لئن شهد القطاع الصحي بالجهة تعزيزات هامة على مستوى بنيته الأساسية وتجهيزاته وتطور عدد الأطباء فإن عديد الإشكاليات مازالت تشكل عقبة في سبيل ارتقائه إلى ما يطمح إليه المواطن في ربوع الجريد لافتقاره لأطباء الاختصاص والتجهيزات الكافية لبعض الأقسام كما أن الخدمات الصحية المسداة للمرضى ليست على أحسن حال في بعض أجنحة المستشفى الجهوي بتوزر فهذه المؤسسة الاستشفائية تعجز في كثير من الحالات عن تقديم الخدمات اللازمة للمرضى وتلتجئ إلى الاستنجاد بالمستشفيات الأخرى على غرار صفاقس أو تونس العاصمة سواء لإجراء الفحوصات أو العمليات الجراحية وهو ما حتم توافد القوافل الصحية على الجهة لإجراء الفحوصات وحتى العمليات في كثير من الاختصاصات بذات المؤسسة الاستشفائية لاسيما طب العيون والقلب والشرايين وغيرها من الاختصاصات ولولا هذه القوافل لتكبد المريض عناء السفر والمصاريف لقضاء شؤونه خارج الولاية ويبقى هذا القطاع في حاجة أكيدة إلى دعم طب الاختصاص لاسيما طب الإنعاش والتبنيج وأمراض المعدة والأمراض الجلدية بالإضافة إلى تدعيم بعض الاختصاصات الأخرى على غرار طب النساء والتوليد وجراحة العظام والأشعة والجراحة العامة فضلا عن مواصلة تدعيم التجهيزات وخاصة بالمستشفى الجهوي بتوزر من ذلك تدعيم أسطول سيارات الإسعاف. حوامل يلدن بالطرق التقليدية ومناطق حدودية وأرياف بلا أطباء لم يشهد القطاع السياحي بربوع الجريد جرعة الدواء اللازمة لتخليصه من عدة فئات جعلت المريض يتكبد مصاريف هامة لمجرد إجراء بعض الفحوصات أو التحاليل أما إذا تعلق الأمر بالتداوي فحدث ولا حرج وكل هذا يعود إلى انعدام أبسط المرافق الأساسية لاسيما التجهيزات والإطار الطبي المختص هذا بالنسبة لمدينة توزر أما بقية المناطق الأخرى فإن عديد الوفيات قد سجلت لانعدام إما لوسائل النقل الضرورية لنقل المرضى إلى المؤسسات الاستشفائية بالجهة أو لعدم توفر الطبيب وخصوصا بالمناطق الحدودية أما بالنسبة للأرياف فإن الأمر يختلف تماما سيما تلك التي لا يزورها الطبيب إلا مرة واحدة في الأسبوع إذ أن الخدمات الصحية منعدمة أو تكاد بهذه الربوع كما أن الخدمات الصحية المسداة للمرضى ليست على أحسن حال في بعض أقسام المستشفى الجهوي بتوزر هذا وتفتقر المناطق الريفية والحدودية إلى طب أمراض النساء بالخصوص وافتقارها للقوابل إذ رغم أن الولادة مازالت تتم بالطرق التقليدية فإن في الحالات المستعصية تكون الأم الحامل ضحية هذه الأوضاع كما أن إغلاق المستوصفات بهذه المناطق ليلا أو في ساعات أخرى من النهار تشكل خطرا على سلامة المرضى وخصوصا المصابين بلسعات العقرب أو الأفعى سواء في فصل الصيف الذي تكثر فيه هذه الإصابات أو حتى خلال المواسم الأخرى التي تشهد ارتفاع عدد الملسوعين لطبيعة هذه المناطق. مشاريع تتعثر يرنو أهالي الجريد إلى إحداث مستشفى جامعي بالجهة لموقعها الاستراتيجي ولمكانتها السياحية أضف إلى ذلك تقريب الخدمات من المتساكنين كما يطالب هؤلاء الأهالي بالإسراع في تنفيذ أشغال بعض المشاريع المفصلة والمشاريع الأخرى التي تتعثر على غرار بناء قسم لجراحة العظام وإتمام أشغال القسط الثاني بالمستشفى المحلي بنفطة فرغم ما تحقق من مؤشرات هامة لهذا القطاع وأصبح لكل 1100 ساكن طبيب وممرض لكل 195 ساكنا فإن القطاع الصحي بحاجة أكيدة إلى دعم طب الاختصاص فضلا عن مواصلة تدعيم التجهيزات والعمل على القضاء على الاكتظاظ الذي تعيشه مختلف الأقسام مما أدى إلى تباعد المواعيد وغيرها إذ يأتي المريض إلى المستشفى فتتأزم صحته أكثر لضعف أداء مختلف الأقسام ولبعض الممارسات إذ أكدت لنا إحدى السيدات أن في أحد الأقسام لا يكشف الطبيب على المريض إلا بعد أن يسدد معلوم العيادة والحال أنه بمستشفى عمومي كما اشتكى مواطن آخر من تقصير في قسم الولادة وتدهور الخدمات الصحية بالجهة خاصة مع تسجيل نقص حاد في التجهيزات الطبية والإطار الطبي وشبه الطبي جعل المواطنين يشكون من هذا الوضع سيما افتقار المؤسسات الصحية للأدوية مما يحتم على المريض شراؤها من الصيدليات الخاصة وأكد المواطنون على ضرورة تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة حتى لا تثقل كاهلهم لإنفاق مصاريف إضافية والتي يمكن تفاديها.