أورنج تونس تدشّن مركز البيانات الجديد بولاية سوسة لمواكبة التحديات الرقميّة المستقبلية..    4.5 مليار دينار إيرادات السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج إلى موفى أفريل    لاعب النجم الساحلي يتعرض للعنف الشديد    قليبية: ايقاف المعتدي على النساء بشفرة حلاقة    عاجل/ يهم الانتدابات: سعيد يسدي هذه التعليمات لرئيسة الحكومة..    التضخم السنوي ينخفض في تونس    المنتخب التونسي لكرة القدم يلاقي وديا خلال شهر جوان بوركينا فاسو والمغرب وغينيا    بطولة روما للتنس للماسترز : انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة المتاهلة من التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    بطولة مصر : هدف سيف الدين الجزيري غير كاف للزمالك لتخطي البنك الاهلي    سعيد يحسمها: تونس لن تكون معبراً للمهاجرين ويجب تيسير عودتهم الطوعية..    المدير العام للسدود: تحسن غير مسبوق في منسوب المياه ... وبوادر إيجابية لموسم فلاحي واعد في تونس    كيف سيكون الطقس اليوم..؟    علم النفس: 50 تأكيداً إيجابياً لتقوية ذاكرتك الذهنية كل يوم    السجن والغرامة لرجل الأعمال يوسف الميموني في قضية استيلاء على الملك البحري    عاجل : بريطانيا تلوّح بتقليص التأشيرات لهذه الجنسيات    فرنسا : إسرائيل تنتهك القانون الدولي    تعاون صحي تونسي ياباني: أجهزة طبية لمستشفى الرابطة وتكوين إفريقي بتكنولوجيا متقدمة    اليوم : أمطار مؤقتا رعدية وأحيانا غزيرة بهذه الجهات    وزير الخارجية يؤكد استعداد تونس لضمان عودة سلسة للمهاجرين غير النظاميين إلى بلدانهم الأصلية    السلطات الفرنسية تبحث عن سجين أطلق سراحه عن طريق الخطأ    انفجارات عنيفة تهز مدينة حلب السورية    عاصفة رملية كثيفة تجتاح السعودية والعراق وقطر    الكرة الطائرة.. الترجي يتأهل الى نهائي الكاس    القيروان.. البرد يتسبب في اضرار بمحاصيل الحبوب والاشجار المثمرة    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    القصرين : الإحتفاظ بشخصين وادراج ثالث محل تفتيش بعد حجز 2147 قرصا مخدرا كانت بحوزتهم    مهرجان محمد عبد العزيز العقربي للمسرح...دورة العودة والتجديد و«ما يراوش» مسك الختام    لأول مرة في السينما المصرية/ فيلم يجمع هند صبري بأحمد حلمي    إلزام الناشرين الأجانب بإرجاع كتبهم غير المباعة إجراء قانوني    هبة يابانية    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    عاجل/ نتنياهو: هجوم جديد ومُكثّف على غزّة وسيتم نقل السكّان    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة.. ماذا فعلنا بها ؟..وماذا فعلت بنا؟
ملف: بعد عامين
نشر في الصباح يوم 17 - 12 - 2012

الباحث "جيل كيبال" في حوار خاص مع "الصباح الأسبوعي" :لم يتغير الكثير في تونس بعد الثورة - المناطق المحرومة خذلتها النهضة .. وسيطر عليها السلفيون - سيدي بوزيد "رمز الثورة" في قبضة السلفيين .. بتمويلات خليجية - الثورة في تونس تبحث عن نفسها - حوار: أروى الكعلي - الجماعات الإسلامية، العالم العربي المعاصر، الإسلام والسياسة والثورات العربية طبعا.. أهم المجالات التي يتابعها الباحث الفرنسي جيل كيبال
Gilles Kepel..
يولي المختص في الشؤون السياسية والأستاذ الجامعي الذي درّس في باريس ونيويورك اهتماما كبيرا للاسلام والعالم العربي مجالات اختصاصه.. فهو متابع لكل التطورات التي تشهدها البلدان العربية خاصة بعد الثورات وصعود الإسلاميين إلى الحكم.. شغف دفعه منذ بداية مشواره في البحث إلى دراسة اللغة العربية والفلسفة إلى جانب تحصّله على شهادتي دكتوراه في علم الاجتماع والعلوم السياسية.. من أبرز مؤلفاته "جهاد: توسع الإسلام وتراجعه" الذي صدر عام 2000 و "فتنة: الحرب في قلب الإسلام" عام 2007 و"ضواحي الجمهورية: مجتمع، سياسة، ودين في كليشي-سوبوا ومونفيرماي"، عام 2012 و"ثلاثة وتسعون" في العام نفسه.
