فقدت أمس الأسرة الإعلامية والثقافية عميد المخرجين التونسيين المسرحي والسينمائي الراحل عبدالرزاق الحمامي بعد أن غيّبه الموت يوم الأربعاء 31 أكتوبر 2012 عن عمر يناهز سبعة وسبعين عاما كان قد قضى عقودا منها في العمل والنشاط في الساحة الثقافية والإعلامية وخلف الكاميرا أثمرت أعمالا متميزة في مختلف القطاعات الثقافية تمثلت في مسلسلات وأفلام ومسرحيات ومنوعات تلفزية وغيرها من الأعمال الأخرى التي تشكل جزء هاما من تاريخ وتراث السمعي البصري في بلادنا لاسيما أنها تزامنت مع السنوات الأولى لحصول بلادنا على الاستقلال وانطلاق الحركة الثقافية والفكرية والفنية فضلا عن بداية بعث التلفزة التونسية باعتبار أنه من أوائل من عمل فيها كمخرج. علما أن الراحل كان من أوائل من أثثوا التلفزة التونسية منذ تأسيسها بعديد الأعمال من موقعه خلف الكاميرا من خلال التصوير والإخراج. إذ يعود له الفضل في بناء وتقديم صورة وانتاجات بصرية نظرا لكونه أول مخرج تونسي يصور مشهد تمثيلي ويبث مباراة كرة قدم ويقود دراما تلفزية بالألوان. فلئن رحل عبدالرزاق الحمامي فإن ذاكرة أغلب التونسيين لن ولم تنس المسلسلات التي أخرجها للتلفزة التونسية منذ الستينات على غرار "الحاج كلوف" و"أمي تراكي" وخالد بن الوليد"والإمام سحنون" و"محكمة وبعد" و"الزورق الصغير" وغيرها من المسلسلات الأخرى التاريخية أو الدرامية. أما بالنسبة للأفلام فقد أخرج "الجلاء" و"الضاحية" وغيرها من الأفلام التي تناولت أسماء تاريخية وقضايا وطنية واجتماعية. فيما أخرج وأنتج عديد المنوعات التلفزية التي ظلت بدورها راسخة بأذهان مشاهدي التلفزة الوطنية في مراحل تاريخية مختلفة من قبيل"ابحث معنا" التي تعامل فيها مع الراحل صالح جغام فضلا عن إخراج عديد المنوعات التلفزية الأسبوعية. ولعب دورا كبيرا في تقديم صورة تونس بمختلف تجلياتها إلى المواطن التونسي أينما كان. وما يحسب للراحل أيضا أن عددا كبيرا من المخرجين سواء منهم من عمل في التلفزات التونسية العمومية أوالخاصة أو في السينما تتلمذوا على يديه. ليرحل بعد معاناة طويلة مع المرض مخلفا مخزونا هاما من الأعمال تجعل إسمه مكتوبا بأحرف من ذهب في تاريخ الميدانين الإعلامي والثقافي لاسيما أن تجربته كانت بمثابة التأسيس لمنظومة عمل في الإخراج التلفزي والسينمائي. وكان المخرج عبد الرزاق الحمامي قد ولد يوم 13أكتوبر 1935 في مدينة القيروان حيث زاول تعليمه الابتدائي والثانوي، ثم انتقل إلى فرنسا ليواصل تعليمه العالي بمدرسة الفنون الدرامية بمدينة سترازبورغ الفرنسية ليتحصل على شهادته الجامعية سنة 1964، عاد إثر ذلك إلى تونس ليمارس عمله في الإخراج السينمائي والمسرحي والتلفزيوني. ونعت مؤسسة التلفزة التونسية المخرج عبد الرزاق الحمامي وجاء في نص النعي أن المرحوم يعدّ أحد أبرز بناة التلفزة التونسيّة منذ إنبعاثها عام 1966. وأنه كان رحمه الله مثالا للعمل الجدّي والتفاني فيه. وقد تميّزت مسيرته المهنيّة الطويلة بأروع الأعمال التلفزيّة التي شدّت إليها جمهور المشاهدين (الحاج كلوف، أمي تراكي، إبحث معنا...) كما تخرّج على يديه العديد من المخرجين الأكفاء.