بتنظيم من منظمة البحث عن أرضية مشتركة (مكتب المشاريع بتونس) احتضن المركب الشبابي والثقافي بسيدي بوزيد مؤخرا مقهى المواطنة ببادرة من عدد من القيادات الشبابية بالولاية التي اختارت كموضوع لتظاهرتها « الجمعيات، الإدارة والمواطن: كسر حاجز عدم الثقة والتعريف بدور كل طرف «. المقهى الشبابي المنتظم في سياق ليلة رمضانية أستهل بمداخلة قانونية - للأستاذ سهيل غنيمي - قدمت فكرة عن القانون المنظم لعمل الجمعيات غير أن اللافت في أشغال هذا اللقاء الشبابي هو غياب السلط والإدارات والمصالح الجهوية على الرغم من تلقيها دعوات للحضور وقد يكون السبب وراء هذا الغياب هو إنصراف الإهتمامات إلى ما عاشته الجهة من توترات أمنية واجتماعية. وتم بنفس المناسبة تقديم مداخلتين لكل من عفيفة هاني عن شبكة جمعيات الوفاء لثورة 17 ديسمبر 2010 وصلاح الدين الشابي عن جمعية حماية التراث وتنمية السياحة الثقافية بولاية سيدي بوزيد ليفتح إثر ذلك باب النقاش وتبادل المقترحات في شان موضوع الملتقى بما هو ترسيخ ثقافة الحوار وإحترام الرأي والرأي المخالف بما من شأنه المساهمة في بناء أسس الإنتقال الديمقراطي الذي تشتغل عليه عديد المنظمات المشابهة. وفي سياق التعريف بالجانب المنظم للملتقى ذكرت عائدة الدالي منسقة المشاريع صلب منظمة «البحث عن ارضية مشتركة» أن منظمتهم غير حكومية تأسست منذ العام 1982 تتولى إنجاز مشاريع تتمحور حول ثقافة الحوار والبحث في آليات الحلول السلمية للنزاعات التي تشهدها الشعوب خصوصا منها التي عرفت ثورات أما عن أنشطة المنظمة فقد سجلت حضورها في 30 دولة وهي موزعة بأربعة قارات. بدأت المنظمة تنشط في تونس بعد الثورة وتواكب المرحلة الانتقالية وقد وضعت برنامجا مخصّصا للشباب التونسي، الهدف منه هو تشريك الشباب في الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه تونس اليوم وقد اختير كشعار لهذا البرنامج « الشباب: قيادات اليوم، روّاد الغد «. و تتمثل فكرة البرنامج في تشكيل مجالس شبابيّة على مستوى 14 ولاية وقد وقع اختيار الشباب المنتمي لهذه المجالس من بين نشطاء الجمعيات المدنية ومن الأحزاب والمستقلين قصد تكوينه في عدّة مجالات. ومن بين هذه المجالات تقنيات التواصل وطرق المشاركة في الحكومة المحلية والإعلام. ويبقى الهدف من هذا التكوين هو القيام بنشاطات ميدانيّة مثل الندوات الاجتماعات وموائد مستديرة تحسيسية تتناول مجالات مختلفة ومتعددة يختارها الشباب بطريقة تتماشى مع مشاغل واحتياجات المنطقة في محاولة للمساهمة في معالجتها بالوسائل التي تعلمها في تكوينه ومن منطلق الخبرة التي اكتسبها في إطار هذه المجالس الشبابية. وقد ذكرت محدثتنا أن القيادات الشابة بسيدي بوزيد لا تمثل كل الشباب في الولاية لكنها تمثل مجموعة منهم. ومازالت مفتوحة أمام كل الشباب الناشط في المجتمع المدني للمشاركة في المشروع .وللإشارة فقد سبق للمنظمة التي تحتل المرتبة 56 في ترتيب المنظمات العالمية ومقرها بكل من واشنطن وبروكسيل أن نظمت خلال أوائل شهر جويلية المنقضي دورة تكوينية لفائدة عدد من الإعلاميين والمدونيين ونشطاء الإنترنيت بهدف تقوية قدرات المتدخلين في الشأن الإعلامي ، كما تدخلت هذه المنظمة بعدد من الدول العربية على غرار المغرب ولبنان أين تم الإشتغال على بعض الفنون على غرار الفن الرابع خصوصا منه ما يعرف بالمسرح التشاركي الذي تم توظيفه لدراسة بعض الظواهر الإجتماعية كالصراعات الطبقية أو الطائفية..