - أكد حسين العباسي أمين عام الإتحاد العام التونسي للشغل أن الإتحاد "مستعد للحوار مع مختلف الأطراف للخروج من الأزمة التي تسبب فيها اعتصام مستشفى الهادي شاكر ومناقشة القضايا الكبرى التي تعيشها البلاد والتي لا يمكن للترويكا أن ترفض التشاور بشأنها"على حد قوله. وصرح خلال اجتماع عام انعقد صباح يوم الأحد بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس بمناسبة إحياء للذكرى 65 لشهداء معركة 5 أوت 1947 بأن المنظمة الشغيلة "مستعدة للمواجهة والدفاع عن نفسها والتصدي لكل من يرفض الانخراط في خيار الحوار أو يراهن على تفتيت الاتحاد وتشتيت صفوفه والنيل من استقلاليته" على حد تعبيره مؤكدا على وحدة الصف النقابي وعلى أن الإتحاد "جسم متين لا يمكن اختراق صفوفه". وأضاف العباسي يقول "يمكن للاتحاد أن يقدم التضحيات التي يتطلبها إجراء حوار عام وشامل امتدادا للمبادرة التي أطلقها والتي دعا فيها كل الفرقاء السياسيين ومكونات المجتمع المدني للحوار حول القضايا المطروحة على الساحة الوطنية". وبعد أن استعرض مختلف الأدوار التي لعبها الاتحاد لا سيما خلال الثورة في عديد المجالات والقطاعات والقضايا السياسية والاجتماعية شدد الامين العام للمنظمة الشغيلة على انه "لا مجال للتضييق على نشاط الاتحاد وحصره في الدور النقابي والاجتماعي دون السياسي". وعبر العباسي من جهة أخرى عن استغرابه من مضامين البيان الذي أصدرته جمعية القضاة التونسيين يوم السبت على اثر الأحداث التي جدت بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس وقال في هذا الصدد "نحن من أشد المدافعين على استقلالية القضاء .. إذا ما توفرت حقا هذه الاستقلالية" حسب قوله. وأكد في هذا السياق أن الإتحاد "سيبقى دوما إلى جانب القضاة في دفاعهم على استقلاليتهم ولا سيما في ما يتعلق بإحداث هيئة عليا مستقلة للقضاء العدلي". وكان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان قد بين من ناحيته أن الاتحاد "سيصمد ويواجه كل من يحيك المؤامرات ضده" مهددا ب "عزل كل نقابي لا يلتزم بالإضرابات القطاعية" التي دعا إليها الإتحاد في صفاقس والتي قرر استئنافها يوم الاثنين بعد تعليقها يومي الجمعة والسبت الماضيين. وانطلقت مسيرة إثر هذا الاجتماع من مقر الاتحاد بالجهة إلى مقبرة الشهداء بشارع 5 أوت أين تلا الأمين العام والنقابيون فاتحة الكتاب على أرواح شهداء معركة 5 أوت 1947 . وتم خلال هذه المسيرة رفع شعارات تطالب بالخصوص بإطلاق سراح الموقوفين في اعتصام مستشفى الهادي شاكر بصفاقس وتمجد نضالات المنظمة الشغيلة.