ذكر محمد براهمي الأمين العام لحركة الشعب في تصريح ل "الصباح" أن الحكومة تحتاج إلى تبني برنامج إنقاذ وطني يكون نتاج حوار أولا وإرادة سياسية ثانيا. على أن يتضمن هذا البرنامج حوارا وطنيا شاملا بين كل القوى المنتصرة للثورة فضلا عن تشريك الكفاءات لصياغة تصور بديل في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والثقافة والإعلام والأمن والدفاع الوطني وكل المجالات.وذلك قصد بلورة برنامج ينقذ البلاد ويؤسس لنظام ديمقراطي يقوم على العدل والتداول السلمي للسلطة. كان هذا التصريح يوم أمس على هامش الندوة الصحفية التي عقدتها الحركة بمقرها والتي انتظمت على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها بعض الولايات الداخلية ليؤكد القائمون على هذا اللقاء أن البلاد تحتاج إلى برنامج إنقاذ وطني. كما اكد البراهمي على أن البرنامج يقوم أساسا على تشريك وتعيين مسؤولين على أساس كفاءاتهم لا انتمائهم الحزبي. تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحركة الشعب كان قد صرح في مستهل هذا اللقاء أن حركة الشعب ارتأت تنظيم هذا اللقاء تفاعلا مع الأحداث السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد مشيرا إلى انه بعد انتخابات 23 أكتوبر كان الجميع ينتظر تحسن نسق التشغيل والتنمية وضبط الآليات الكفيلة لتجاوز معضلة الفقر غير أن الأوضاع تأزمت أكثر حد الحاجة إلى الماء فضلا عن انقطاع الكهرباء الذي يعتبره البراهمي نتاج سوء تسيير وتدبير من الحكومة فضلا عن فشلها في الإدارة. وكشف من جهة أخرى أن حركة الشعب اتهمت بتأجيج الأوضاع مشيرا إلى أنها "اسطوانة" متدوالة .وقال موضحا ذلك " كلما تعجز السلطة عن حل ملفات حارقة فإنها تبحث لنفسها عن خصومها لتجد مخرجا". أين الحوار؟ من جانب أخرى أشار زهير مغراوي القيادي بالحركة خلال هذا اللقاء إلى أن الحكومة دائما ما تتحدث عن التوافق والحوار الذي لا ينبني على مجرد كلام فقط مشيرا إلى انه إلى حد اليوم عقدت جلسة وحيدة مع المعارضة. و دعا في نفس الإطار الحكومة إلى تبني برنامج إنقاذ وطني لان البلاد في حاجة إلى مثل هذا البرنامج. كما تطرق مغراوي إلى حالة الاحتقان التي تعيشها ولاية صفاقس مشيرا إلى انه على الاتحاد أن يطالب بإطلاق سراح المساجين .كما طالب الحكومة أن تكف عن التعاطي مع الاحتجاجات بمنطق العصا الغليظة استنادا إلى أن أهم مكسب تحقق بعد الثورة يكمن في أن عهد الخوف انتهى وولى. يذكر ان محمد براهمي نفى خلال النقاش مسالة التحاق أعضاء من حركة الشعب بالحكومة وأوضح في هذا الصدد أن حركة الشعب "ترفض الالتحاق بالحكومة لان لديها برنامج سلطة قائمة على الهيمنة على كل مؤسسات الدولة لا على أساس برنامج ديمقراطي".