«عادل إيمانوال» يحلم بلقاء خاله جمال والارتماء في حضن جدّته رقية الأسبوعي- القسم القضائي: يكتوي الشاب الايطالي- التونسي عادل إيمانوال بن عرب (27سنة) بنارين كلاهما حارقة فهذا الفتى الذي يعيش اليوم بنابولي الايطالية حرم من حضن والدته التونسية وعمره لم يتجاوز الثلاثة أعوام وهو محروم الى اليوم من عائلة أمه ويحلم باليوم الذي يلتقي فيه بجدته وأخواله القاطنين بمدينة صفاقس. «عادل إيمانوال» أجهد نفسه طويلا رفقة مواطن جزائري الجنسية يدعى توفيق بن طيب للعثور على طريقة تمكنه من الوصول الى عائلة أمه التونسية وخلال الاسبوع الفارط كانت الخطوة الاولى نحو تحقيق هذا الحلم بنجاحهما في العثور على البريد الألكتروني لصحيفة «الأسبوعي» فقررا مراسلتنا ثم اتصلنا بهما هاتفيا للحصول على معطيات إضافية قد تساهم في ربط جسور التواصل بين هذا الشاب وعائلة أمه في صفاقس. زواج وولادة ثم وفاة يقول المواطن الجزائري توفيق وهو صديق حميم لعادل إيمانوال: «لقد استقرت السيدة راضية بن محمد بن عرب (من مواليد 25 جانفي 1953) بالعاصمة الايطالية روما وتعرفت عام 1979 على المواطن الايطالي جينارو (Gennaro) فكان الزواج وأنجبت راضية ابنها البكر عادل إيمانوال يوم 20 سبتمبر 1980 وسجل الطفل بمصالح الحالة المدنية الايطالية وكذلك بالقنصلية التونسية بروما وكانت حياة هذه العائلة كلها سعادة الى أن حصل ما لم يكن في الحسبان وفارقت راضية عام 1983 الحياة ونقل جثمانها الى مسقط رأسها فيما ظلّ ابنها الوحيد عادل إيمانوال باحدى المحاضن الحكومية». بحث عن سبب الوفاة واضاف توفيق: «بعد 39 يوما من الوفاة راسلت السيدة رقية بن عرب والدة راضية وجدة عادل إيمانوال القنصلية التونسية بروما لمعرفة أسباب وفاة ابنتها ولكنها لم تتلق أية إجابة. في الاثناء تزوج جينارو (زوج المرحومة راضية) ثانية ونقل طفله من المحضنة الى منزله حيث اعتنت به زوجة والده غير أن عادل وببلوغه الحادية عشرة أدرك أن والدته التونسية توفيت فكان دائما يبحث عن طريقة لمعرفة عائلة أمه ولكن دون جدوى». لقاء العائلة: الحلم واليوم وقد أصبح عمره 27 سنة قرر عادل إيمانوال البحث عن جدته وأخواله بنفسه. وهنا قال عادل الذي كان يتحدث بالايطالية: «أنا اليوم متزوج ولي طفل ورغم نجاحي في حياتي فإني أعتبر نفسي فاشلا لأنني لم أعرف بعد جدتي ولا أخوالي ، حلمي اليوم هو لقاؤهم..أنا متشوق جدا لرؤيتهم والتعرف عليهم.. مشتاق لاحتضان اخوالي والارتماء في حضن جدتي». واضاف عادل إيمانوال : «لقد توجهت الى القنصلية التونسية بروما لمساعدتي ولكنني لم أجد لدى مسؤوليها سوى شهادة ميلادي وصورتين تظهراني رضيعا في حضن أمي راضية». يبكي هنا عادل ثم يطلق تنهيدة من الاعماق قبل أن يواصل : «لقد توفيت والدتي ولم أبلغ حينها ربيعي الثالث.. لقد قالوا لي أنها كانت تحبني كثيرا ولكن الموت فرقنا واليوم أحلم بلقاء أهل أمي ليعوضوا لي الحنان والدفء، الذي أفتقدته طيلة ربع قرن من الزمن.. أنتظر اليوم الذي أرى فيه جدتي رقية وخالي جمال وهما يقطنان عام 1983 بطريق العين، زنقة الفيرمة كلم 1.5 صفاقس». وختم عادل إيمانوال حديثه الينا: «ساعدوني في البحث عن أهل أمي، ساعدوني على لقاء عائلتي بتونس.. أرجوكم ساعدوني فحتى النوم غاب عن جفوني ولا حياة لي إلا بتحقيق أمنيتي وهي لقاء أسرتي بصفاقس». صابر المكشر