- ما يؤلم عبدكم الفقير الى ربه مثل عديدين ممن تتملكهم الغيرة على الرياضة التونسية وخاصة كرة القدم انه في الوقت الذي علينا أن نستعد لانطلاق البطولة بعد شهر من الآن ونعد العدة على مستوى البرمجة وتوزيع المقابلات ونعمل على انقاذ المنتخب مما هو فيه انطلقت الحملات الانتخابية قبل الأوان وانشغل أهل الذكر بالحسابات والتكتلات والقائمات. وأما الادهى والامر أن المكتب الجامعي هو المساهم في هذه الحملات حيث أصبحنا نتحدث عن قائمة للرئيس الحالي أنور الحداد، وأخرى للعضو وديع الجريء.. هذا هو حال المكتب الجامعي كل يغني على ليلاه في وقت لا يسمح فيه الا بالاعداد للبطولة والعمل على أن تكون بحضورالجمهور والبحث عن الطرق والضمانات لتأمين المقابلات.. لكن ماذا عسى الواحد منا أن يقول أكثر من أن المكتب الجامعي قد سقط هو الآخر في فخ انتخابات الضحك على الذقون، فهل هذا وقتها وهل يعقل أن يتحدث عضو جامعي مترشح للانتخابات على رأس قائمة عن التقسيم في الرابطة الثالثة وذلك حتى يمكّن بهذه الطريقة عدة أندية من الصعود ويكسب ود مسؤوليها وضمان أصواتها انه وديع الجريء الذي طرح الفكرة في إطار المكتب الجامعي وذلك حتى يروّج لقائمته الانتخابية.. لقد سبق وأن ذكرنا أن بعض أعضاء المكتب الجامعي الحالي لا يعرفون من أين تؤكل الكتف وقد دخلوا في متاهات ومشاحنات مع عديد الأندية الكبرى خاصة واليوم يسعون الى أن يعودوا بنا الى الوراء ويحاولون ان يرسّموا انفسهم في المكتب الجامعي المقبل.. أليس هذا تشبث «بالكرسي» داخل الجامعة، وألا يعني ذلك أنه يسعى للحفاظ على مصالح معينة.. وحتى إن كتب لهذه الانتخابات ان تتم لماذا يريدونها بوجوه قديمة لم تقدم شيئا للكرة فلا أنور الحداد يملك مقومات رئيس الجامعة المطلوب في مثل هذا الظرف الذي يشترط فيه أن يكون الرئيس المنتظر من أبرز رجال الأعمال له ما يكفي من العلاقات لتحقيق عقود اشهارية ومداخيل للجامعة لإعالة المنتخبات ولا أيضا وديع الجريء يصلح اصلا (مع احترامنا له كشخص) لأن يكون رئيس قائمة فلا الماضي يشفع له اذ يعرف الجميع أن «بعبع» الرياضة التونسية الهارب حاليا في الامارات ونعني به سليم شيبوب من كان وراء قدومه الى المكتب الجامعي بعد تجربة محدودة للدكتور الجريء في عالم التسيير الرياضي فقد كان رئيس بلدية بنقردان وفي نفس الوقت رئيس شعبة ثم ترأس اتحاد بنقردان لموسمين قبل أن تمنح رئاسة نفس النادي لوالده.. فهل بهذه المسيرة الرياضية يريد الدكتور ترؤس الجامعة؟ إنه العجب بعينه. لابد للأعضاء الحاليين أن يقبلوا النقد لأن ما يحدث داخله لا يبشر بالخير ولابد أيضا لهذا المكتب ان يعرف على أية ساق يريد أن يرقص فبعد أن كان متمسكا بالبقاء والمواصلة في إطار الشرعية تفكك من الداخل وانصرف بعض أعضائه للقائمات الانتخابية وحملات الترويج وهذا الخطر بعينه، لأن الظرف لا يخدم أيّا منهم ولأن الملفات المطروحة أعمق بكثير، كما أن الجامعة تحتاج لمسيّر يترفع عن تذاكر السفر ومصروف الجيب على حساب الجامعة ولا أيضا يحتاج لشريحة هاتف جوال من الجامعة لاجراء المكالمات.. وهذا لم يحدث قط إلا مع شخصين اثنين هما حمودة بن عمار وعلي الحفصي لذلك نجح كلاهما فالأول أحرز أول كأس افريقيا للأمم في تاريخ البلاد سنة 2004 والثاني حصل بدوره على أول لقب أممي في تاريخ كرة القدم التونسية وهو «شان 2011». انظروا كيف يحافظ الترجي على استقراره وكيف استطاع مواجهة الهزات وأحرز الالقاب تلو الأخرى ويلعب على أكثر من واجهة بفضل ما يضخه حمدي المدب من أموال في خزينة النادي.. فعلا المال قوام الأعمال ومن لم يكن من مالكيه لا يمكنه النجاح في التسيير الرياضي فما بالنا إذن بالجامعة التي تحتاج أموالا طائلة ومداخيل متنوعة. إن المتأمل في القائمات الانتخابية الموجودة حاليا والتي تنتظر اشارة الانطلاق لبدء حملتها ينتابه الشعور بالغبن عندما يجد فيها أسماء لا تفوقنا على المستوى الاجتماعي الا بالصبر وربطة العنق. فهل بهؤلاء سنسيّر قطاع كرة القدم الذي أصبح قطاعا استثماريا وله موقع استراتيجي اقتصاديا بما يدره من عملة صعبة وعقود اشهار ومعاملات مع مؤسسات عالمية. هل يملك وديع الجريء كل هذه العلاقات والوجاهة؟ وهل يقدر أنور الحداد على توفير كل ما تحدثنا عنه؟ طبعا لا هذا ولا ذاك. حتى القائمات الاخرى التي سمعنا عنها فنرى بعضها متوازنا نظرا لترؤس زياد التلمساني اللاعب الدولي السابق الذي احترف في ثلاث قارات وصاحب المستوى التعليمي المرموق لاحدى القائمات والتي نتمنى أن يطعمها بالمزيد من رجال الأعمال وقائمة أخرى يترأسها لاعب القرن طارق ذياب الذي نكن له الاحترام الكبير لكن عليه مراجعة حساباته فإذا ظل متمسكا بمواصلة العمل في التحليل الرياضي بقناة الجزيرة ما عليه إلا أن يهتم بلجنة المنتخبات اي بالمسائل الفنية لانه لا يجوز أن يكون رئيس الجامعة الا شخصا متفرغا للتسيير والمهام الرسمية، كما أن بعض الاسماء التي تضمها قائمة حولها لغط كبير ومنها ما هو متهم أو مورط في قضايا. في كلمة لقد حان وقت المصالحة والسير الى الامام ولابد من استعادة بعض الاسماء التي أشعّت سابقا في الجامعة وتكوين تحالفات حتى نستخرج مكتبا جامعيا يضم مزيجا من الناجحين فنيا وماليا واقتصاديا.