أعلن رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري الخميس عن إقالة الاتحاد المصري لكرة القدم وبدء التحقيق في الأحداث الدامية التي رافقت مباراة الأهلي والمصري الأربعاء في الدوري المحلي وأودت بحياة 75 شخصا وإصابة أكثر من 250 آخرين، فيما دخلت البلاد حدادا لمدة ثلاثة أيام على ضحايا كارثة بورسعيد الأسوأ في تاريخ الكرة المصرية. وكانت عدة أندية مصرية أعلنت تجميد نشاطها حتى إشعار آخر عقب حوادث الشغب التي رافقت لقاء الأمس بين المصري والاهلي (3-1) في بورسعيد. وتأتي إقالة الاتحاد المصري بعد أن لقي مدير أمن بورسعيد عصام سمك نفس المصير بقرار من وزير الداخلية محمد ابراهيم. واندلعت أحداث الشغب فور قيام الحكم بإطلاق صفارة انتهاء المباراة حيث نزلت جماهير فريق المصري إلى الملعب واتجهت نحو جمهور النادي الأهلي وهاجمته بالحجارة والزجاج والشماريخ. في المقابل، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحداد العام في جميع أنحاء مصر اعتبارا من الخميس وحتى السبت المقبل، على خلفية هذه الأحداث المروعة. وتوجه المجلس في بيان له نشره على صفحته الرسمية على موقع فايسبوك "بخالص التعازي لأسر ضحايا الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة بورسعيد". وأشار المجلس في بيانه إلى أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق من كافة الجهات المعنية للوقوف على الأبعاد المختلفة لتلك الأحداث، والكشف عن المتورطين في أحداث المباراة. وكانت جماهير المصري قد رشقت بالحجارة والألعاب النارية مضمار الملعب أثناء عمليات الإحماء قبل المباراة، ثم اجتاحت أرضية الملعب في الاستراحة ما أدّى إلى تأخير بداية الشوط الثاني. ومع تسجيل المصري الهدفين الثاني والثالث شوهد بعض من أنصاره وهم يقفزون في مضمار الملعب للاحتفال مع اللاعبين، دون أن يقرر الحكم إيقاف المباراة التي شهدت أيضا طرد قائد الأهلي حسام غالي. وشهدت الملاعب المصرية بعد ثورة 25 جانفي 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك عدة حوادث لاجتياح الجماهير أرضيات الملاعب إلاّ أن هذه المرة الأولى التي تسجل فيها حالات وفيات وبأعداد كبيرة. وفي نفس الإطار، انطلقت مظاهرات حاشدة في مدينة الإسكندرية من أمام مجمع الكليات بمنطقة الشاطبي متجهة إلى مسجد القائد إبراهيم وذلك احتجاجا على مجزرة الأربعاء وتضامنا مع أهالي الضحايا. وتجمّع في الإسكندرية "أولترا" وراد ديفلز الأهلي (أكبر مجموعات أنصار الأهلي) وقادوا المظاهرات التي تقدر بالآلاف بالاشتراك مع أولترا الإتحاد السكندري "غرين ماجيك" الذين أعلنوا تضامنهم مع جماهير الأهلي. وقاد النجمان المصريان عمرو زكي وشادي محمد مسيرة رياضية من ميدان سفنكس إلي بوابة الأهلي بصحبة الآلاف من المواطنين من جميع الأعمار تضامنا مع أحداث بورسعيد رافعين شعارات تطالب بالقصاص من قتلة المشجعين والتنديد بالمجلس العسكري مطالبين بسرعة نقل السلطة إلى المدنيين. ووصف رئيس الاتحاد الدولي جوزاف بلاتر كارثة مدينة بورسعيد ب"يوم أسود لكرة القدم".