ينتظر أن تنطلق عملية جني صابة الزيتون لهذا العام خلال الأيام القريبة القادمة، وهو موسم يحرك الدواليب الاقتصادية للبلاد في معظم الجهات المنتجة للزيتون، ويتطلب يدا عاملة هامة تعد بمئات الآلاف الذين يتولون عمليات الجني والتحويل. غير أن الملفت للانتباه أن اليد العاملة الفلاحية المختصة قد باتت شبه مفقودة في البلاد على الرغم مما تؤكده الإحصائيات بأن أكثر من 800 ألف مواطن يعانون من البطالة. وهذا الواقع أفرز ارتباكا في كافة الجهات وأكد لحد هذه الأيام حيرة منتجي الزيتون في التعامل مع الصابة وجمع محاصيلها، وابرز أن العادات التي كانت تتمثل في الاستعدادات لجمع الصابة وما ينجر عنها من اجتماعات ولقاءات لحصر الحاجيات من اليد العاملة قد تبددت أمام مظاهر التقاعس وإعراض الشباب عن العمل الفلاحي. وقد أكدت التقارير الصادرة عن المندوبيات الفلاحية في الجهات أن صعوبات باتت تلوح من الآن في التعامل مع الصابة، وأن كافة الجهات تشكو من نقص في اليد العاملة الفلاحية، وهو أمر ينذر بحصول صعوبات لا يمكن تقديرها خاصة أن كافة المناطق المنتجة للزيتون تبدو واعدة وأن الصابة قياسية. مصالح وزارة الفلاحة أبرزت هذه التخوفات ودعت مندوبياتها للبحث في حلول تساعد على تخطي جملة الصعوبات. ومن أبرز ما تم التأكيد عليه تطويع عمال الحضائر للمساهمة في جني صابة الزيتون، والتعويل أيضا على قدرات الفلاحين الصغار في مباشرة الصابة، ولكن هذه التقديرات قد لا تكفي وحدها ولا يمكنها أن تستجيب للحاجة المطلوبة في التعامل مع حجم الإنتاج من الزيتون لهذا العام. أملنا ألا تضيع المحاصيل من الزيتون بسبب النقص المسجل في اليد العاملة، وأن تجد وزارة الفلاحة مخرجا من هذه الصعوبات التي تبقى في الحقيقة تعكس نوعا من الاستنكاف من العمل الفلاحي الذي يبقى دائما موردا هاما وأساسيا في البلاد.