شاءت الظروف خلال الأيام الماضية أن يتضخّم الحديث حول ما صرّح به السيد عبد المجيد الشتالي خلال استضافته من طرف الأستوديو التحليلي لقناة «الجزيرة» الرياضية من أفكار وآراء فنية حول إياب الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية وهي آراء بعيدة كل البعد عن المغالطة وتزييف الحقائق والنفاق والمجاملة خاصة عندما قال إن بعض لاعبي الترجي غير مؤهلين لحمل ألوان هذا الفريق ووصفهم بالعاديين في دور نهائي قاري الى جانب إقراره بأحقية مازمبي الكونغولي وجدارته بالاحتفاظ بكأسه. هذا الكلام شكّل منذ أسبوعين مادة ثرية للتحاليل والتحاليل المضادة والمزايدات وحتى الاتهامات والتطاول على الرجل، فهناك من وجد في الصفحات الالكترونية المجال لنعت الشتالي ب«الخرف» وأن الأحداث تجاوزته (dépassé) ولم يعد يفهم في كرة اليوم.. وهناك من ذهب حدّ اتهامه بالتقليل من إنجاز الترجي وغيرها من المواقف والردود المتحاملة. حملة موجهة الحملة التي تعرّض لها السيد عبد المجيد الشتالي تجاوزت حدود اللياقة بما أن مقاصدها معروفة خصوصا عندما تكون مغرقة في الجهوية ومبنية على مواقف هدامة يراد التعبير عنها بأساليب بعيدة جدا عن كل ما يمتّ للرياضة ومقاصدها. عوض التطرق الى صراحة الرجل ونزاهته وقع التركيز بشكل مبالغ فيه على جوانب أخرى. فهل ذنب الشتالي أن يكون الى جانب يوسف الزواوي محللا للدور النهائي الافريقي؟ وهل ذنب «مجدة» أنه سمّى الأشياء بأسمائها؟ طريقة جدّ متخلفة وخطيرة جدا سواء كانت نابعة من جهوية سواء أو من تعصّب مقيت. درس الأهلي المصري منذ ثلاث سنوات بالتمام والكمال تعرض السيد عبد المجيد الشتالي لحملة مماثلة من طرف الصحافة الرياضية المصرية والجماهير الأهلاوية لمجرد أنه أبدى رأيه في زملاء محمد أبوتريكة عند مواجهتهم للنجم الساحلي في الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال والاشارة الى أن إمكانية هزمهم واردة قبل أن يعترف الجميع بما قاله شيخ المدربين التونسيين عبد المجيد الشتالي ويثني عن صدق توقعاته. سيبقى المجد ل«مجيد» العارفون بمعدن السيد عبد المجيد الشتالي لم يعجبوا بما حدث له منذ أيام على صفحات «الفايس بوك» في عصر انقلبت فيه المفاهيم ليصبح التطاول على الرجال والمواقف سمة تصرّفات بعض الجماهير.. فقط.. نهمس في آذان الشتالي. لا تظنّنّ أن التطاول مهما كان مصدره ومساحته قادر على محو ما خلفته تحاليلك في ذاكرة العارفين والمدركين لحقيقة الأمور وثق أنك ستبقى أحد رموز الكرة في تونس وفي العالم العربي وفي إفريقيا ولو كره الجاحدون. خسارة.. أن يعامل رجال وطنيون ويجازوا بمثل هذا!.. ومع ذلك سيبقى الشتالي في مقدمة الفنيين والمحلّلين الذين صنعوا مجدا لا تحجبه الغيوم..