لا يمكن تفعيل الديمقراطية والتعدّدية والتّنمية السياسية بنواب رحّالة لا يمتّون للجهات التي ترشّحوا عنها بصلة وتلك هي من أهم الأسباب التي ضربت التمشّي الدّيمقراطي في السابق حيث إنّنا نلاحظ ترشّع أبناء الجنوب عن دوائر انتخابية بالشمال وأبناء الشمال يترشّحون عن الجنوب وأبناء الشرق يترشّحون عن الغرب ومن هو من غرب البلاد يترشّح عن شرقها و كما يقال : «أهل مكّة أدرى بشعابها وكل بلاد يخدموها رجالها» وقد وضع بورقيبة في دستور 1959 النائب لينوب الأمة من أجل محاربة العروشية والجهويّات و اليوم بعد أكثرمن نصف قرن على تأسيس الجمهورية أرى أنّه انتفت الحاجة لمثل هذا الفصل في الدستور بل يجب تغييره و يجب أن يوضع في الدستور الجديد فصل يمنع الترشح لأي كان عن جهة لا يمت لها بصلة وإذا كان المترشح ليس من أصيلي الجهة التي يرغب في الترشح عنها يجب اشتراط الإقامة في الجهة لمدة لا تقل عن 10 سنوات فلا يمكن لنائب أن يمثل جهة أودائرة انتخابية وهولا يقطن فيها لمدة طويلة أو ليس من أبناء تلك الجهة كما هوحاصل الآن في المجلس التأسيسي وبما أنني من جهة نابل أدعو متساكني الوطن القبلي ومن خلالهم كل الولايات أن يتصدوا للطيور«الغربان» السياسية المهاجرة التي لا يمكنها أن تحمل مشاكل جهاتهم ولا يمكن أن تقدم إضافات لجهاتهم بل لا يمكن القول فيهم إلا أنهم انتهازيون يترشحون عن الجهة وبعد ذلك ينسونها و لا يتذكرونها من جديد إلا بحلول موعد انتخابي جديد؛ هذا إذا لم يتوجهوا لجهة أخرى ليعيدوا نفس المسرحية ونفس التآمر والتلاعب على الجهات والناخبين فيها.