صحيح أن ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية وخاصة منها تلك التي تحتضن مباريات في كرة القدم هي ظاهرة «مألوفة» عالميا وتكاد تكون «ملازمة» لتاريخ «الكورة»..بل لعله يجوز القول أن العنف «الكروي» هو بالفعل «الشيء» الأعدل قسمة بين الشعوب.. فملاعب كرة القدم في بعض الدول الاوروبية مثل ايطاليا قد تتحول أحيانا الى ساحات عنف ومواجهة تفوق في حدتها ما.. تشهده بعض الملاعب في دول افريقية أو عربية غير أن هذه الظاهرة «المألوفة» عالميا نجدها قد تجاوزت حجمها «الطبيعي» وتفشت بشكل مريب وغير مسبوق في الملاعب التونسية بعد الثورة.. فبحسب تقارير احصائية صادرة عن وزارتي الشباب والرياضة والداخلية فإن سنة 2011 شهدت اكثر من 200 حالة عنف وشغب في الملاعب الرياضية كما ارتفع عدد الاعتداءات في الفترة ذاتها الى 20 اعتداء على أعوان الأمن و16 اعتداء على حكام المباريات الرياضية الذين أجبروا على ايقاف 29 مباراة بسبب اجتياح أرضية الميدان من قبل الجماهير.. لذلك كان قرار سلطة الاشراف «الوقائي» وقتها بأن تدور باقي مقابلات الموسم الماضي دون حضور الجمهور.. أمس السبت انطلقت بطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم لموسم 2012 2013 وقد تقرر السماح ب»شروط» للجمهور بحضور مبارياتها أملا في أن تعود أجواء الملاعب الرياضية تدريجيا الى سالف عهدها قبل استفحال ظاهرة العنف فيها على امتداد الفترة التي أعقبت قيام الثورة.... وعلى أمل أن تكون الجماهير الرياضية في مختلف ولايات الجمهورية في مستوى «الحدث» وأن تعمل من جهتها على أن يعود للملاعب الرياضية «أمنها» وأجواؤها الاحتفالية وللبطولة في موسمها الجديد «نكهتها» الرياضية فإنه يبقى مطلوبا أيضا أن تتظافر جهود كل الاطراف والجهات المعنية من أجل الوقوف بحزم أمام كل محاولات الاخلال بالأمن العام وتفشي مظاهر العنف الاجرامي المدسوس سواء داخل الفضاءات الرياضية أو غيرها من الفضاءات وأماكن التجمعات العامة.. أجل،، مطلوب ذلك وبإلحاح حتى لا نجد أنفسنا لا قدر الله في يوم من الايام في مواجهة كارثة بحجم تلك التي شهدها أحد الملاعب الرياضية بمدينة بورسعيد المصرية في اطار مباراة في كرة القدم جمعت فريقي الأهلي والمصري راح ضحيتها نحو 72 شخصا فضلا عن مئات الجرحى !!!