وصل يوم الجمعة الماضي رفات المعتقل التونسي بالعراق عبد الله المطوي إلى مطار تونسقرطاج، وقامت عائلته بدفنه في مقبرة الجلاز بالعاصمة خلال نفس اليوم، نظرا إلى وفاته قبل 10 أيام من وصول جثمانه. وفي اتصالنا بحليمة خالدي كاتب عام جمعية أولياء المعتقلين التونسيين بالعراق، قالت «إنّ المرحوم عبد الله يعاني من وعكة صحية منذ فترة لكن ما زاد وضعه الصحي سوءا هو تعرضه لطعنة بسكين من قبل سجين عراقي، بالإضافة إلى تردي أوضاع الاعتقال». وذكرت محدّثتنا أنّ تباطؤ الإجراءات هو ما حال دون عودة عبد الله إلى وطنه والاعتناء بصحته، قائلة: «لقد سبق ولفتنا وزارة العدل ووزارة الخارجية وكاتب الدولة للهجرة إلى حالته الصحية وضرورة التدخل الإنساني لكي يرجع إلى وطنه حيا قبل فوات الأوان، فالمرحوم عبد الله من بين المعتقلين الذين شملهم قرار العفو من السلطات العراقية منذ شهر مارس، ولو حرصت السلطات على إعادته لما حصل ما حصل، ولكننا راضون بقضاء الله». من جهة أخرى، توجهت محدّثتنا باسم عائلات أولياء المعتقلين بنداء خاص إلى رئيس الجمهورية محمد منصف المرزوقي لتكثيف جهوده وتقديم الدعم الكافي لوفد يضمّ بعض أولياء المعتقلين بهدف مواكبة عملية إعادة جميع أبنائهم المعتقلين. وأشارت في هذا الصدد إلى الدعم الذي وجده الوفد الليبي من السلطات الليبية والذي أثر إيجابا في إعادة معظم المعتقلين الليبيين إلى أراضيهم. إمكانية وصول البقية قبل يوم العيد في نفس السياق، ذكرت كاتب عام جمعية أولياء المعتقلين التونسيين بالعراق ل»الصباح الأسبوعي» أنّ وزير الخارجية رفيق عبد السلام أبلغهم أنّه من المنتظر أن يصل عدد من المعتقلين خلال الأيام القليلة القادمة وتحديدا قبل يوم العيد. وردا على سؤالنا حول إمكانية عدم إعادتهم خلال التاريخ المحدد، قالت خالدي: «تلك التصريحات ليست سوى وعود إلى حدّ الآن، ونحن نريد إعادة جميع أبنائنا وليس البعض منهم فيكفيهم غربة وتعذيبا خاصة أنّ الرئيس العراقي أصدر في حقهم قرارا بالعفو، ولذلك سنصرّ في صورة عدم إعادتهم قبل العيد على السفر إلى العراق، ونحن نعمل حاليا على تحضير الوفد الذي سيتولى المهمة حتى لا نضيع الوقت ونطلب كلّ الدعم من الحكومة». وأكدّت في نفس الإطار أنّ الجمعية ستجتمع غدا مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان للتباحث حول وضع المعتقلين. وشدّدت السيدة خالدي على دور السلطات التونسية في إعادة المعتقلين، قائلة: «نحن متيقنون من أنّ السلطات العراقية لن تتحرك إلا بتحركّ السلطات التونسية، فلا بدّ من مواصلة الضغط عليهم خاصة أنّ الوضع الأمني متردّ بالعراق، لقد مثلت وفاة عبد الله فاجعة لنا ولا نريد أن نعيش نفس المعاناة مرة أخرى خاصة أننا عايشنا مدى رغبة عبد الله إلى العودة إلى وطنه، ولكن للأسف عاد ميتا». يذكر أنّ قرار العفو يتنزّل في إطار تنفيذ الاتفاقية التي عقدها رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في شهر مارس الفارط والتي تقضي بتسليم 21 سجينا تونسيا في العراق إلى تونس.