تجدّد اللّقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية منذ يومين بالقدس لمواصلة المحادثات بشأن عديد القضايا المطروحة المتعلّقة بالوضع النهائي، ومع تشديد الجانب الفلسطيني على ضرورة عدم تأخير أو تقديم أية قضية على حساب أخرى بل تناول مجمل القضايا المطروحة في إطار حل كامل وشامل لها فإنّ الطرف الإسرائيلي كان واضحا في تناوله لمسألة القدس حيث أكد إيهود أولمرت عشية هذا اللقاء أنّ القدس ستكون آخر موضوع سيتم التفاوض بشأنه. لقد جدّد الرئيس محمود عبّاس مطالبته بالإسراع للتوصّل إلى إتفاق شامل قبل نهاية هذا العام بما يعنيه ذلك من إفراج عن آلاف الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية... وإيجاد حلول لمسألة اللاجئين الفلسطينيين والبتّ في قضية القدس وإزالة المستوطنات الإسرائيلية وفتح المعابر أمام العمّال والنشاط التجاري ورفع الحواجز ضمن إطار شامل وصولا إلى إتفاق نهائي. مقابل ذلك يواصل أولمرت نتيجة ضغوط داخلية وحسابات خارجية التلكؤ في البحث في هذه القضايا بشكل جدّي إذ أكّد في أكثر من لقاء بين الطرفين أنّ مسألة اللاجئين غير مطروحة للنظر مثلما هو الشأن بالنسبة لقضية القدس في المرحلة الراهنة كما عزّز هذا الموقف بالمماطلة في الإفراج عن عشرات الأسرى ضمن صفقة طال انتظار تنفيذها حيث أصبحت ورقة مساومة للضغط على الطرف الفلسطيني حتى يضع السّلاح ويجمّد كل أشكال المقاومة. وفي محاولة لكسب الرأي العام الداخلي للتغطية على الفضائح الشخصية المتلاحقة وانكشاف حقيقة الجيش الإسرائيلي بعد حرب صائفة 2006 ضدّ المقاومة اللبنانية يواصل أولمرت استغلال الوضع في غزّة ليعمّق الهوّة بين أفراد الشعب الفلسطيني بفرض حصار جائر على القطاع ومنع دخول المواد الغذائية والطبية وحرمان حوالي مليون ونصف فلسطيني من الكهرباء والماء في انتهاك مفضوح لأبسط المبادئ الإنسانية. ورغم هذا العقاب الجماعي المفروض على شعب يطالب بحقّه في الحياة فإنّ السلطة الفلسطينية مازالت تراهن على بريق من الأمل في تحقيق تهدئة متبادلة ومتزامنة للتقدّم في المباحثات بشأن قضايا جوهرية عالقة يرى البعض بقدر كبير من التفاؤل إمكانية التوصّل لحلّ بشأنها قبل موفى هذه السنة بينما يرى غيرهم أنّ المفاوضات الجارية حاليا في ظلّ سياسة التدمير والإغتيالات والحصار «عبثية» وغير ذات جدوى.