القاتل أصاب صديقه بآلة صلبة في الرأس ثم وضع الجثة في سيارة دفعها إلى «هفهوف» الاسبوعي- القسم القضائي: الزمان أحد أيام الاسبوع الفارط، المكان وادي مليان بالضاحية الجنوبية للعاصمة، الحادثة كهل ميت ملقى على الكراسي الخلفية لسيارة اقترب عابر سبيل من مسرح الواقعة فأدرك أن الكهل تعرض لاعتداء قاتل لذلك سارع بإشعار السلط الأمنية وعلى جناح السرعة تحول أعوان الأمن والسلط القضائية على عين المكان وأجروا المعاينة الموطنية بحضور شقيق الضحية الذي تعرّف على هوية القتيل قبل رفع الجثة ونقلها الى مخبر الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتحديد ملابسات الجريمة. وبالتوازي تولى أعوان فرقة الشرطة العدلية بحمام الانف البحث في القضية وتمكنوا في ظرف قياسي من القبض على القاتل وإيقاف شخص يرجح أنه شاركه في الجريمة. حصل ما لم يكن في الحسبان! «الأسبوعي» ولمتابعة تفاصيل هذه الجريمة التي اهتز لها متساكنو رادس اتصلت بعائلة الضحية محمد بن علي (من مواليد 1962) وتحديدا شقيقه لطفي الذي كان في حالة نفسية متدهورة ورغم ذلك فقد حدثنا عن هذا الاعتداء غير المتوقع الذي تعرض له شقيقه من طرف صديق عمره فقال: «أخي محمد يعمل عون استخلاص بشباك التذاكر بمحطة القطار بحمام الانف وله ابنان مازالا في أشد الحاجة لرعايته ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان». دَيْن سبب البلية وأضاف لطفي: لقد اقترض المرحوم من صديق له مبلغا ماليا قدره ألفا دينار لقضاء بعض الشؤون الخاصة وقد أعاد 1400 دينار من أصل الدين لصديقه ولكنه شدد عليه الخناق ليسدد له بقية الدين فاقترح أخي أن يسلمه مضخة بنزين كتعويض عن ال 600 دينار ولكن والدتي رفضت باعتبار أن المضخة على ملك أخي الاكبر لكنه تنازل عنها وسلمها للمرحوم الذي بدوره سلمها لصديقه» وأشار محدثنا الى أن والدته رفضت الحكاية وطالبت بأستعادة المضخة مقابل تعهدها بتسديد الدين على ستة أقساط وقال هنا: «فعلا استرجع محمد مضخة البنزين ولكن هذا الحل لم يرض قاتله الذي توعد أخي وهدد بالانتقام منه». أطوار الجريمة وعن أطوار الجريمة أضاف لطفي: باعتبار الصداقة التي تجمع بينهما فقد اتصل القاتل هاتفيا بأخي في حدود الساعة التاسعة الا ربع من مساء يوم الواقعة وطلب منه احتساء قهوة فلبى طلبه بعد أن انهى عمله إثر نحو ربع ساعة من المكالمة والتقيا فعلا ولكن صديقه غدر به ونفذ وعيده وتخلص منه بالقتل تاركا ابنيه لمصير مجهول خاصة وأنهما في أمس الحاجة لوالدهما ورعايته وهو الذي عرف بين الجميع بطيبة قلبه وسلوكه الحسن». إيقاف المتهمين أمنيا علمنا أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بحمام الانف ألقوا القبض على المتهم الرئيسي وقريب له بعد ساعات قليلة من اكتشاف الجريمة. وقد أعترف القاتل منذ الوهلة الاولى بما نسب اليه وأفاد أنه هاتف صديقه ليلا للمجيء الى محله ولكن أثناء اللقاء نشب خلاف حاد بينهما بعد أن سيطرت حكاية الدين على حديثهما فما كان من القاتل الا التسلح بآلة صلبة وإصابة صديق عمره في الرأس فأسقطه أرضا مما تسبب في وفاته ثم استعان بشخص آخر . وذكر القاتل أثناء التحري معه أنه قام رفقة شريكه برفع الجثة ووضعها في الصندوق الخلفي لسيارة القتيل وتوجها الى وادي مليان وهناك أخرجا الجثة من الصندوق الخلفي ووضعاها على الكراسي الخلفية للسيارة ثم سكب احدهما سائلا شديد الالتهاب على الجثة والسيارة ودفعاها نحو هفهوف وأضرم فيها النار ولكنها لم تشتعل قبل أن يتفطن أحد الاشخاص للجريمة ويتصل بأعوان الأمن الذين كشفوا النقاب عن هذه المأساة. صابر المكشر