لا نكن احتراما للمجلس العسكري الذي أهان المصريين - الجيش المصري القيمة الوحيدة التي نعتز بها - هيئة الدستور قسمت المصريين إلى إسلاميين وغير إسلاميين ومطلوب تغييرها - الرباط المغرب – من مبعوثتنا الخاصة اسيا العتروس - قال جورج اسحاق المنسق السابق لحركة "كفاية" وأحد مؤسسي حزب الدستور أن ساحة الميدان ستكون على موعد اليوم الجمعة مع مظاهرة مليونية شعارها "مصر موش عزبة".. مصر لكل المصريين" بمشاركة عدد من الأحزاب والحركات السياسية والثورية وأهالي الشهداء والجرحى للمطالبة بدستور جديد، وتحقيق العدالة الانتقالية والقصاص العادل للشهداء. وأضاف محدثنا الناشط الحقوقي والسياسي، الذي التقيناه في مدينة الرباط على هامش «الندوة الاقليمية حول الاعلام العربي في زمن التحولات» بالتعاون بين منظمة الايسيسكو، المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة، مع مركز الشروق للديموقراطية والاعلام وحقوق الانسان المغربية، أن مظاهرة «مصر موش عزبة» تأتي ردا على أحداث الجمعة الماضي وما قام به أنصار جماعة الإخوان المسلمين. وانتقد جورج إسحاق أداء الرئيس مرسي معتبرا أنه يفتقر للكفاءة، كما اعتبر أن تعيين نائب قبطي للرئيس أمر شكلي لتجميل الصورة. وأشار جورج اسحاق الى أن الجيش المصري هو القيمة الوحيدة التي تعتز بها مصر. أما المجلس العسكري فلا يستحق الاحترام. ودعا إلى تغيير الهيئة المكلفة بوضع الدستور لكونها تقسم المصريين إلى إسلاميين وغير اسلاميين. و في ما يلي نص الحديث: * لو بدأنا من الوضع الراهن، كيف تصف المشهد السياسي في مصر اليوم بعد نحو عام ونصف على الثورة؟ - مشهد مربك ومرتبك والرؤية غير واضحة... مستشارو الرئيس مرسي على أقل مستوى من الكفاءة وهو يخضع لمكتب الارشاد وحزب الحرية والعدالة ولتوجيهاتهم الفاشلة، كما أن وجهة نظرهم ضيقة، والقوى الوطنية اليوم تطالب بتغيير أو الغاء الهيئة التي تضع الدستور لأنها قسمت المصريين إلى إسلاميين وغير إسلاميين الأمر الذي لا يتفق مع دستور للبلاد يشترك فيه الجميع. ما نريده اليوم هيئة تأسيسية بديلة مكونة من رؤساء الأحزاب القوية التي لها وجود في الساحة إلى جانب رؤساء النقابات العامة وخبراء القانون الدستوري في الجامعات المصرية وشخصيات عامة لها ثقل في المجتمع وكل ممثلي أفراد الشعب المصري. وأقول انه اذا خرج دستور من الهيئة الدستورية الراهنة فسيكون مشوها وسنقاومه. * ولكن الرئيس مرسي عين نائبا قبطيا له، وأنصاره يقولون أنه اتخذ اجراءات غير مسبوقة في ما يتعلق بتنظيم الجيش؟ - فعلا سمير مرقص نائب قبطي للرئيس مرسي ولكن هذا التعيين شكلي وليس له ولغيره أيضا، أي دور. ولا أبالغ اذا اعتبرت أن هذا دور كارتوني لتجميل الصورة لأن الحاكم الحقيقي في مصر هو جماعة الاخوان المسلمين. * هل تعتقد أن المسيحيين في مصر يعانون من الاضطهاد أو ما شابه ذلك؟ - ليس هناك اضطهاد في مصر، ولكن هناك تمييز بين المواطنين في المناصب والوظائف ودور العبادة وفي الخطاب الديني المتشدد من الجانبين، وهذا يتطلب من مرسي موقفا واضحا وهو الذي قال بعد انتخابه انه رئيس لكل المصريين، ولذلك عليه معالجة ما يحدث في العلاقات بين المجموعة الوطنية ويسعى لتشكيل مجلس أعلى يتبع رئاسة الجمهورية لمواجهة المشكلات بأسرع وقت ممكن ووضع قانون حول دور العبادة وقانون عدم التمييز الى جانب ضرورة معالجة الأمور ليس بالعادات العرفية ولكن بتطبيق القانون على من يعتدي على الافراد أو دور العبادة. * كأقلية مسيحية، هل يشغلكم صعود الإسلاميين في دول الربيع العربي؟ - أبدا... إذا توصلنا إلى دستور لكل المصريين فلن يكون هناك تمييز أو خوف أو اضطراب في المجتمع . * وماذا عن ملف العلاقات مع اسرائيل، وما الذي سيتغير في اتفاقية كامب دايفيد؟ - سيناء منطقة لن يدخلها الا المصريون وأي محاولة من جانب الاخوان ان يكون في سيناء موقع لغير المصريين خيانة والمنطقة الحرة التي تمتد الى العريش خط أحمر لن يسمح به الشعب المصري. نحن مع الشعب الفلسطيني وندعم قضيته ولكن الامن القومي المصري أهم من أي كان، ونحن عندما طالبنا بتعديل اتفاقية كامب دايفيد لم ينطق حزب الحرية والعدالة بحرف واحد في هذا الموضوع وحجتنا أنه لا يمكن ان توجد اتفاقية تستمر 30 عاما دون مراجعة. إسرائيل خرقت هذه الاتفاقية عدة مرات وقتلت أبناءنا على الحدود ولذلك نطالب بالحاح النظام بتعديل اتفاقية كامب دايفيد. القضية الفلسطينية قضية محورية دفعنا فيها دمنا ولكن لا يمكن أن يكون ذلك على حساب مصلحة الشعب المصري. * بعد كل هذه المدة وبعد سلسلة الاخطاء المتكررة، ألا تعتقد أن الوقت حان على المعارضة وعلى الحداثيين أيضا بعد الثورة للتوقف ومراجعة حساباتهم، على الاقل لتنظيم الصفوف خلال الانتخابات القادمة؟ - أنا ضد الدولة الدينية وضد الدولة المدنية ولكني مع دولة حديثة ومن هنا أدعو كل القوى الحداثية أن تتوحد في عدة توجهات ليجمع الاتحاد الوطني المصري والتيار الشعبي وحزب مصر الحرية والحزب المصري الديموقراطي وحزب أبو الغار وحملة خالد علي ويستقر هؤلاء على بيان سياسي وتنسيقي انتخابي وهناك لجنة لادارة الانتخابات القادمة على أساس عدم المحاصصة وسيكون ترشح هذه القوى في 27 محافظة وسيكون على أساس الكفاءة والشعبية، ولا أكشف سرا إذا قلت أننا نطمح للحصول على 250 مقعدا بعد الانتهاء من الدستور.والتجمع الثاني الذي سنسعى اليه مع حزب المؤتمر الذي يرأسه عمرو موسى وسوف نقوم بالتنسيق معه في الدوائر الانتخابية. نحن نتمنى أن تكون الانتخابات القادمة بنظام القائمة ولا نقبل انتخابات المقاعد الانفرادية. * كيف تفسر ما حدث الجمعة الماضي في ميدان التحرير ولماذا الآن؟ - ما حدث الجمعة الماضي في ميدان التحرير مؤسف جدا ومحزن جدا لأن الفرقاء الذين قاموا بالثورة معا يتعرض فصيل منهم للقذف بالحجارة من طرف الاخر وسوف نرد يوم الجمعة (اليوم) بمظاهرة في ميدان التحرير عنوانها «مصر مش عزبة» وسنتمسك بالمطالبة بدستور توافقي وبضرورة محاكمة كل من ارتكب جريمة في حق الثوار وكل الضحايا الذين سقطوا. رفضنا ومازلنا نرفض الاحكام الصادرة في معركة الجمل ونطالب بتطبيق مبدا العدالة الانتقالية والعدالة الانتقالية تتطلب تشكيل منظومة ثورية تنظر في كل ما حدث من انتهاكات للشعب قبل الثورة وبعدها. * هل يمكن القول اليوم ان دور حركة كفاية انتهى بعد ثورة 25 يناير، وماذا بقي من هذه الحركة على الساحة السياسية؟ - للتذكير أقول أن حركة كفاية بدأت منذ 2003 وقمنا بأول تظاهرة في 12 ديسمبر 2004 وكانت أول تظاهرة في مصر تتكلم في الشأن الداخلي ضد مبارك بالتحديد اذ لم يكن احد يتكلم في وجود حالة الطوارئ، وكان شعار الحركة «كفاية» بمعنى «كفاية ل23 سنة من حكم مبارك». والطريف أننا توقعنا أن يشارك في المظاهرة مائة شخص ولكننا فوجئنا بحضور ألف مشارك. اخترنا اليوم العالمي لحقوق الانسان لتنظيم المظاهرة أمام دار القضاء العالي لنقول للناس أننا محمون بالقانون. وجدنا آلاف رجال الشرطة وكانت مظاهرة صامتة وضعنا على أفواهنا كلمة «كفاية». كان المارة يسألون ماذا يحدث، لم يصدقوا أن هناك من يطالب برحيل مبارك. ما حققناه في تلك الفترة أننا كسرنا ثقافة الخوف عند المصريين وحققنا حق التظاهر رغم وجود حالة الطوارئ استخدمنا حقنا في المواثيق الدولية فيما يتعلق في حق التعبير اقتلعنا حق انتقاد رئيس الدولة وكان خطا أحمر، ومن هنا بدأت حركات الاحتجاج والمظاهرات ونقد النظام. وقد فتحنا نافذة الحرية ولن يستطيع أحد إغلاقها، وما حدث في ثورة 25 يناير هو روح حركة كفاية . * أليس في هذا احتكار للنضال وإنكار لتضحيات مئات الشهداء المصريين الذين سقوا بدمائهم أرض الثورة؟ - أبدا، لأن النضال المصري بدأ منذ زمن. كانت هناك أحزاب قبلنا وقوى وطنية ولكننا استطعنا تجسيد هذا النضال في حركة انضم إليها معظم شباب الأحزاب. * وماذا عن مصيرالمجلس العسكري ودور الجيش؟ - المجلس العسكري ارتكب أخطاء كثيرة وقد تقدم بعض الاشخاص بدعاوى أمام النائب العام لمحاكمة المشير طنطاوي وسامي عنان بسبب الاهمال وعدم محاسبة قتلة الثوار وكل الذين خرجوا للتظاهر بسبب ما اقترفه المجلس بشكل مهين للغاية. أما فيما يتعلق بالجيش المصري فهو القيمة الوحيدة التي نعتز بها، ولكن المجلس لا نكن له أي احترام. * وهل يمكن أن تكون محاكمة مبارك وأبناؤه عادلة؟ - في اعتقادي أنها محاكمة عادلة لم أزره حتى لا يظن أني حضرت للتشفي به، ولكن زاره مجلس حقوق الانسان في سجنه لأن هذا حق من حقوقه الانسانية، وقد وجدوه في صحة جيدة ويراعى رعاية صحية كاملة ولكن ابنه جمال يطلب نقله لاحدى المصحات العسكرية للعلاج وتقرير مجلس حقوق الانسان لا يرى داعيا لذلك ويعتبر المكان مناسب وفيه كل الرعاية الصحية.