كشف فريق من الباحثين الفرنسيين في مجال الآثار أثناء قيامهم ببعض الحفريات في معتمديّة حيدرة في منتصف هذا الشهر عن الطّريق الروماني الذي كان يربط بين تبسةالمدينة الجزائرية وقرطاج مرورا بحيدرة... الطريق المكتشفّة المعبّدة بأحجار مربعة ومستطيلة ضخمة كما رأيناها على عين المكان شيّدت في سنة 120 ميلادي طولها يقارب 300 كم وعرضها أكثر من 8 أمتار حسب ما أكّده رئيس فريق الباحثين الفرنسي François Baratte أثناء ندوة صحفيّة عقدت للغرض وأشرفت عليها جمعية "أميدرا" للعلم والثقافة والسياحة بحيدرة بمناسبة اختتام الحفريات... الباحث الفرنسي تحدّث أيضا عن اكتشاف طريق أخرى تربط "أميدرا" "بتلابت" وعديد المسالك المهمّة كما أكّد على ثراء المخزون الثقافي والتاريخي للجهة من خلال ما عاينه داخل وخارج الحصن البزنطي وأثنى في نهاية تدخّله على سكان معتمدية حيدرة والمسؤولين والعمال الذين ساعدوهم في عملية الحفر على كرمهم وطيبتهم... باحثون تونسيون وطلبة في الموعد
وأثناء تواجدنا في هذا اللقاء الصّحفي لاحظنا تواجد طلبة من المعهد الوطني لحماية التراث الذين جاؤوا إلى حيدرة كما أعلمونا للقيام بتربص تكويني في مجال حماية التراث الأثري والمحافظة على خصوصياته وإحيائه صحبة مجموعة من المحافظين في إطار شراكة بين المعهد الوطني للتراث ومؤسّسة فرنسية في مجال إحياء التراث... المختصّون في هذا الميدان أجمعوا على أنّ مثل هذه الحفريات تساعد على التعريف بالجهة والكشف عن ثرواتها الأثرية ومخزونها الثقافي والحضاري من أجل الاستفادة من هذا القطاع في مجال السياحة والثقافة وهو ما قد يجعل منها قطبا أثريا سياحيا هامّا يساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالجهة... السلط المحلّية والجهويّة ممثلة في المعتمد ومندوب الثقافة كانت حاضرة في هذا اللقاء الصحفي لاختتام أعمال الحفر.. وقد أبرز معتمد الجهة أهميّة مثل هذه الأعمال في إعادة الاعتبار لهذه المعتمدية التي تعرّضت في السابق إلى أقسى أنواع التهميش، ولم يخف تفاؤله بالمستقبل الذي ينتظر هذه المعالم التاريخيّة من اهتمام وتوظيف في صالح أبناء الجهة... كما أكّد مندوب الثّقافة على حرص وزارة الإشراف على إعادة الاعتبار إلى تراث البلاد في المجال الأثري من خلال ربط هذه المعالم بمسالك سياحيّة، كما تحدّث عن الشّروع في الدراسات لإنجاز المسلك السّياحي الذي سيربط بين حيدرة وسبيطلة مرورا بتالة...