"الصباح الأسبوعي" اتصلت بالباحث الفرنسي الذي زار تونس أكثر من مرة بعد الثورة والمتتبع للشأن التونسي بعد التحولات الأخيرة، ليقدم لنا قراءة حول الوضع في البلاد بعد عامين من اندلاع الشرارة الأولى للثورة في سيدي بوزيد.. فكان الحوار التالي:
مازالت تونس تعيش مرحلة الانتقال الديمقراطي.. فهل ما حققته إلى حد اليوم يؤشر لتحول فعلي؟
-يتعلق الأمر بما نقارنها به، فإذا نظرنا إلى حال مصر وليبيا.. يبدو الوضع في تونس أفضل بكثير.. فمصر مثلا يحكمها رئيس منتخب من الإخوان المسلمين وإلى حد اليوم مازالت البلاد تتخبّط في مواجهة عدد كبير من المشاكل.. أما ليبيا فهي بلد مقسّم ولا حضور فيه لأي شكل من أشكال الدولة.. في حين أن النهضة في تونس تعد أكثر انخراطا في المنظومة الديمقراطية وأكثر نضجا بهذا الخصوص..
ولكن بعد سنتين من اندلاع الشرارة الاولى للثورة، مازالت نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قامت من أجلها الثورة على حالها، وباعتقادي ستكون هذه التحديات الاجتماعية الفيصل في الانتخابات القادمة، خاصة أن عديد المواطنين توصّلوا إلى قناعة بأن الثورة لم تحقق لهم الكثير... وما تحقق فعليا إلى حد اليوم هو تمتع التونسيين بمستوى هام نسبيا من حرية التعبير.. ولكن مازالت الثورة في تونس تبحث عن نفسها..
كيف تقيّم أداء حزب النهضة الإسلامي بعد أكثر من عام في الحكم خاصة أنهم لا يملكون تجربة سياسية كبيرة؟
-غياب التجربة السياسية لا يمكن أن يكون أفضلية أو ميزة.. ولكن سبب استمرار الدولة ونجاحها في تونس إلى حد ما هو أن الإدارة التونسية تعد متطورة وهي التي تضمن استمرار دواليب الدولة في وقت يتصرف فيه رجال الحكومة على أنهم ناشطون ومناضلون سياسيون لم ينزعوا بعد "عباءتهم" الحزبية..
وكيف يبدو لك حزب النهضة من الداخل؟
تتحالف النهضة مع حزبين علمانيين وعلى الأقل تحاول ظاهريا أن تعمل على ضمان التنسيق معهما.. لكنّ المشكلة الحقيقية تكمن في أن الحزب منقسم إلى جناحين.. تنزع توجهات الجناح الأول إلى الديمقراطية مع لون ديني، وينتمي وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سمير ديلو ووزير الداخلية علي العريض إلى هذا الشق مثلا.. مقابل جناح أكثر تشدّدا ينزع نحو السلفية ويمثله خاصة الصادق شورو.. وهذا الانقسام يصنع صراعات سياسية داخل الحزب يمكن أن تتضاعف وقد يكون ذلك أمرا سلبيا في ظل تفاقم الضغوط الاجتماعية و الاقتصادية في البلاد.. وباعتقادي يبقى راشد الغنوشي وتد الخيمة بالنسبة إلى النهضة وهو الذي يعمل على ضمان أن تستوعب النهضة تيارات متفاوتة التشدد مع بعضها البعض..
