أكد الازهر بالي رئيس حزب الامان ان الوضعية الحالية لا يمكن ان تمر دون اتخاذ موقف واضح في ظل المناخ السياسي المتشنج والمتازم التى تعصف بمسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا واعتبر الازهر بالي - في ندوة صحفية عقدها حزب الامان أمس بأحد نزل العاصمة تحت عنوان "إلى اين نحن ذاهبون"- أن الصدامات الحالية بين حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل لا تخدم مصلحة تونس مشيرا الى الظرف يقتضي توافق جميع الاطراف على المصلحة العليا لبلادنا. مبادرة مصالحة وطنية وقال بالي ان حزب الأمان أطلق مبادرة المصالحة الوطنية للخروج من بوتقة ومفاهيم الصراع الايديولوجي ومفاهيم المليشيات والعنف مؤكدا ان الحزب يسعى الى تجميع الاصوات السياسية لخدمة تونس على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي وتكون المصالحة الوطنية جامعة لكل الاطراف والفرقاء السياسيين سيما وان تونس تتسع للجميع بمختلف ايديولوجياتهم معتبرا بانه لا يمكن البقاء في هذا الحراك المفرط الذي أدى الى العراك والصدامات. واستنكر رئيس حزب الامان الاعتداء الذي طال مقر المنظمة الشغيلة ونقابييه، مبينا دور الاتحاد التاريخي في النضال النقابي والوطني ومساهمته في الثورة باعتباره احد المكونات الرئيسية التى لا يمكن ازاحته عن المشهد العام وقال:" من غير المقبول ما تقوم به رابطات حماية الثورة ولعبها دورا سياسيا بل من الضروري ان يقتصر دورها على كل ما هو مدني بعيدا عن السياسة. ولابد ان يكون شريكا فاعلا وليس منافسا." وبخصوص الاضراب العام المقرر يوم 13 ديسمبر حذر من ان الاضراب قد يسبب نتائج وخيمة على الاقتصاد الوطني وتوقف عجلة الانشطة الاقتصادية داعيا قيادات الاتحاد الى الغاء الاضراب العام. واعتبر ان موقف الحزب الامان ليس تدخلا في شؤون المنظمة الشغيلة بل يأتي في اطار ان بلادنا في حاجة الى تقديم تنازلات واستبعاد كل ما يمكن ان يسبب لها الاضرار خاصة في الظروف الراهنة. وفي نفس السياق قال محمد نعمون الأمين العام لحزب الامان ان الظرف الراهن الذي تمر به بلادنا صعب ومتازم ولابد على كل الاطراف من التباحث حول المرحلة الانتقالية وايجاد حلول جذرية للمحافظة واستكمال المسار الثوري داعيا جميع الاطراف والقوى والفرقاء السياسيين الى التحلى بالحكمة وتغليب صوت الحوار وجعل مصلحة تونس العليا فوق كل اعتبار والمحافظة على السلم الاجتماعي والعمل على ارساء حوار وطني يجمع كل الفرقاء السياسيين والفاعليين الاجتماعيين بوضع خطة مستعجلة لتامين المرحلة الحرجة التى تمر بها بلادنا واستكمال الانتقال الديمقراطي. مرحلة دقيقة والاتحاد طرف وطني فاعل ومن جهته قال فتحي الخميري الامين العام لحزب الثوابت ان"الظرف الحالي سيء ولا يحتاج الى التصعيد من الطرفين والازمة بين الحكومة والاتحاد ليست جديدة بل هي ازمة تاريخية خاصة وان كل مناسبة يقع تعليق شماعة فشل الحكومة بالمنظمة الشغيلة". داعيا الحكومة إلى "تحمل مسؤولياتها والابتعاد عن الصاق التهم والزج بالاتحاد في الصدامات والتجاذبات السياسية." واعتبر بلقاسم حسن امين عام لحزب الثقافة والعمل ان المرحلة الحالية دقيقة وحرجة وبالتالي لابد ان تعلو اصوات الحكمة والحوار لراب الصدع والابتعاد عن الصدامات وايقاف نزيف الذي يهدد المسار الثورة والانتقال الديمقراطي. كما قال ان الاتحاد منظمة عريقة وتعتز برصيدها النقابي والوطني وانه كان مأوى القوى السياسية عبر التاريخ معتبرا ان الاتحاد طرف وطني في القضايا الاساسية داعيا الاتحاد في هذا الاطار الى التراجع عن مبدأ الاضراب العام لخدمة لمصلحة تونس وتغليب الحكمة من أجل الوطن وقال:" الحوار هو الحل الوحيد للخروج من بوتقة الصراعات هو الحوار وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح السياسية الضيقة."