مسروق: هو أبو عائشة، مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني الكوفي العابد. سأله عمر يوما عن اسمه فقال له: «اسمي مسروق بن الأجدع»، فقال عمر: «الأجدع شيطان، أنت مسروق بن عبد الرحمان». روى عن الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهم. وكان أعلم أصحاب ابن مسعود، يمتاز بورعه وعلمه وعدالته، وكان شريح القاضي يستشيره في معضلات المسائل. وقال مالك بن مغول: «سمعت أبا السفر غير مرة قال: «ما ولدت همدانية مثل مسروق» وقال الشعبي: «ما رأيت أطلب للعلم منه» وقال علي ابن المديني: «ما أقدم على مسروق من أصحاب عبد الله أحدا». وهذه الشهادة من ابن المديني، يبدو أنها قائمة على ما امتاز به مسروق من غزارة العلم الذي استفاده من جلوسه لكثير من الصحابة ولابن مسعود على الأخص، الأمر الذي جعله يجمع علم هؤلاء جميعا، ولقد حدث مسروق رضي الله عنه أنه جالس أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم فوجدهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروى الرجلين، والإخاذ يروى العشرة، والإخاذ يروى المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الرضى لأصدرهم. ثم إن هذا التتلمذ لأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولان مسعود الذي اشتهر بتفسير القرآن جعل من مسروق إماما في التفسير، وعالما خبيرا بمعاني كتاب الله تعالى. وقد حدث مسروق بما يدل على أنه استفاد الكثير من التفسير عن استاذه ابن مسعود فقال: «كان عبد الله يعني ابن مسعود يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويسفرها عامة النهار». أما ثقته وعدالته فأمر اعترف به علماء الجرح والتعديل، فقال ابن معين:»ثقة، لا يسأل عن مثله». وقال ابن سعد: «كان ثقة وله أحاديث صالحة». وذكره ابن حبان في الثقات» وقد أخرج له الستة. هكا وقد روى شعبة عن أبي اسحق أنه قال: حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا». وكانت وفاته سنة ثلاث وستين من الهجرة على الاشهر . (انظر تهذيب التهذيب). مرة الهمداني: وهو أبو اسماعيل، مرة بن شراحيل الهمدني الكوفي، العابد المعروف بمرة الطيب، ومرة الخير. لقب بذلك لعبادته، وشدة ورعه، وكثرة صلاحه، روى عن أبي بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وغيرهم، وروى عنه الشعبي، وغيره من أصحابه وثقه ابن معين والعدلي، وهو عند أصحاب الكتب الست، قال فيه الحارث الغنوي: «سجد مرة الهمداني حتى أكل التراب وجهه، وكان يصلي كل يوم ستمائة ركعة» وتوفي سنه (76) ست وسبعين من الهجرة. (انظر تهذيب التهذيب».