العديد من التحليلات ترى أن شقا من السلفيين يخدم أجندة خفية، ما هو برأيك الدور الحقيقي للسلفيين في الحياة السياسية في تونس؟
-عندما زرت سيدي بوزيد، أكثر ما لفت انتباهي هو أن المناطق الفقيرة والمحرومة والتي خذلتها النهضة سيطر عليها السلفيون، فهم يستغلون الفراغ السياسي والمشاكل الاجتماعية للسيطرة على مواقع أكبر.. خاصة وأنهم يملكون العديد من الآليات التي تضمن لهم ذلك ويحصلون على تمويل من دول الخليج.. وقد كان من الملفت جدا أن تتحول سيدي بوزيد وهي ليست رمز الثورة التونسية فقط بل رمز الثورات العربية عموما- إلى ملعب يكون فيه السلفيون القوة الأكثر حضورا وتحركا.. كما أنهم باتوا القوة المسيطرة على المساجد.. فبتخلي النهضة عن المساجد وتوجهها نحو أروقة السلطة أصبح السلفيون أكثر حضورا فيها وأبرز دليل على ذلك جامع الفتح بالعاصمة الذي تحول من قبضة النهضة إلى قبضة السلفيين..
وسط هذا المشهد السياسي المتنوّع والتحولات القائمة، ماذا حققت الثورة لتونس، وما لم تحققه بعد؟
-أفضل الأمور التي تحققت في تونس بعد الثورة هي حرية التعبير بعد عقود من القمع العنيف.. الأمر الذي سمح لي بأن أزور تونس بعد الثورة فالنظام السابق لم يسمح لي ولعدد كبير من المفكرين والباحثين من دخول البلاد.. واليوم يمرّمسار ضمان الدميقراطية ومزيد دعمها من خلال حماية الحريات العامة والاستجابة إلى المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي يجب أن تكون أولوية..

السلفيون.. منا وعلينا !
أقمصة ، لحي، جلابيب ، نقاب ، بهذه المضاهر أضاف السلفيون طابعهم الخاص على المشهد المجتمعي التونسي، برز دورهم في مجالات عدة وارتبط حضورهم بقضايا السياسة والمجتمع، الكثير من المحللين يشيرون إلى أنهم كانوا جزءا من المجتمع التونسي ولم تسمح لهم ممارسات النظام السابق القمعية بالظهور، في حين يرى البعض الآخر أن حضورهم "صبغ" المناخ المجتمعي في تونس ما بعد الثورة بممارسات جديدة.
فقد برزت ظواهر مثل ارتداء النقاب، وانتشار الزواج العرفي خاصة في الأوساط الجامعية، هذه الظواهر أدت كما يقول المختص في علم الاجتماع السياسي طارق بلحاج محمد ل"الصباح الأسبوعي" إلى إحداث إرباك في الحياة الاجتماعية للتونسيين من خلال استيراد نوع من الثقافة لا يتلاءم مع المزاج الثقافي التونسي، نظرا إلى أنهم يقدمون مشروعا بديلا يهدف كما يقول محدثنا إلى "تغيير النمط الاجتماعي عبر استخدام العنف".
تأثير محدود
بالرغم من ذلك مازال حضور السلفيين وتأثيرهم محدودا إلى حد ما، إذ لم يتمكنوا من فرض مشروعهم هذا على المجتمع، ولن يتمكنوا من ذلك حسب رأي بلحاج محمد لأنهم يعتمدون العنف ويقدمون نمط العيش على الإيديولوجية التي يتبنونها فما يهمهم أكثر هو نمط العيش بحد ذاته وليس الفكر، والأولوية بالنسبة إليهم هي الحفاظ على مظاهر التدين في شكلها "التقليدي والفولكلوري".
شرخ في المجتمع؟
كما أن حضور السلفيين يرتبط بسياق الثورة التونسية التي قامت بشكل مدني سلمي، وهو ما يتنافى مع جانب من ممارساتهم، إلا أنهم على حد تعبير المختص في علم الاجتماع السياسي- يقعون خارج السياق التاريخي ومهما كان عددهم لا يمكن أن يتركوا أثرا عميقا في المجتمع التونسي، لكنّهم أضفوا ولو خارجيا طابعا جديدا على المجتمع.
وبعيدا عن الأجندات السياسية التي عادة ما تلصق بمجموعات من السلفيين، يرى بعض المراقبين أن دورهم المجتمعي أكثر تأثيرا من دورهم السياسي، لأنهم حققوا في المجتمع ما لم يحققوه في السلطة، خاصة من خلال استهداف مجموعة تحسب على السلفية للتظاهرات الفنية، إلا أن محدثنا يرى أنه "يراد بالسلفيين إحداث شرخ لتحويل الأنظار عن مطالب الثورة فهم على حد تعبيره "أدوات صغيرة في لعبة كبيرة."
