مثلما جرت العادة اولت وسائل الاعلام العالمية والقارية والوطنية نهائيات كأس افريقيا للامم كبير العناية والاهتمام فانتصبت المجالس التلفزية وركزت المنابر الاذاعية وتعددت المقالات الصحفية فدعي اليها بالمناسبة المختصين والخبراء في الكرة من محللين فنيين ومدربين ولاعبين قدامى وجمهورا رياضيا للتعبير عن رأيهم جميعا سيما وان بلدنا كان ممثلا في هذه التظاهرة الهامة. الا ان الملفت للانتباه غياب عبد المجيد الشتالي احد خبراء الكرة في العالم عامة والقارة الافريقية خاصة عن المشهد الاعلامي. وهو الذي كان بالامس يتحف القنوات والصحف بأفكاره السديدة وارائه الصائبة بفضل ما يمتلكه في جرابه من خبرة واسعة وبعد النظر والتحليل العميق والدقيق الى جانب تقديم الحلول الملائمة للقضاء على الداء الذي ينخر جسد كرتنا بعد خيبته للمرة الثانية في كأس افريقيا للامم بمصر ثم بغانا. والجدير بالاشارة اليه ان غياب عبد المجيد الشتالي عن الساحة طيلة فترة الدورة ترك فراغا واضحا وجليا خلق عديد التساؤلات في حين كان عبد المجيد الشتالي في سوسة يتابع التظاهرة كغيره عبر الشاشة رغم تحوله في الايام الاولى للدورة الى غانا لحضور حفل تكريمه من طرف الاتحاد الافريقي لكرة القدم. غياب الشتالي عن المشهد له مبرراته بعد ان تأكد لنا ذلك اثر استفسارنا عن الامر فهذا الخبير مستاء جدا الى حد اليوم من الحملة التي شنت ضده عقب تعادل النجم الساحلي مع الاهلي المصري في لقاء الذهاب بسوسة لحساب نهائي كأس رابطة الابطال الافريقية بعد ان صرح في الاحد الرياضي قبل اسبوع واحد من المباراة بأن الاهلي شاخ وعجز وهو في المتناول. فالتعادل الذي حسم هذا اللقاء عبر عنه البعض بسوء تقدير الشتالي وان الاحداث تجاوزته وبالتالي خروجه من دائرة العمالقة في التحليل. الشيء الذي اثر كثيرا في نفسية الشتالي والذي اعتبرها بمثابة الاهانة لشخصه لكن التاريخ وبعد اسبوعين فقط انصف الشتالي بعد انتصار النجم في مصر بالذات بثلاثية تاريخية فتأكد الجميع من جرأة الشتالي وبعد نظره وصواب رأيه فخرج الشتالي بطلا في عالم التحليل. هذه اذن الاسباب الكامنة وراء ابتعاد عبد المجيد الشتالي عن الانظار رغم عديد الاتصالات الهاتفية والمباشرة من اجل الظفر بتصريح او حضور حصة تلفزية. فالشتالي قاطع الاعلام بأسلوب حضاري حتى لا يتدخل في امور اصبحت لا تعنيه ولا تعلموا كم عدد المكالمات الهاتفية وكم من اتصال مباشر للتحدث اليه لكن الشتالي آثر الصمت في وقت اصبح فيه «الصمت والسكوت من ذهب».