ما إنفك متساكنو المدينة ومستعملو الطرقات الرئيسية والشوارع والأنهج بالمدينة وضواحيها يعبرون عن تذمرهم وإستيائهم لما آل إليه وضع حركة المرور إبتداء من ساعات الصباح الأولى. ومهما كانت وجهتك ومقصدك فإنه لايصادفك إلا الازدحام وطوابير السيارات والشاحنات والدراجات العادية والنارية بمختلف أنواعها. ومازاد الطين بلة غياب المحولات والجسور والمترو الخفيف في ولاية المليون ساكن سواء على المستوى المتوسط أو البعيد في مخططات ما قبل الثورة وبعدها، وإن كان الأمر يقتصر سابقا على بعض الطرقات كتونس والمطار وقابس وسيدي منصور والمهدية فإن ظاهرة الازدحام أصحبت شبه عامة وحتى الطرقات الحزامية كالقصاص عدد 5 والحزام كلم 4 والقصاصات الأخرى وصلتها العدوى وأصبح المرور منها متعبا ومقلقا جدا وإذا أضيفت إليها ظاهرة إيقاف السيارات يمينا ويسارا وبصفة فوضوية فإن الأمر يتعقد أكثر. من جهة أخرى وباعتبارها تربط بين الوسط والجنوب فإن المدينة تعرف منذ عديد السنوات بالوجهة المحبذة من الولايات المجاورة سواء كانت من الشمال أو الوسط أو الجنوب وهو ما يزيد في تعقيد الإشكاليات المتصلة بحركة المرور فيصبح كل مستعملي الطرقات على أعصابهم منذ البداية إلى غاية الوصول إلى مقاصدهم.
وفي إنتظار إنجاز المترو الذي إنطلقت بعد الدراسات والإستشارات الأولية حوله فإن الأهالي يطلقون صيحة فزع وينادون بضرورة إيجاد الحلول الجذرية على المدى المتوسط والطويل ومراجعة المثال المديري للنقل عبر تشريك الإختصاصين والمهندسين وممثلي المجتمع المدني وكذلك النظر في تطوير البنية الأساسية من طرقات ومحولات والنظر في إقامة جسور ومحولات وسط المدينة وخاصة بمنطقة صفاقسالجديدة وشارع الشهداء وشارع مجيدة بوليلة والذي يمتد من مفترق طريق تونس إلى مفترق طريق منزل شاكر، هذا إلى جانب تفعيل القوانين المتعلقة بمنع جولان الشاحنات الثقيلة وسط المدينة وما يشكله ذلك من خطر على مستعملي الطريق ومن تعطيل لمصالحهم. كما أنه من الضروري حسب العارفين بالميدان الإسراع بإنجاز محطات جديدة لوقوف السيارات والتشجيع على بعث محطات ذات طوابق وسط المدينة خاصة بمنطقة صفاقسالجديدة التي مازالت بها عقارات شاغرة، هذا إلى جانب منع الوقوف بالشوارع الرئيسية والحيوية قصد مزيد تيسير حركة المرور وتخصيص الأرصفة لمرور المترجلين فقط عبر منع كافة أشكال إحتلال الأرصفة بطرق غير شرعية والحد من تجاوزات أصحاب الدراجات النارية بمختلف أشكالها والتي تستعمل الأرصفة كطرقات في غالب الأحيان للهروب من الإكتظاظ المروري. وتبقى المدينة وضواحيها في حاجة أكيدة إلى حل عديد الإشكاليات المرورية وإتخاذ الإجراءات على المدى المتوسط والطويل للتخفيف من حدة هذه الظاهرة.