تونس الصباح: أفادتنا السيدة فاطمة بن حفصة الأخصائية العليا في علوم التغذية والمكلفة بالإعلام بمنظمة الدفاع عن المستهلك والهلال الأحمر التونسي في لقاء بها أمس على هامش الدورة التكوينية لإطارات الصحة العمومية المنتظمة بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية أن كثرة الإقبال على تناول الأكلات السريعة أنتج أطفالا ومراهقين وشبانا في حالة صحية متدهورة وتبعث على الانشغال. وذكرت أنه لا بد من العودة إلى إتباع سلوك غذائي صحي سليم ومتوازن ولا بد من توفر ثلاث وجبات في اليوم على الأقل مع لمجة مسائية قبل العشاء وتخصيص ساعة من الزمن للحركة البدنية المتوازنة توزع على ثلاث حصص في اليوم بعد استهلاك الوجبات الغذائية. ودعت إلى الإقلاع عن عادة تناول الوجبات الغذائية أمام شاشة التلفاز أو الحاسوب أو اللعب الالكترونية.. وطالبت بالعودة إلى عادة شرب الماء عوضا عن المشربات الغازية وكل ما ينجم عنه تدهور صحي غذائي وينتج تسوس الأسنان والسمنة المبكرة عند الأطفال وخاصة لدى المراهقين. وقالت الأخصائية العليا في علوم التغذية إن عدم إتباع سلوك غذائي صحي سليم أدى إلى ارتفاع عدد المصابين بضغط الدم وأمراض القلب والشرايين. ونصحت في هذا الصدد بالابتعاد عن استهلاك الأكلات السريعة مثل الشاورما والشباطي وجميع الأكلات الخفيفة المبثوثة بالملح وهي على حد قولها أكلات مكلفة.. ودعت لتناول الوجبات الغذائية التي يتم إعدادها في المنزل حفاظا على الصحة وعلى ميزانية العائلة المخصصة للغذاء. ولاحظت أن المختصين في التغذية يمكنهم أن يلعبوا دورا هاما في تغيير السلوكيات الغذائية الخاطئة للتونسيين والعودة بهم إلى الحمية المتوسطية ويكون ذلك من خلال التثقيف الصحي والتوعية والتحسيس وتوظيف الوسائل البيداغوجية مثل الكتيبات والمطويات والأشرطة الوثائقية والمحاضرات العلمية في مجال التغذية وكذلك من خلال تنظيم لقاءات صحية بالمواطنين على عين المكان في قوافل صحية. وبينت محدثتنا أن المختص في التغذية مدعو إلى ترشيد السلوك الغذائي وحث المواطن على حسن التصرف في المواد الغذائية وتناولها على طبيعتها مثل الخضر الطازجة والغلال والابتعاد عن المقليات والأكلات الدسمة المشحمة. وبينت أن التونسي ورث حمية متوسطية مفيدة للصحة لكنه تخلى عنها فالأجداد كانوا يتغذون غذاء صحيا وكانوا في وضعية صحية جيدة لكن عند التخلي عن هذا الإرث والابتعاد عن الحمية المتوسطية ساء الحال وتدهورت الصحة. الحمية المتوسطية دعت فاطمة بن حفصة للعودة تدريجيا للحمية المتوسطية القائمة على استهلاك خبز القمح والبقول الجافة والخضر والغلال والسمك الأزرق وغلال البحر وزيت الزيتون بمقدار ملعقتين في اليوم وشرب الماء والقيام بحركات بدنية أي المشي على الإقدام وقيادة الدراجات العادية وفي الصيف يستحسن القيام بثلاث حصص سباحة مع تمكين الجسد من الاسترخاء على الأقل 20 دقيقة في اليوم بعيدا عن الضجيج والموسيقى الصاخبة.. ولاحظت أن الطفل اليوم فقد الشهية للأغذية الطبيعية وتطعّم هذه المأكولات بشهية فهو يتطعّم السكر والملح والدسم ولا يتطعم الطماطم والجزر والماء والحبوب الجافة والخبز الكامل أي بالنخالة ولا يحبذ البسيسة ولا العصيدة العربي ولا البرغل والمحمص وغيرها. وبينت الأخصائية في التغذية أن حفظ الصحة يبدأ من نظافة اليدين نظافة الخضر والغلال وعدم ترك الأكلات المطبوخة وقتا طويلا بعيدا عن الثلاجة.. وذكرت السيدة حفصة أن هاجسها وهاجس جميع المختصين في التغذية هو نشر ثقافة غذائية سليمة حتى ننتج أطفالا ومراهقين وشبابا وكهولا متزنين وفي صحة جسدية وذهنية جيدة.