من أحدث الأفلام التي خرجت للقاعات وتم بثّها مؤخّرا بتونس وتحديدا بمسرح قرطاج الأثري في إطار ليالي قرطاج السينمائية فيلم " ذي إيمازينغ سبايدرمان". تدور حكاية الفيلم الذي عرض أمام جمهور يتكون أساسا من الأطفال ومن المغرمين بأفلام الحركة والمغامرة حول "بيتر باركر" وهو شاب أمريكي كان والداه قد تركاها فجأة وفي ظروف لم يفهمها في الحين وهو طفل ليعيش مع أقارب له. يكبر الطفل ويشتد عوده ويصبح شابا وسيما لكنه يتأكد يوما بعد يوم أنه ليس شابا عاديا. فهو يشعر أن له قوة عظيمة وإمكانيات خارقة للعادة بقي السؤال: كيف يمكن له أن يوظف هذه الإمكانيات وكيف يمكن له ان يدعمها ويقويها. سرعان ما يجد الشاب الجواب ويدخل في حرب مع الدكتور "كنور" شريك والده السابق في الأبحاث المخبرية. الدكتور "كنور"العالم الكبير الذي يحلم بالعظمة يتحول باستعمال مزيج من المواد في مخبره إلى سحلية ضخمة تريد أن تطوع الجميع وفق رؤيتها للحياة فيهاجم الناس وينشر الدمار وتحتار فيه الشرطة الفيديرالية بامكانياتها الضخمة وشجاعة عناصرها وطبعا يتولّى "سبايدرمان "أو الرجل العنكبوت مهمة مقاومته ووضع حد لمشاريعه الشيطانية. وبعد سوء فهم مع الشرطة تضم هذه الأخيرة جهودها للرجل الخارق الذي ينتهي بالإنتصار على الدكتور الذي يوضع وراء القضبان وتنتهي الحكاية نهاية سعيدة. ودون التوقف مطولا عند التفاصيل لأننا لسنا بصدد تقديم قراءة في فيلم حتّى وإن كان الفيلم يهمّ الصغار والكبار وتلك أحد أسباب قوة السينما الأمريكية ودون الوقوف مطولا أمام فسحة الأمل في هذا الفيلم الذي يمتاز بجانب كبير من الطرافة كما أنه يقوم على الحركة والمغامرة والغرائبية وديكورات مذهلة إضافة إلى جمالية الصورة وحسن آداء الممثلين لاسيما الثنائي "أندرو غارفيلد "و"إيما ستون " يمكن القول وربما في لحظة جنون أو في لحظة نكون فيها في حلم اليقضة ليت "سبايدرمان" كان بيننا هذه الأيام. فالوضع في البلاد معقد على مختلف الواجهات. لاشيء يبدو على ما يرام ولا يبدو أن الحل يمكن أن تأتي به لا الترويكا الحاكمة ولا الأحزاب المتربصة بموعد انتخابي ربما يكون لها فيها نصيب على خلاف انتخابات 23 أكتوبر. الحل لا يبدو أنه بين يدي حكومة تتخبط وتلوّح كلما وجدت نفسها في مواجهة قضايا ساخنة وما أكثرها منذ أن تولت السلطة تلوح بالشرعية ذلك أن هذه الحكومة ترى المآمرات في كل مكان حتى بات همّ هذه الحكومة البقاء في الحكم باسم الشرعية ومصطلح الشرعية يكاد يفرغ من محتواه من كثرة ما تلوكه ألسن الوزراء والمستشارون وكل مساند للحكومة بسبب وبلا سبب. الحل لا يبدو كذلك أنه في يدي المجلس الوطني التأسيسي المحاط بألف سؤال وعلى رأسها متى ينجز الدستور الجديد للبلاد الذي من أجله انتخبه الشعب وإذا بالأشهر تمر والفترة التي تم التعهد بها وهي لا تتجاوز عام توشك على الإنتهاء دون أن نفهم إلى أين تسير القافلة وأين سترسو بنا السفينة. كل شيء يكاد يكون ضبابيا ومحل تساؤل. وتبدو المسألة تحتاج فعلا لقوى خارقة. أهداف الثورة كلها تقريبا لا شيء تحقق منها رغم أن الكل لا يترك فرصة دون التعلل بالعمل على تحقيق أهداف الثورة. البطالة تزداد والفقر يستفحل وغلاء المعيشة يكاد يقضي على الطبقة الوسطى في البلاد. مشكل الحريات يزداد تعقدا والعدالة الإنتقالية تطرح عدة أسئلة وأزمة الثقة تزداد اتساعا بين الساسة والشعب والديمقراطية تصبح حلما مؤجلا. من أين لنا إذن ب"سبايدرمان" ؟ حياة السايب