«الشروق» تحولت الى المنتدى التفاعلي الذي نقل هواجس الشباب ممّن صنعوا ثورة الخضراء، هي مشاغل تباحثوا فيها في فترة حساسة من بناء الجمهورية الثانية. ومن المنتظر أن يتم رفع تقرير المنتدى التفاعلي حول استحقاقات الشباب الذي انعقد يومي 13و14 ديسمبر الى المجلس التأسيسي. بداية الحديث كانت مع السيد محمد الجويلي المدير العام بالمرصد الوطني للشباب... الذي تحدث عن هذا المنتدى الذي يندرج ضمن استراتيجية المرصد في الانفتاح على مشاغل وأفكار وطموحات الشباب. وبين محدّثنا أن المنتدى يجمع شبابا من كافة الفئات والجهات، وقال: «هناك برامج جديدة للمرصد منها برنامج مشترك مع البنك الدولي حول الحواجز التي تحول دون ادماج الشباب في الحياة العامة والتي تنطلق قريبا... كما يوجد مشروع قريب مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية (PNUD) حول وضع قائمة لكل الجمعيات، قصد تسهيل التواصل بين الجمعيات والمرصد». هواجس شبابية وتحدث السيد محمد الجويلي عن هواجس الشباب التي تطرق لها الحاضرون، وأهمها مسألة التشغيل المرتبطة بقضية التعليم وبنوعية المشاركة السياسية والمهنية. كما ترتبط هذه المشاغل والهواجس بحرية التعبير والابداع وبالتنوع الثقافي الى جانب انشغالات أخرى مرتبطة بوضع الشباب، وبذوي الاحتياجات الخاصة وبفكرة الاقتصاد التضامني. كما تلتصق هواجس الشباب بكل ما يرتبط بالمخاطر التي تهدّد الشباب من مخدّرات وعنف وأمراض منقولة جنسيا. وسيتم رفع التقرير الى الحكومة وأعضاء المجلس التأسيسي كما سيتم نشر التقرير. استحقاقات اجتماعية انقسمت أعمال المنتدى الى ورشات حول الاستحقاقات الاجتماعية والثقافية والتنموية الاقتصادية والسياسية. نقل الشباب الحاضر في ورشة الاستحقاقات الاجتماعية انتظارات الشباب لاسيما في الجهات المهمشة... وتحدث الشباب عن غياب طب الاختصاص والرعاية الصحية في بعض المناطق البعيدة عن المراكز والولايات. اضافة الى غياب التمويل اللازم للجمعيات. وأشار أحد الشبان الى وجود دفاتر علاج كانت توزع بالرشوة والمحاباة من طرف النظام السابق من طرف العمدة وأعضاء «التجمّع» والمسؤولين متسائلا عمّا وصلت إليه وعود الحكومة الانتقالية من الزيادة ب50 ألفا في الحالات الاجتماعية. واحتدّ النقاش في ورشة الاستحقاقات السياسية حيث طالب بعض الشباب بادراج حق الشغل في الدستور وحق المشاركة في الحياة السياسية وتنقيح وتفعيل قانون الجمعيات وتشريكهم في القرار. تنمية واقتصاد تحدثت ليلى فرحاني وهي شابة من الجمعية المتوسطية للتشغيل والتكوين... وقالت: إن مشاغل الشباب في ورشة الاستحقاقات الاقتصادية والتنموية قد تنوعت فمنها ما تعلق بعدم ملاءمة التعليم الابتدائي والجامعي مع حاجيات سوق الشغل... اضافة الى النقص في التكوين وعدم «تخريج» دُفعات من الخريجين من أصحاب الكفاءة المطلوبة لدى المؤسسات. وأضافت ليلى بأن هناك مطالبة بمراجعة القانون 72، الذي يقوم باستغلال تام للشباب دون اعطائهم لحقوقهم. الورشة تطرقت أيضا الى آليات الاستثمار والقروض الصغرى التي مازالت منقوصة، ولا تتلاءم مع حاجيات العاطلين عن العمل والباحثين عن فتح مشاريع خاصة ويبقى موضوع اختلال التنمية بين الجهات من المواضيع المطروحة. لا لتسييس الثقافة أما سامية الرقيق (أخصائية نفسية)، فقد تحدثت عن هواجس الشباب واستحقاقاته الثقافية، حيث لاحظت وجود تخوف من تسييس الثقافة وأدلجتها أي جعلها تقترن بايديولوجيا تسوقها الأحزاب الفائزة. وتقول سامية إنه من الضروري ترسيخ سياسة الاختلاف واحترام الآخر. كما دعا الشباب الى عدم مصادرة آراء الآخرين حريتهم في اللباس بين ملتحين ومنقبات ومتحجّبات وغير المحجبات. وخلال هذه الورشة تخوف الشباب من أن يتحول الغناء الى حرام ومن تحريم الفنون ومصادرة حرية الابداع والتعبير، وربط الحرية بالتيارات السياسية المسيطرة. كما دعا الشباب الى حق الجهات في التنمية والثقافة والعروض الفنية. الأقليات الثقافية خديجة بن سعيدان هي رئيسة الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية وحاضرة بورشة الاستحقاقات الثقافية. تقول خديجة: انها تدافع عن الاعتراف بالثقافة واللغة الأمازيغية وعن تنوع الثقافة والاختلاف وعن تكريس ثقافة الاختلاف واحترام الخصوصيات. ومن مطالب الورشة أيضا التي عبرت عنها خديجة المطالبة بتكريس ثقافة العمل المدني لدى الأطفال والشباب... فلم لا يتم رصد عقوبات في المدرسة أو الجامعة من قبيل القيام بأعمال مدنية مثل رفع القمامة والتنظيف، ولمَ لا يتم توجيه الشباب نحو القيام بأعمال تفيد المجتمع المدني وتشعرهم بأهمية الأعمال الأخرى، وهذه التجربة تمّ القيام بها في سويسرا وكان لها مردود ناجح. هواجس الشباب ومشاغلهم كانت مختلفة ومتنوعة، وسيتم رفعها في تقرير يتلقاه المجلس التأسيسي للمساهمة في صياغة برامج دستور الغد وحكومته في تونس.