رفض سائق الأجرة أن ينقل زهير وعائلته من وسط مدينة ماطر إلى محل سكناهم وسط حي زروق ولم يثمر نقاشهما شيئا ..أصر السائق على موقفه ..حي زروق لا... أخاف على سيارتي فهي مصدر دخلي الوحيد إن حي زروق طرقاته غير صالحة للجولان فحتى بدراجة عادية يجد المتنقل فيه كثيرا من الصعوبات فكله حفر و مطبّات.. يسكن في هذا الحي الذي أنجزه باعث عقاري على أرض فلاحية غير صالحة للبناء قرابة 600 عائلة و رغم ذلك صادقت الجهات المسؤولة آنذاك على المشروع بل ووافقت على صلوحية بنيته الأساسية التي لم نلحظ وجودها ؛ فبرك المياه الراكدة في غياب شبكة تصريف المياه لم تفارق المسالك الموجودة بل تحالفت مع الأوحال . يخضع سكان الحي إلى ضغط نفسي كل سنة في موسم الأمطار حيث يراقبون بقلق تطورات الأوضاع في وادي جومين إذ أن كل "تنفيس" للسد يساوي غصة لهم وخسائر مادية تتراوح بين خسارة أثاث البيت أو إعادة إصلاح جدرانه. ومن السكان من خسر سيارته في فيضانات سابقة داهمت منزله ليلا فلم يتمكن من النجاة سوى بأهله ...ولا تنتهي المعاناة بانقضاء الشتاء؛ فالصيف له مشاكله أيضا... يقول سفيان الغربي لقد صبرت أكثر من سنتين على جحافل الناموس القادمة من قمامة لم تجد من يرفعها إضافة إلى الغبار المتصاعد . مطالب أبناء الحي تنوعت بين المطالبة بالتنوير العمومي ، وتعبيد الطرقات وربط الحي بقنوات التطهير مع الإسراع بحمايته من الفيضانات، وبعث حديقة عمومية ومنتزه للأطفال في إحدى الأراضي البيضاء التي لم يسيجها أصحابها وبقيت مصبا للقمامة وبقايا البناء ...وقد أعلمنا السكان أنهم لم يتركوا بابا إلا وطرقوه لبث شكواهم. ومن ناحيتها يبدو أن الإدارة استجابت جزئيا لمطالب السكان بعد انطلاق مشروع حماية المدينة ككل من الفيضانات فيما تبقى بقية المطالب أمنيات لن تتحقق هذه السنة لعدم إدراجها في مخطط التنمية الجهوية لسنة 2012 والأمل أن تتذكره السلط المحلية والجهوية بحزمة من المشاريع سنة 2013 لتصلح أخطاء مسؤولين سابقين.