يتميز الجنوب التونسي بتربية الإبل حيث مازال يحتفظ لحد الآن بأكثر من 90% من القطيع وذلك نتيجة قدرة الإبل على تثمين الموارد العلفية للمراعي المالحة والثانية التي تمسح أكثر من مليون و250الف هكتار (8 % من المساحة الجملية للبلاد) وقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية. و كانت الإبل من أهم الوسائل للتحرك لاستعمالها في التنقل والحراثة وغيرها من الأعمال الفلاحية وإضافة إلى ما توفره من لحوم وألبان صحية. وحسب مصادر الجهات المعنية كان عدد الابل في الخمسينات في حدود 300 الف رأس لكنه بدأ في التقلص منذ بداية الستينات حتى وصل سنة 1986 الى 85 الف رأس نتيجة عدة عوامل من ابرزها: -عزوف الشباب عن رعي الابل نظرا للتطور الاجتماعي والاقتصادي الذي عرفته البلاد لصعوبة العيش معها في الصحراء. -الموجات المتتالية من الجفاف القاسي والطويل -تعرض مناطق انتشارها لممارسات زراعية متعددة - نقص على مستوى التجهيزات الاساسية الضرورية للقطيع (نقاط مياه ,مشارب,مسالك...) -عدم توفر الظروف الصحية والوقائية الملائمة وسوء طرق التغذية وارتفاع نسبة النفوق لدى الصغار. -صعوبة الحصول على قروض بنكية للاستثمار في هذا القطاع -تهريبها الى الاقطار المجاورة -افتراس صغارها حال ولادتها من طرف الذئاب. الخطة الوطنية للنهوض بالقطاع انطلاقا من أهمية قطاع الابل اجتماعيا واقتصاديا فقد اولته الدولة عناية خاصة وافردته بخطة وطنية انطلقت في تنفيذها منذ العشرية المنقضية ترتكز على: - تركيز نقاط المياه والشراب في المراعي النائية وفضاءات لتجمع الابل بمناطق الرعي لتيسير تدخل الفنيين. - انجاز مظلات طبيعية للقطيع واخرى اسمنتية للرعاة - حماية المراعي وتحسبنها وتثبيتها في اطار الإستراتيجية الوطنية لتحسين المراعي ودعمها ببناء مخازن اعلاف بالمراعي. - حماية القطيع من الأمراض والاوبئة وذلك بتكثيف الرعاية الصحية وتوفير الادوية الضرورية. - تحسين إنتاجية القطيع بتطعيمه بفحول جيدة. - تكثيف البحوث فيما يخص الابل مع انجاز برنامج احاطة وتنظيم ايام اعلامية ودورات تكوينية لفائدة الفنيين والمربين. -توفير فرص لتقريب المدة الفاصلة بين الولادتين. وحسب التوقعات سيشهد القطيع نموا ملحوظا يصل عدده في حدود سنة 2006 الى اكثر من 120 الف يوفر اكثر من 4 الاف طن من اللحوم الآفاق واعدة ثبت أن النتائج التي تم التوصل إليها لحد الآن جد مشجعة من حيث إقبال المربين بمن فيهم الشباب على تعاطي هذا النشاط نظرا لتوفر التشجيعات والامتيازات كما أن القطيع يشهد نموا تصاعديا من سنة إلى أخرى بفضل الرعاية الصحية وتقليص المدة الفاصلة بين ولادتين إلى 18 شهرا عوض سنتين.