بغض النظر عن أجنداتهم السياسية والاجتماعية تحول السلفيون في تونس إلى معطى مجتمعي جديد، وأضفوا بشكل أو بآخر طابعهم الخاص على المجتمع التونسي، وإن كان بعض المراقبين يرون أنه من الصعوبة بمكان أن يستمر تأثيرهم ودورهم في الحياة الاجتماعية ويتسع نظرا إلى الخصوصيات الثقافية والتاريخية للمجتمع التونسي، فإنّ السنوات والعقود القادمة يمكن أن تثبت إذا ما كان للسلفيين قدرة على إضفاء خصوصيات جديدة على المجتمع، تصبح جزءا منهم أم أنهم لن يصمدوا أمام مواجهة التيار الفكري المتشبث بمدنية الدولة والحفاظ على النمط المجتمعي الحالي.
أروى الكعلي

إعجاب عالمي.. وثورات ببهارات تونسية
تصريحات عالمية.. والكونغرس يحيي الثورة - لم تكن أحداث 14 جانفي 2011 متوقعة لا في تونس ولا العالم، لذا كانت الثورة التونسية محط أنظار العالم وقد قال عنها الرؤساء والمسؤولون والمحللون الكثير.
في لحظة وصفت بالتاريخية، وقف أعضاء الكونغرس الأمريكي اجلالا للشعب التونسي بعد ثورته، وصرح الرئيس باراك أوباما أمام الكونغرس أن "الولايات المتحدة الأمريكية تقف إلى جانب شعب تونس وتدعم كل شعوب العالم التي تسعى إلى التحرر" وإنه سيذكر على الدوام صور الشعب التونسي الذي يسعى لإسماع صوته.
وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون صرحت من جهتها "نحن مصممون على مساعدة الشعب والحكومة على إرساء السلام والاستقرار في تونس، ونأمل أن يعملا سويا من أجل بناء مجتمع أقوى وأكثر ديمقراطية ويحترم حقوق الناس".
أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي جون كيري فقد توقع من جهته أن تتجاوز تداعيات الثورة حدود البلاد وسط "شرق أوسط يتطلع إلى مستقبل أفضل". كانت تلك أهم التصريحات التي صدرت عن الجانب الأمريكي، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون - بعد هروب بن علي- على ضرورة البحث عن تسوية ديمقراطية للأزمة والاحترام الكامل لحرية التعبير والتجمع.
فرصة
المستشارة ألمانية أنجيلا ميركل رأت من جهتها في الثورة فرصة لبداية جديدة، مشيرة إلى أنه يتعين على تونس أن تتخذ خطوات باتجاه الديمقراطية والحقوق الأساسية مثل حرية الصحافة والتجمع، معربة عن استعداد بلادها للمساعدة في ذلك. أما المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد كاثرين آشتون والمفوض الأوروبي لتوسيع الاتحاد ستيفان فولي، فقد أكدا دعمهما للشعب التونسي و"اعترافا بتطلعاته الديمقراطية التي يجب تحقيقها بالطرق السلمية."
أروى

ثنائي «الرعب» ما بعد الثورة
السلاح.. والفياغرا
السلاح والفياغرا ..ثنائي عجيب وفد علينا بعد الثورة..الأوّل يثير رعبنا والثاني يستفزّ الغرائز .. منذ أيام صرّح رئيس الدولة المرزوقي في مقابلة مع مجلة "وورلد توداي" البريطانية "أن كميات من الاسلحة التي كانت بحوزة نظام معمر القذافي وصلت الى الاسلاميين وخاصّة المجموعات التي تتبنّى الفكر الجهادي في تونس..وذلك عبر الحدود الليبية التونسية المشتركة..
ومنذ سقوط اندلاع الثورة الليبية وتسليح الشعب الليبي (مصادر غربية تذكر أن أكثر من 3 ملايين قطعة سلاح يتم تداولها في ليبيا دون مراقبة الدولة الغائبة بطبعها) أصبحت بلادنا وجهة "مفضّلة" لتهريب الأسلحة عبر الحدود دون أن ندري وجهتها النهائية ؟ وكيف سيقع استعمالها؟ وقد ازداد الأمر سوءا مع سقوط دولة مالي في قبضة الجهاديّين وازداد بذلك نشاط القاعدة في المغرب العربي..
