عبر عدنان الهلالي أحد مؤسسي الجمعية الثقافية الهضاب لأبناء الجبل وما ترتب عنها من أنشطة ثقافية وفنية أعادت الاعتبار للجهة استيائه الشديد مما تعرض له خلال الفترة الماضية من قبل بعض الأطراف مما ألحق أضرارا بأحد روافد التنمية بالجهة المتمثلة في الأنشطة الثقافية نظرا لأن هذا القطاع ساهم بصفة غير معهودة في تنشيط منطقة الوساعية الريفية التابعة لمعتمدية سبيطلة بالقصرين فضلا عن استقطاب أعدادا كبيرة من أبناء الجهة من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية. كان ذلك خلال لقاء اعلامي عقد صباح أمس بدار الثقافة بن خلدون تحت عنوان"موسم أول في المحاكم والعراء.." خصص لتسليط الضوء على الموسم الثقافي للمركز الثقافي بالوساعية بسبيطلة بعد عام من تأسيسه والذي اختتم مؤخرا وسط ظروف صعبة وغير عادية مثلما أفاد بذلك عدنان الهلالي بهذه المناسبة. كما استنكر ما أسماه الهجمة الشرسة التي تعرض لها فريق المركز وكل الناشطين في الحقل الثقافي من أبناء الجهة بعد أن وجدوا أنفسهم في مرات عديدة عرضة لشكاوي قضائية. وذلك بعد ان كاد المشروع الثقافي للمركز أن يتحول إلى كذبة بالنسبة للبعض والسبب كما يفسره الهلالي انه لا يحمل شعارات تخدم جهة دون أخرى أو لا يوالي أي طرف. وأكد في ذات الإطار أن حلم المجموعة بالمركز الثقافي عمل البعض من أبناء الجهة بدعم من أصحاب رؤوس الأموال إلى تحويله إلى كابوس بعد أن تعرض أفراد المركز إلى اعتداءات جسدية ولفظية كلفتهم دخول مركز الأمن في أكثر من مرة. و وعد بالعمل الجاد من أجل إعادة ترتيب البيت خاصة في ظل الرغبة الجدية لأبناء الجهة الذين يسعون لتغيير واقع الجهة والتصدي لكل محاولات تهميشها من خلال المشروع التهديمي المعادي للمنطق الثوري حسب رأي عدنان الهلالي والمتمثل في إصرار البعض على "ترييف" الأرياف وحرمان أهاليها من كل مقومات العيش الكريم بما في ذلك المشاريع الثقافية والتنموية والتربوية بعد أن حول البعض المدرسة الابتدائية بالجهة إلى مدرسة شبه خاصة ومنع الجمعية والمركز من النشاط في فضائها. نشاط ثري لكن في العراء وتطرق في ذات الإطار إلى المحطات التي راهن عليها مثقفو وأبناء الجهة كمشروع ثقافي تنموي كفيل بإخراج الجهة من عزلتها الجغرافية والاقتصادية. وبيّن أن التظاهرات في ترتيبها الزمني بدءا من "أيام الجبل بالوساعية" مرورا ب"عيد الرعاة" و"المهرجان الدولي الأول للإكليل" وصولا إلى "الجبل يغني" تؤكد نجاح المركز بإمكانيات محدودة في تحويل هذه المنطقة النائية إلى منارة للثقافة والفنون والإبداع. والاستثناء في نشاط المركز حسب ما أفاد بذلك عدنان الهلالي يتمثل في إصرار فريق المركز الثقافي الجبلي على النشاط من أجل تحقيق أهدافه وذلك بأن جعل من المعطى الجغرافي والعناصر الطبيعية فضاءات للنشاط على غرار"الهندي" وفوق الهضاب وفي الأودية... وعلل هذا الاختيار بأنه كان من أجل تفادي تعرض الضيوف إلى الاعتداء من قبل أعداء الفكر والثقافة بالجهة. وناشد عدنان الهلالي سلطة الإشراف التدخل من أجل حماية المشروع الثقافي والتنموي بالجهة ووضع حد للعراقيل التي عرفها الناشطون فيه. وبيّن خلال نفس المناسبة أن فريق المركز مصر على تحقيق أهداف هذا المشروع الثقافي لإيمان المجموعة بجدواه على أصعدة مختلفة. وأوضح أن المركز الثقافي الجبلي سيحافظ على التظاهرات الأربع التي أسسها ووعد بانها ستكون احتفالية بمشاركة أوروبية من البرتغال وفرنسا وسويسرا. ليستأنف نادي المسرح وكورال الجبل نشاطيهما خلال الأيام القادمة. من جهة أخرى أكد أنه بصدد إجراء الاتصالات من أجل تصدير تجربة المركز الثقافي والجبلي إلى ولايات سليانة والكاف وغيرها من الجهات الأخرى.