احتقان أمام مركز الولاية.. وتسجيل حالات إغماء - تواصلت زيارة العمل التي أدّاها الدّكتور محمّد المنصف المرزوقي كامل يوم الثّلاثاء إلى ما بعد المغرب في ولاية المهديّة حيث كان مرفوقا فيها بوفد من مستشاريه مع النّاطق الرّسميّ لرئاسة الجمهوريّة ووزير أملاك الدّولة. وكانت الحراسة مشدّدة والإجراءات الأمنيّة كبيرة إلى درجة قطع" الرّيزو" عن الهواتف الجوّالة وإخضاع كل الوافدين إلى تفتيش روتينيّ يقتضيه سير العمل الأمني والحيطة من قبل الأمن الرّئاسيّ الذي كان رئيسه:"سامي سيك سالم "حاضرا على مدى تواصل حلقات اللّقاء بالرّئيس من قبل رجال الأعمال وفرعي اتّحاد الشّغل ورابطة حقوق الإنسان وممثّلين عن حاملي الشّهادات العليا واتّحاد الفلاّحين واتّحاد الصّناعة والتّجارة بالمهديّة حيث بيّن رئيس الدّولة أن البلاد تمرّ من حالة تعافيها إلى فترة نقاهة قد تكون أطول ممّا نتصوّر مع محاولات إجهاض ثورة الشّعب ضدّ الظّلم والاستبداد مشيرا إلى أنّ ولاية المهديّة لا يرى منها إلا صبغتها السياحيّة والحال أنّها مهمّشة وتناهشتها عصابات العهد البائد التي ما تزال تعمل بكلّ قوّة للرّجوع إلى ما أسماه"راجل أمّي الأوّل" في إشارة إلى عهد المخلوع الذي لو تواصل سنين أخرى لانهدّت البلاد من فساده على حدّ تعبيره. وعند خروج رئيس الجمهوريّة من مقر الولاية، بادر إلى مصافحة الحاضرين والمحتجّين ممّا خلق بلبلة لدى الأمن الحاضر بكثافة ليقع التّسريع بترحيل الرّكب وحصول حالات احتقان كبيرة إلى درجة إغماء بعض النّسوة ممّن لهنّ مشاكل أردن الإفصاح عنها للرّئيس الذي تابع زيارته إلى"السّقيفة الكحلة" والبلاد العربي والسّوق المجاورة ليتحدّث مع التجّار والباعة والمواطنين، ثم لينتقل إلى حوض ميناء المهديّة ومنه نحو مدينتي الشّابّة وملّولش ليتوقّف في قصور السّاف لتحيّة المواطنين في مناسبتين تلتهما وقفتان في منطقة "الخمارة" ليزور مدرسة ابتدائيّة غير مبرمجة أصلا وليتحدّث مع أطفال المنطقة ويعدهم بدعوتهم إلى زيارة القصر الرّئاسيّ مع ما تمّ الإنصات إليه من أبناء الخمارة عن مشاكل غابة الغضابنة وسوء حال المنطقة بأكملها. أمّا في مدينة الشّابّة فكان الميناء ومشاكل البحّارة محور تبادل الحديث مع الحاضرين ليزور بعدها ميناء ملّولش السّاحلي حيث طالب بحّارته بضرورة التّدخّل لصيانته لضمان مصادر رزقهم، مع ما تمّ استعراضه عن مشروع نموذجيّ لتربية"القمبري" في السّبخة المجاورة بقيمة 6مليارات تقريبا ساهمت فيه الصّين بهبة قدرها 4 مليارات و687ألف دينار كفرصة للاستثمار وخلق فرص شغل قارّة لأبناء ملّولش التي تفتقر إلى البنى الّتحتيّة وتعاني من وضعيّة تشتّت ملكيّة الأراضي الفلاحيّة ومشاكل أملاك"عزيزة عثمانة" حيث تمثّل ما نسبته أكثر من90% محرومة من استغلالها الأهالي على مدى العهدين البائدين برغم الظّروف القاسية التي يمرّ بها الجميع من ضيق ذات اليد ومن البطالة خاصّة. وتوقّف رئيس الدّولة في بعض ضيعات الزّياتين بملّولش حيث تجري عمليّات جني المحاصيل بالمنطقة ليعود إلى مدينة المهديّة ومنها ليتّجه نحو مدينة شربان فزار تعاضديّة الخدمات " الفوز" وأنصت لمشاغل بعض الحاضرين الخاصّة بالتّنمية، ثم رجع إلى العاصمة بعد زيارة حملت أكثر من معنى واهتمام واطّلاع على أهمّ مواجع أبناء جهة المهديّة بمناطقها الدّاخليّة وأريافها وهي التي تأكل من البحر الذي تداعت أساطيله ومن البرّ الذي همّش فلاّحوه ليهجر الشّباب مناطقهم حارقين وباحثين عن بديل آخر لتحسين أوضاعهم التي ما كانت لتخفى على رئيس الجمهوريّة في زيارته التي تأجّلت أكثر من مرّة ليحلّ على جهة المهديّة وآمال كل المواطنين معلّقة عليه بالإذن بفتح ملفّات فساد عالقة شأن ما تمّ إبلاغه بها من طرف ممثّلي أصحاب الشّهادات العليا كاستئثار البعض بفرص شغل محاباة وعدم الالتحاق أصلا بمقرّات العمل، وتفعيل مئات المليارات المرصودة لتنمية الجهة وهي الرّاقدة برغم شموليّتها لسنتي2011و2012...