من بين اللاعبين الذين أثاروا بعض الجدل خلال سوق الانتقالات الصيفية وجلب الكثير من الاهتمام بعد موسم ناجح بكل المقاييس، برز المدافع بسام البولعابي، فبعد تجربة ناجحة مع مستقبل المرسى ارتفعت بعدها أسهمه وساهمت في توجيه الدعوة له لتقمص زي المنتخب الوطني، خيّر هذا اللاعب تغيير الأجواء وخوض تجربة جديدة، وفي الوقت الذي كان خلاله قريبا جدا من التوقيع للنادي الافريقي تغيرت المعطيات كليا في ظرف وجيز وحول البولعابي وجهته إلى النادي الصفاقسي ليخوض خامس تجربة في الرابطة المحترفة الأولى بعد أن لعب بكل من الملعب التونسي والنجم الساحلي ومستقبل القصرين ومستقبل المرسى. البولعابي نزل ضيفا على «الصباح الأسبوعي» في عدد اليوم ليتحدث عن تجاربه السابقة والعوامل التي مهدت لانتقاله للنادي الصفاقسي والظروف التي غيرت وجهته كليا بعد أن اقترب بشكل كبير من النادي الافريقي. * تجربة جديدة في مسيرتك وتحد آخر مع «السي.اس.اس»، فكيف تبدو لك الملامح الأولية لهذه المغامرة؟ الحمد لله أنني أكدت للجميع أنه بامكاني التألق والبروز فبعد تجارب عديدة وصعوبات مررت بها سأخوض تجربتي الرابعة مع فريق كبير وعريق ولديه كل مقومات النجاح ولعب الأدوار الأولى، وأنا في غاية السعادة لخوض هذه المغامرة الجديدة، وأعد أحباء النادي الصفاقسي ببذل قصارى جهدي لتقديم الإضافة والبرهنة على قدرتي على النجاح. أعتقد أن الظروف الحالية مساعدة على التحضير الجيد للمواعيد القادمة خاصة وأن الاستعدادات الأخيرة والمباريات الودية التي خضناها في الفترة الماضية تشير إلى وجود مؤشرات واعدة للغاية لتكوين فريق مهاب. * لكن ألا تعتقد أن الضبابية التي يعرفها النادي من الناحية الإدارية والمادية قد تكون أهم عائق أمام الفريق، فضلا عن مشكل الإطار الفني الذي لم يحسم بعد؟ صراحة عندما قدمت إلى صفاقس لم أفكر أبدا في مثل الأمور، ولم أهتم بها، تركيزي منصب حاليا على إنجاح تجربتي مع فريقي الجديد وما لاحظته خلال التمارين هو الانضباط التام الذي يسود كافة المجموعة. لقد قام النادي بانتدابات جيدة تؤسس لمرحلة جديدة تبدو واعدة، أما الحديث عن المشاكل الإدارية أو الفنية هو أمر ظرفي من المؤكد أن يتم تجازوه في القريب العاجل ودون أي تأثير على الأجواء الجيدة التي تسود بين كافة اللاعبين. * كيف تغيرت المعطيات بسرعة وحولت وجهتك إلى صفاقس بعد أن كنت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع للنادي الإفريقي؟ في بداية الأمر يجب القول بأن «كل شيء بالمكتوب»، لقد كثر الحديث عن هذه الصفقة وتحدث الجميع عن «انتقال غريب ومفاجئ» للنادي الصفاقسي، لكني أقول بأن عرض فريقي الجديد كان أكثر جدية ونجاعة من عرض النادي الإفريقي، ففي ذلك الوقت تحدث معي بعض مسؤولي فريق باب الجديد وحصل اتفاق رسمي، بل اتفقنا على كل المسائل إلى درجة أن العقد الذي سيربطني بالفريق كان بحوزتي ولم يعد ينقص سوى التوقيع، لكن بقدرة قادر تغيرت المعطيات كليا، وتبدل الموقف، حيث لمست بعض التململ أو لنقل التراجع من قبل مسؤولي الإفريقي وهو أمر لم أفهمه إلى حد الآن ولم أجد له أي تفسير، وفي الأثناء جاء عرض الصفاقسي الذي كان صراحة أكثر جدية، ولهذا السبب لم أتردد كثيرا وخيرت التحول إلى صفاقس لأطوي بذلك صفحة النادي الأفريقي نهائيا. * لو نعود قليلا إلى الوراء، فكيف تقيم تجربتك مع النجم الساحلي، وما هي الأسباب التي كانت وراء مغادرتك للفريق؟ في هذه المسألة أود أن أوضح للرأي العام أنني لم أغادر النجم مكرها، بل قررت إنهاء تلك التجربة بمحض إرادتي ورغبتي، بعد أن أدركت أنه لم يعد بمقدوري التحمل أكثر وتحقيق النجاح المطلوب في ظروف كانت صعبة شعرت خلالها بالظلم من أطراف معينة لم ترد لي التألق، بل وضعت أمامي العديد من العراقيل ولم يكن يسعدها نجاحي مع النجم، في ذلك الموسم نجحت في أن أثبت خلال عديد المباريات الكبرى أنه بامكاني تقديم الإضافة، بيد أن هذه الأطراف سعت إلى ابعادي والوقوف أمامي، وتم إبعادي عن الفريق الأول بطرق مختلفة رغم انني كنت من بين العناصر المتألقة، بعد ذلك لم يكن أمامي سوى اختبار الحل المناسب والابتعاد عن الفريق رغم أنني أجد من عديد الأطراف وخاصة جماهير النجم كل الاحترام والتقدير، وأتذكر أنني تحادثت آنذاك مع حامد كمون وشكري العميري وعبرت عن رغبتي الجامحة بانهاء التجربة وهو ما حصل في نهاية المطاف. * بعد نجاح تجاربك مع الفرق التي لعبت في صفوفها ثم غادرتها سريعا، لماذا لم تختر النجاح الرياضي الذي فتح أمامك أبواب المنتخب الوطني؟ فضلت الاستقرار الرياضي على حساب الجانب المادي بما أن الامتيازات المادية التي كنت احصل عليها مع النجم كانت أفضل بكثير، وكان قرار البقاء بيدي، غير أنني لم أرض عن نفسي بأن أتقاضى أجرا لا أستحقه، ومن هنا انطلقت التجربة في المرسى وتحقق النجاح بفضل وجود مسؤولين أمّنوا كل ممهدات التألق، ولا أنكر أبدا حرص هؤلاء على تقديم كل الدعم للفريق، لكن أحكام الكرة ولعبة الاحتراف دفعتني للتفكير في خوض تجربة جديدة بغايات أخرى وطموحات مختلفة. * خوض تجربة جديدة قال عنه البعض أنه تنكر منك لمستقبل المرسى الذي سرعان ما فكرت في مغادرته بعد أن أعادك للواجهة بل وأثار غضب مسؤولي المستقبل، فماهو تعليقك؟ لم أتنكر أبدا لمستقبل المرسى ولا يمكنني في يوم ما أن أتحدث بأي سوء عن تجربتي في هذا الفريق، لكن كانت لدي رغبة جامحة في خوض مغامرة جديدة، وأعترف أنني فكرت في الجوانب المادية فعمر اللاعب قصير ومن حقه أن يفكر في تحسين وضعه المادي، لكن ذلك لم يمنعني من أن أشترط على كل من النادي الصفاقسي والنادي الافريقي الدخول في مفاوضات مباشرة مع مسؤولي مستقبل المرسى حرصا مني على أن يستفيد الفريق بدوره رغم أن الشرط التسريحي الذي يتضمنه عقدي مع المستقبل كانت قيمته المادية منخفضة وأي فريق بمقدوره دفعه، لقد منحت مستقبل المرسى الأولوية على حساب مصلحتي، ولم يكن في ذهني أبدا أن أغدر بالفريق الذي كان له فضل عليّ وساهم في إعادتي للواجهة، وليعذرني جمهور المرسى الذي أكن له كل الاحترام والتقدير. * بعد خروج العديد من الركائز هل تعتقد أن المستقبل قادر على مواصلة التألق ذاته والمحافظة على مركزه المتقدم؟ ولم لا؟؟، فمستقبل المرسى الذي اختار مسؤولوه سياسة الاستمرارية لا يقف على أي لاعب مهما كانت قيمته وتأثيره، كما أن الفريق قام بانتدابات قيمة ستمنحه التوازن، لذلك أعتقد أنه لا خوف على الفريق وبمقدوره المحافظة على ترتيبه الحالي وانهاء الموسم في أفضل الظروف، ومن ثمة التحضير للموسم القادم بمعنويات مرتفعة وطموحات أكبر. * بعد أن منحت سابقا فرصة تقمص زي المنتخب الوطني، فهل تعتقد أن الفرصة مازالت قائمة للعب في صفوفه من جديد؟ لقد أثبت جدارتي بذلك خلال الموسم الماضي فماذا سيمنعني من تحقيق هذا الهدف مع النادي الصفاقسي، لن أدخر أي جهد في سبيل تقديم الإضافة لفريقي الجديد، ولعل تألقي مع النادي الصفاقسي سيكون أفضل تأكيد على جدارتي باللعب مع المنتخب الوطني.