و يبدو وجود السلاح على أرضنا وفي يد مجموعات مخرّبة معطى ثابت في تونس ما بعد الثورة ..وهو معطى مخيف ومرعب..ناهيك وأن المكسب الذي كانت تحسدنا عليه باقي الدول هو خلو بلادنا من السلاح طوال عقود وتحديدا منذ"عهد الفلاقة" دون الاخذ بعين الاعتبار مجموعة قفصة والتي زوّدها أيضا معمر القذافي بالسلاح.. وفي هذه المقابلة كان المرزوقي محقا عندما قال ان الخطر يتأتى بالخصوص من الاشخاص الذين "ينتقلون الى مالي للتدرّب على الجهاد، كما في افغانستان، ليعودوا بعد ذلك إلى تونس"
الفياغر تغزو تونس
أوّل أمس حجزت كمية كبيرة من الأسلحة والصواعق الكهربائية وعبوات الغاز المشل للحركة على الحدود مع ليبيا وكانت المفاجأة الكبرى هو مسك مع هذه الأسلحة الخطيرة الاف الحبوب الزرقاء..أو الفياغرا مع هذه الأسلحة وهي مسألة مثيرة للاستغراب فماذا تفعل الفياغرا مع الأسلحة ؟وكيف سيقع استغلالها ..الأسلحة والحبوب العجيبة ذات المفعول السحري على ما يبدو تشكّل الثنائي العجيب الذي عرف طريقه الينا بعد الثورة..
ناهيك وأن حبوب "الرجولة المفقودة" الفياغرا تشهد تزايدا مطّردا في تسويقهاوالاقبال عليها منذ سبتمبر الماضي وحسب مخابر بفايزر تونس للصّناعات الصيدلية فإن أقراص الفياغرا تباع بإنتظام ولاتشهد نقصا رغم الإقبال الكثيف عليها والذي تجاوز منذ شهر سبتمبر الماضي استهلاك أكثر من 25 ألف حبّة فياغرا دون إعتبار الحبوب الجنسيّة الأخرى..
منية العرفاوي

رجال الاعمال
البعض ممنوع من السفر.. والقبي فقط في السجن
من الملفات الضخمة التي طرحت بعد الثورة ملف رجال الاعمال خاصة اذا علمنا أن المئات ممنوعون من السفر ولم يحصلوا على جوازات سفرهم منذ فترة حكومة الباجي قائد السبسي... في المقابل زجّ فقط بخالد القبي في السجن. والثابت أنه لا أحد بمقدوره دحض او تثبيت التهم الموجّهة ضدّ عديد رجال الاعمال لكن لا يمكن بأية حال من الاحوال شيطنتهم باعتبار أن اي اقتصاد ليبرالي يفترض فيه أن تكون هناك علاقة بين رجل الاعمال والنظام القائم
..مهما يكن لابد من تسوية هذه الملفات باعتبار ان انشطة عديد الممنوعين من السفر معطلة وهو ما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني وقد يكون ذلك وراء تعطيل عديد المشاريع. ولاشك ان رجال الاعمال شأنهم شأن بقية المواطنين اذا كان بعضهم محل شبهة اولهم علاقة ببعض القضايا المطلوب التحقيق معهم وفض هذه الملفات حتى لا يبقى السؤال المطروح.. لماذا خالد القبي فقط في السجن رغم ان القضاء وحده الكفيل بتثبيت التهمة او دحضها على كل متهم او محل شبهة؟
عبد الوهاب

سيدي بوزيد لا تزال تبحث عن الكرامة
إنّ إمكانات تجاوز الواقع التنموي المكبّل بجهة سيدي بوزيد بعد سنتين من الثّورة عديدة والبدائل المطروحة موجودة ولكن تبقى مناهج وآليّات بلورتها وتجسيمها على أرض الواقع محلّ تساؤلات مشروعة تراود أذهان صانعي الثّورة الذين يترقّبون على عجل قطف ثمارها قبل فوات الأوان وخوفا من ظهور تقلّبات مناخية محتملة ومباغتة.
