يبدو أن المشهد السياسي داخل حزب التحالف الوطني الذي أعلن أمس محمد الحامدي عن تشكيله اخذ في التوسع ليشمل عددا آخر من الأحزاب والشخصيات الوطنية. وقد علمت "الصباح" أن لقاءات جمعت بين منسق حزب الاتحاد الوطني الحر جمال التليلي والناطق الرسمي باسم التحالف الوطني قبيل ندوة صحفية عقدت امس بأحد النزل بالعاصمة، ووجد الحزبان أرضية للعمل المشترك مما يعني أن رئيس حزب سليم الرياحي لن يلتحق لا "بنداء تونس" ولا بحركة النهضة وحزامها الحزبي. ومن بين المعلومات الاخرى التي استقتها "الصباح" قبل الندوة الصحفية أن التحالف الوطني قد تقدم بالنقاش مع بعض مكونات الجبهة الشعبية. وقد اعلن محمد الحامدي امس وبشكل رسمي عن ميلاد التحالف الوطني كتعبيرة حزبية جديدة داخل الساحة الوطنية والتي تضم عددا من الشخصيات الوطنية على غرار جلول عياد محافظ البنك المركزي السابق في حكومة الباجي قائد السبسي ووزير الفلاحة السابق بذات الحكومة محمد مختار الجلالي إلى جانب الأمين العام السابق لحزب الإصلاح والتنمية محمد القوماني والذي حظي بخطة الناطق الرسمي باسم التحالف. واكد الحامدي على أن فكرة انشاء الحزب"كانت نتيجة التحولات السياسية التي عاشتها البلاد من استقطاب ثنائي بلغ حد الاحتراب بين المتنافسيين السياسيين" في إشارة إلى كل من نداء تونس وحركة النهضة. ولم يخف الحامدي المبادئ الاساسية للتحالف الذي سيكون " منحازا إلى الثورة وملتزم بتحقيق اهدافها بالاضافة إلى تبنيه مبادئ وقيم الحرية والمواطنة والعدالة الاجتماعية واعطاء الاولوية للبرنامج السياسي." وعلى الرغم من الكثافة السياسية والمبادرتية التي تعرفها الساحة الوطنية فقد اعتبر الحامدي" أن التحالف الديمقراطي لن يكون اضافة نوعية فحسب بل انه سيخلق دينامكية وحيوية جديدة ولن يكون كما مهملا قد يعرف اندثاره بعد مدة وجيزة." وتناقلت الكواليس السياسية ما مفاده "أن التحالف الوطني قد يشكل الخط السياسي الثالث إلى جانب حركتي النهضة ونداء تونس مما يعني امكانية توقف نزيف الاستقطاب الثنائي الحاد بين الحركتين من اجل الفوز باكبر قدر ممكن من المتحالفيين" وهو ما اكده الحامدي بقوله" أن المجموعات المشكلة الان لم تنجح في استقطاب جزء اساسي من الشارع التونسي" وهو ما قد يخلق شكلا من التنافس غير المباشر بين التحالف وبقية الاقطاب السياسية. ومن جهته بين الناطق الرسمي باسم التحالف محمد القوماني" اننا نسعى لتاصيل طبيعة الصراع السياسي على اسس البرامج كما نسعى ان نكون قوة اقتراح من شانها أن تسهم في تعديل الاوتار السياسية والاجتماعية في تونس." وبخصوص الكتلة النيابية فقد اكد القوماني أن للتحالف كتلته النيابية المتكونة من 10 اعضاء ومازال النقاش متواصلا مع عدد اخر منهم ونحن ملتزمون بالعمل مع الكتلة الديمقراطية التي يتراسها محمد الحامدي."