كشف السكرتير العام ل"إشارة" وهو المعهد الدولي للبحوث في لغات الإشارات بتونس لطفي زكري في حديثه مع "الصباح" أن احتفالية اليوم العالمي للغة الإشارات ستشمل عديد الأنشطة الثقافية وخصوصا في مجال المسرح باعتبار قدرة هذا الفن على التعبير عن هواجس وتطلعات هذه الأقلية الاجتماعية أي البكم. وبين محدثنا أن معهد "إشارة" كوّن ورشة للفن الرابع تعمل على توظيف وصقل مواهب البكم وستعرض في احتفالية 17 نوفمبر بابن رشيق عملا من إنتاجها، يرصد كيفية تقديم عمل فني عن الشعر دون كلام حيث تسيطر لغة الجسد على الفضاء المسرحي وتبرز قيمة الحركة في حياة هذه الفئة الاجتماعية ويبتكر هؤلاء المشاركين حركات حديثة تثري لغات الإشارات المتعامل بها فيما بينهم كما تكشف عن الثقافة المشتركة للبكم وتفاعلهم مع اليومي والموروث التونسي. وأشار لطفي زكري إلى أن ورشة المسرح تمثل دعما بيداغوجيا في تكوين البكم وتحسين طرق تعبيرهم عن أحاسيسهم ومشاغلهم كما تساعدهم على تطوير إشاراتهم وفهم التصورات والمشاريع الأكاديمية والواجبات المدرسية. من جهة أخرى لفت محدثنا الانتباه إلى أن تاريخ 25 سبتمبر الحالي سيكون موعدا مع يوم مفتوح للتعريف بلغة الإشارات وتقريب المتحدثين بهذه اللغة من ببقية الأطراف الاجتماعية العادية حيث أفادنا لطفي الزكري بأن عدد المتحدثين بلغة الإشارات في تونس يصل لأربعة ألاف شخص وقرابة 85 بالمائة منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ويقع التعامل معهم بأساليب سبعينات القرن الماضي على عكس العناية التي يتلقاها البكم في الغرب أو في بعض الدول العربية الأخرى. وشدد مصدرنا على أن اليوم المفتوح للغات الإشارات سيستعرض ثقافة البكم كما سيرفع اللبس عن الخلط الذي يقع فيه الكثيرون بين الشخص الأصم والأبكم واصفا هؤلاء الأقلية بالمواطنين الأكفاء القادرين على الإضافة للبلاد. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الدولي للبحوث في لغات الإشارات بتونس تأسس في بداية هذا الموسم (مارس 2012) ويسعى لتكوين خبراء في تعليم لغات الإشارة وتأسيس مدرسة نموذجية للغات الإشارة ونشر البيدغواجيات الحديثة في صفوف الجمعيات المختصة في تكوين هذه الفئة الاجتماعية.