عقد رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي صباح أمس بمقر ولاية المهدية جلسة عمل مع ممثلين عن المجتمع المدني في القطاعات الصناعية والحرفية والسياحية إلى جانب ممثلين عن الاتحادات القطاعية خصصت لتدارس المشاكل التي تعاني منها ولاية المهدية. وأكد رئيس الدولة أن تونس بدأت تستعيد عافيتها وتجاوزت الضوء الأحمر ودخلت منطقة الضوء البرتقالي في انتظار العبور إلى الضوء الأخضر الذي قال عنه: «هذا لن يتم إلا باستكمال المرحلة الانتقالية الثانية التي نعيشها». وأضاف: «نحن مررنا بمرحلتين انتقاليتين وهذا الخطأ... كان من الواجب إثر المرحلة الانتقالية الأولى إرساء مرحلة تأسيسية مثلما ناديت بذلك تمتد على 3 سنوات لأن الحكومات الانتقالية دائما ضعيفة والمستثمرون لا يبدون تجاوبا مع هذا النوع من المراحل». وعبر المرزوقي عن الأمل في أن تنهض تونس من كبوتها قائلا: «إن تونس تمر بفترة نقاهة قد تكون صعبة ولكنها سوف تتعافى في ظرف 5 سنوات... وأؤكد لكم أن تونس سوف تصبح وجهة يفرون إليها لا يفرون منها». وحول نسق المسار الديمقراطي والدستور طالب المرزوقي المجلس الوطني التأسيسي بتحمّل مسؤولياته والإسراع بإرساء دستور جديد إلى جانب الهيئات الثلاث (الانتخابات القضاء الإعلام) والتي اعتبرها أساس الديمقراطية. ولدى تطرقه إلى موضوع البلديات أوضح المرزوقي أنه كان من الضروري مباشرة إثر الثورة إجراء انتخابات بلدية مفيدا في هذا الصدد بأنه من الخطإ الجسيم مواصلة الإبقاء على النيابات الخصوصية. وحول النظام السياسي القادم للبلاد التونسية قال المرزوقي: «اتفقنا وشركاءنا في الحكم على الاعتماد على النظام المزدوج للقطع مع استبداد الشخص أو الحزب الواحد». وأما بخصوص الملفّ الأمني فبين المرزوقي أن الأمن أخذ في التحسن مقارنة بالأيام الأولى للثورة قائلا: «يجب أن نرسي احترام القانون دون قمع أو اضطهاد وقريبا سوف يفهم المجرمون والمنحرفون أنه لا صوت يعلو فوق صوت القانون». وعن ملف الساعة المتعلق بالسلفيين أكد رئيس الجمهورية أنهم لا يشكلون خطرا على تونس في الوقت الراهن ونريد بناء ديمقراطية دون إقصاء. وأما بخصوص ولاية المهدية فأكد المرزوقي أنه رغم انتماء ولاية المهدية إلى جهة الساحل إلا أنها لم تنل حظها من التنمية الجهوية إذ بقيت مهمشة على امتداد العهدين السابقين موضحا في نفس الإطار أن نفس المشاكل التي تعاني منها المهدية تعاني منها بقية الجهات ولا يمكن حل هذه المشاكل بين ليلة وضحاها بل تتطلب مزيدا من الصبر والعمل. وقد تحوّل رئيس الجمهورية إلى الميناء البحري بالجهة حيث تحادث مع عدد من البحارة الذين بسطوا عليه مشاغلهم وانتظاراتهم ومنه تحول إلى مينائي الشابة وملولش حيث اطّلع على المشاريع البحرية المبرمجة بالمينائين وخاصة ميناء ملولش أين سيتم إنجاز مشروع تربية القمبري وإعادة تهيئة الميناء لحماية مراكب الصيادين من أضرار العواصف. كما أدى رئيس الجمهورية زيارة للمدرسة الابتدائية بالخمارة أين نزل ضيفا على تلاميذ هذه المدرسة وتجول بين الأقسام قبل أن يوجه لهم الدعوة لزيارته في قرطاج. هذا وقد توقف رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة خلال طريقه للرد على تحية المواطنين والإصغاء لمشاغلهم والتي تركزت أساسا على التشغيل والتنمية الجهوية العادلة والارتقاء بالمستوى المعيشي والاجتماعي بهذه المناطق. كما طرح عدد من المواطنين على رئيس الدولة مشاكلهم ومطالبهم الشخصية.