يتواصل أسلوب الترويع والتخويف والترهيب ضد الإعلام والإعلاميين ليتضح بشكل جلي في الخطاب الذي ألقاه الحبيب اللوز عضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي في حركة النهضة، أثناء تجمع بساحة القصبة يوم الجمعة 7 سبتمبر 2012، عندما دعا صراحة الحكومة إلى ضرب الاعلام وحرّض الحاضرين على الإعلاميين بالدعوة الى ضربهم. واصفا إياهم ب"أعداء الثورة" بأسلوب تهييجي وفي حالة هستيرية تنم عن رغبة تسلطية جامحة لفرض وصاية على المشهد الإعلامي وتطويعه. الحبيب اللوز الذي تجاهل تعيين الحكومة لمسؤولين "انتقتهم" من المنظومة الفاسدة، واستغرب عدم وقوف الإعلام موقف المروّج للإنجازات!! ونظّر لإعلام "الترويج للمعجزات والمكاسب التي يبغض الحاقدون الحكومة عليها".. معبرا عن نية واضحة لتكريس إعلام الدعاية. ورغم حملات التشويه التي طالت الصحفيين والإعلاميين، خاصة خلال الفترة الانتقالية الراهنة التي تؤمنها الترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة، فإنهم صمدوا وثابروا وواصلوا عملهم الى ان بدأت خيوط المؤامرة على الإعلام تتبين بعد الاعتصام الذي تجاوز الخمسين يوما لمحاصرة مقر التلفزة التونسية والذي كشف عن وقوف رأس المال الفاسد وراء دعمه. ثم بدأت الحملة على الإعلاميين دون تمييز بين الفاسد ومن كان ضحية وبدأت آلة القمع الرسمية تشتغل على تركيع الإعلام وخاصة مؤسسات الإعلام العمومي والموضوعة تحت التصرف القضائي لاسيما مع تتالي تعيينات من تورطوا في منظومة الفساد وبرروا الديكتاتورية على رأس هذه المؤسسات باعتماد معيار الولاء عوض الكفاءة. وتجلت الرغبة في السيطرة على وسائل الاعلام وتدجينها كذلك من خلال التصريحات غير المسؤولة لبعض المسؤولين السياسيين خاصة من حزب حركة النهضة، آخرها ما صدر عن الحبيب اللوز الذي دعا إلى ضرب الإعلام والإعلاميين بكل المعاني الرمزية والمادية. وأمام خطورة ما وصلته التهديدات ضد حرية الصحافة والصحفيين فإن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يعلن للرأي العام الوطني والدولي: 1 - تحميل الحبيب اللوز المسؤولية كاملة عن أي مكروه قد يصيب أي صحفي أو أي عامل في القطاع. 2 - اعتبار ما صدر عنه من قبيل التحريض على العنف وستقوم النقابة بكل الاجراءات القانونية الواجبة لتتبعه قضائيا. 3 - دعوته كل أحرار تونس وكل الهيئات والمنظمات والجمعيات والاتحادات والمجتمعين المدني والسياسي للوقوف الى جانب الصحفيين في الدفاع عن حقهم وحق شعبهم في صحافة حرة وإعلام مستقل ونزيه. 4 إدانته الكاملة للصمت تجاه عمليات التحريض الإجرامية ضد الاعلام والإعلاميين. كما تتوجه النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بنداء إلى السادة رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس الوطني التأسيسي وكافة أعضائه للوقوف بجدية في وجه محاولات ترويع الإعلاميين وترهيبهم، والتعبير عن مواقفهم علنا برفض ما صدر عن الحبيب اللوز وكل المحرضين على العاملين في قطاع الاعلام والانتصار فعليا لحرية التعبير والصحافة والإبداع. وتؤكد النقابة تمسك الصحفيين التونسيين بالقيام بواجبهم المهني الوطني وتقديم المعلومة الصحيحة للرأي العام بشكل موضوعي ومسؤول. وتدعو بعض وسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة وشرفها والكف عن لعب دور الوكالة في تشويه المناضلين والمختلفين في الرأي والموقف مع الحكومة، وتدعوهم الى العمل على ترسيخ إعلام وطني نزيه وموضوعي، يحترم الأشخاص ويناقش الأفكار ويقدم المعلومة ويوفر مساحات الرأي والرأي الآخر بكل توازن، بعيدا عن قذارة صحف المجاري. ويدين المكتب التنفيذي تعمد جريدة "الضمير" العمل على تشويه المناضلين ورموز مهنة الصحافة والمساس من اعتبار رئيسة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الزميلة نجيبة الحمروني والرئيس السابق الزميل ناجي البغوري والعمل على تشويههما بأسلوب يذكرنا بما كانت تقوم به خرقات الصحافة التي وظفها نظام بن علي لتشويه المعارضين والمس من شرفهم. كما تدعو نقابة الصحفيين كافة الزميلات والزملاء للدفاع عن مهنتهم والتصدي لكل محاولات القمع والتركيع وعدم التفريط في استقلالية مؤسساتهم والمساهمة في الكشف عن كل عمليات الفساد قبل الثورة وبعدها. عاشت نضالات الصحفيين التونسين
عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسين عن المكتب التنفيذي