تبيّن بصفة جليّة أنّ سيدي بوزيد لم تجن من الثّورة سوى مزيد التهميش والنّتائج السّياسيّة للإنتخابات لإعادة توزيع السّلطة التي بقيت لدى كبار المدن فبعد عامين من أحداث 17 ديسمبر الخالدة مازال الإنفلات الأمني وروح الأنانيّة الفرديّة والعروشيّة وسياسة إغتنام الأزمات لزرع الفتنة من طرف فلول النّظام البائد وأنصار الثّورة المضادّة ممّا يمثّل مناخا غير ملائم للتنمية خاصّة امام عودة التملّق وقلب "الفيستة" والتهليل للحكّام الجدد الذين يزيدون الطّين بلّة بفكر الغنيمة والغورة والتكفير وحقرة الرّأي المخالف لكن المتّفق عليه لدى ابناء سيدي بوزيد هو تقديم مزيد التّضحيّات من أجل الوطن وضدّ الإستبداد والإصرار القاطع على نصيبهم من المؤسّسات الدّيمقراطيّة ومن خيرات التنمية العادلة وكان الوفد الوزاري قد اعلن خلال زيارته الأخيرة للولاية عن أحداث 307 مشاريع بقيمة 474 مليون دينار مرتبطة بدعم البنية الاساسيّة لبعض القطاعات ولا تلبّي المطالب الحقيقة لأبناء الجهة في ظلّ غياب مشاريع الإستثمار الخاصّ.
كما اعتبرت الأحزاب وقوى المجتمع المدني المشاريع المزمع إنجازها بالولاية قبل 2012 والتي لم يتمّ بعد تفعيلها مجرّد وعود زائفة تندرج في إطار الحملة الإنتخابيّة المبكّرة للحكومة و"الترويكا" وخاصّة حركة النهضة التي بدأت في تلميع صورتها من خلال التسويق السّياسي لبرامجها باسلوب يقوم على التّلاعب بالأرقام الخياليّة لمشاريع التنمية.
مقاطعة
وفي هذا السّياق أصدرت الجبهة الشّعبيّة بهذه المناسبة بيانا توضيحيّا إلى الرأي العامّ الوطني ذكرت فيه أنّ حكومة "الترويكا" التي أفرزتها إنتخابات 23 أكتوبر وشابتها عديد التّجاوزات لم تف بوعودها ولم تكن صادقة مع الشّعب حيث عمّقت سياستها العرجاء أزمة الجماهير على جميع الاصعدة .
ودعت الجبهة الشّعبيّة إلى مقاطعة الإحتفالات بالذّكرى الثّانية التي وصفتها «بالمهزلة» والتّظاهر والإحتجاج السّلميين صبيحة اليوم بساحة الشّهيد للتعبير عن رفض الأهالي لسياسات الحكومة التي لم تقطع مع نظام الإستبداد والفساد والعمالة والتي رهنت مقدّرات الوطن إلى الدّوائر الإمبرياليّة والرجعيّة» حسب ما تضمّنه البيان الصّادر في الغرض.
المرزوقي يفتتح المهرجان
إحتضن أمس المركّب الثّقافي ابو بكر القمّودي بسيدي بوزيد ندوة علميّة حول إشكاليّات التّاريخ والتنمية والدّيمقراطيّة حاضر فيها الأساتذة وليد الحامدي وسالم الابيض والمبروك كرشيد ولمين بوعزيزي وبوجمعة المشّي وعدنان حيدر وقيس سعيد وخالد عواينيّة فيما شهد فضاء المعهد العالي للدراسات التكنولوجيّة بالجهة مائدة مستديرة تحت إشراف الدّكتور معين دمج من اليمن حول الثّورة التونسيّة وتأثيراتها على العالم العربي وعرض فيلم "الشّرارة" للمخرج منجي الفرحاني إلى جانب فقرات تنشيطيّة وموسيقيّة ملتزمة بساحة الشّهيد إلى غاية منتصف ليلة أمس موعد إطلاق الشّماريخ وعرض لوحة العلم الوطني العملاق.
ومن المتوقّع أن يفتتح اليوم رئيس الجمهوريّة المؤقّت التّظاهرة في دورتها الثّانية التي تختتم فعاليّاتها بعد غد الأربعاء بندوة إقتصاديّة حول التنمية الجهويّة بسيدي بوزيد سنتان بعد الثّورة والجزء الثّاني من مهرجان شعر الثورات العربيّة بمشاركة كريم جخيور من العراق وانتصار سليمان من سوريا ونجلاء محمد من اليمن ورابح بلطرش من الجزائر وشعراء تونسيّون بالإضافة إلى تكريم زعيم الحركة النّقابيّة فرحات حشّاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.