خسائر فادحة تلك التي أسفرت عنها عمليات النهب والتخريب والحرق التي لحقت بالمؤسسات التربوية وطالت المباني والتجهيزات التربوية مخلفة وراءها فاتورة باهظة الثمن تناهزقيمتها 32مليون دينار بين سنتي2011و2012. المؤسف فعلا أن هذه الكلفة كان بالإمكان توجيه اعتماداتها إلى إحداث قرابة 16مدرسة اعدادية وفق مصادر تربوية أو التكفل بعشرات أشغال التوسعة والصيانة والتسييج لمدارس ومعاهد تشكو نقائص بارزة في المجال. في هذا الإطار ولترسيخ ثقافة حماية المؤسسة التعليمية والإرتقاء بالوعي الجماعي لمختلف الأطراف المعنية بالشأن التربوي من بعيد أو قريب إلى مستوى الممارسة ينتظم في الفترة الفاصلة من 8إلى 15ديسمبر الجاري الأسبوع الوطني الأول لحماية المباني والتجهيزات التربوية بمختلف المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية في شكل فعاليات وتظاهرات تحسيسية وإعلامية وتنظيم أيام مفتوحة بالتعاون مع المختصين في علم النفس وعلم الإجتماع والكشافة التونسية لغرس حب الذود عن المدرسة وجعل التلاميذ والأولياء والنسيج الجمعياتي شركاء في ممارسة ثقافة حماية المدرسة. وقد أصدرت وزارة التربية منشورا استعرضت فيه تفاصيل تنظيم هذه التظاهرات وهو تحرك إيجابي لمواجهة العنف المسلط على المؤسسة التربوية كفاء مادي إلا انه يبقى منقوصا ما لم يشفع بتحركات سريعة وفاعلة في تناول ظاهرة العنف المدرسي في بعدها الآخر الذي استهدف وما يزال يستهدف الإطار التربوي من معلمين وأساتذة وإداريين.وقد ازداد في المواسم الأخيرة شراسة وتطورا على المستوى العددي في تطاول فاضح على هيبة المدرس ولعل فاتورة هذا السلوك المتهور تكون أثقل لما تحدثه من شرخ في صورة المربي وفي العلاقة بينه وبين التلاميذ يصعب رأب صدعها بسهولة إذا ما تأخرت معالجة الظاهرة التي تكاد تدخل بوتقة الأحداث العادية في المحيط المدرسي. وهنا يكمن الخطر.