في سهرة غاب عنها محمود الهمامي لتواجده خارج تونس نظم المكتب الجامعي الأسبق الذي عمل مع حمودة بن عمار عشاء جمع كل الأطراف وذلك يوم الثلاثاء الماضي وهي سنة حميدة دأب على تنظيمها أحد أعضاء هذه الجامعة الوجه الرياضي المعروف الهادي لحوار وذلك بمعدّل ثلاث مرات في السنة (اثنان في العاصمة وواحدة بسوسة..) وذلك منذ ستة أعوام.. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المناسبة غاب عنها ثلاثة أسماء معروفة في الميدان هم محي الدين بكار ورضا عياد والفاضل الزراع رحمهم الله، ويحضرها في كل مرة الرئيس الأسبق للجامعة حمودة بن عمار وفيصل الشريشي والحبيب بن عيسى وعلي بن ناصر ومنذر بن عياد وحمادي الخميري وفاروق الغربي وخالد بوزقرو والحبيب عاشور وكريم الخبثاني وفتحي جامع وعمر الدراجي ورضا كريّم وبلحسن مالوش وطبعا الهادي لحوار بالاضافة إلى منذر الشواشي الذي كان آنذاك الملحق الاعلامي للجامعة. المناسبة عادة ما تكون فرصة لاسترجع الذكريات وكذلك ربط أواصر المحبّة بين كل الأعضاء المذكورين الذين عملوا في كنف الاحترام وعرفت معهم الجامعة أحلى الفترات من خلال النجاحات التي حققها المنتخب الوطني الذي حصل على كأس افريقيا 2004 اضافة إلى لنهائيات كأس العام 2006 زيادة عن الألعاب الأولمبية 2004 والملفت للإنتباه هو أن هذه اللمة لايوجد فيها أي عضو من جامعة الجريء.. ومهما يكن من أمر لابد أن نشير إلى أن الجامعة عرفت فترة وردية خلال فترة حمودة بن عمار وحتى مع علي الحفصي فالهادي لحوار مثلا في رصيده ستة نهائيات كأس افريقيا للأمم ومشاركة في نهائيات كأس العالم وكذلك الألعاب الأولمبية 2004 وهو سجل حافل لهذا الرجل لا يملك منه رئيس الجامعة الحالي ولو العشر.. ونفهم أيضا لماذا نجحت الجامعة زمن حمودة بن عمار لأنه رجل من العيار الثقيل واجه سطوة سليم شيبوب ووقف ضده الند للند بعد ان كان يتدخل في كل كبيرة وصغيرة تخص المنتخب وأما اليوم فيكفي ان نقول بأن جامعة الجريء عندما حملتها الوزارة مسؤولياتها للجامعة في أحداث مباراة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي وحكاية تبادل الاتهامات في وسائل الاعلام طلع علينا وديع الجريء بتصريح للشقيقة «الصباح» قال فيه إنه سيقع اتخاذ الاجراءات اللازمة بعد نهاية البطولة.. معنى ذلك أن رئيس الجامعة غير قادر على ايقاف النزيف في الوقت، فجل الأندية اليوم على رأسها رجال أعمال كبار لهم وزنهم ولا يمكن للجامعة مواجهة أي منهم ولهذا سيتأجل الأمر حتى ننساها، وليس حتى لا يتم إرباك الفرق المتنافسة على اللقب. إنها سياسة الهروب إلى الوراء فحتى أحمد المغيربي طلب منه رئيس الجامعة ملفات حتى يتمكن من فتح تحقيق حول ما يحدث في اللجنة الوطنية للتحكيم، فهل يعقل هذا.. كيف نطلب ملفات من أطراف خارج سور هذه الادارة؟.. دائما وفي اطار الحديث عن الجامعة كثف منذ أيام العضو شفيق الجراية من اتصالاته بوسائل الاعلام ليعلن عن عثور الجامعة عن مستشهر جديد، والمقصود بذلك «سيفاكس آيرلاينز» التي نعترف بأن لشفيق الجراية دورا في تعاقدها مع الجامعة لكن ماذا أضاف الدكتور العزيز عندما يتحدث عن التعاقد مع ادارة شركة البرومسبور، فهل هي مستشهر جديد؟.. ثم لماذا لم يذكر بأن الوزارة كانت وراء هذا العقد عندما تدخلت لفائدة الجامعة لفض الخلاف مع شركة «البرومسبور»؟ دكتورنا نعترف أيضا بأنك قدمت خدمة هامة لصديقك وديع الجريء، لكن مهما كانت قيمة الأموال المتأتية من المستشهرين التقليديين فلن تكفي لتسديد مستحقات الحكام والمراقبين المتخلدة ولا أيضا للمدربين والرابطات التي أصابها الافلاس ولن تكفي أيضا للفيلق الذي مكنه وديع الجريء من دخول مختلف الهياكل التابعة للجامعة في حركة منه لرد الجميل خاصة أن هؤلاء قد خدموه خلال الحملة الانتخابية للجامعة وفي ظل غياب الجمهور والمداخيل نحمد الله ان عديد الأندية أصبح يشرف عليها رجال أعمال كبار مثل حمدي المدب في الترجي الذي يوفر كل ظروف النجاح لناديه منذ أعوام، واليوم نجد أيضا سليم الرياحي في الافريقي... وها أن النادي الصفاقسي وجد ضالته في عودة ابنه البار لطفي عبد الناظر الذي جمع حوله عديد المسؤولين السابقين الذين ظلوا بدورهم أوفياء للنادي الصفاقسي على غرار عبد العزيز بن عبد الله.. ولا شك أيضا أن نادي عاصمة الجنوب قد عرف النجاح مع عبد الناظر والبدوي الذي عاد بدوره ليسند هيئة عبد الناظر التي آلت على نفسها اعادة اشعاع ال «سي آس آس» عربيا وقاريا..