بقلم: توفيق بن رمضان - السّلفيّون بسطاء جدّا وعاطفيّون و جلّهم يعتمدون النّقل و لا يحكّمون العقل وبالتّالي تجدهم بسطاء في تفكيرهم و يغلب على تصرّفاتهم الاندفاع العاطفي دون تمحيص أو رويّة و تعقّل، وبالتّالي يسهل التّلاعب بهم وتوجيههم من طرف خبثاء السّياسة، ويسهل استغلالهم من طرف استخبارات بعض الدّول العربيّة والأجنبيّة وهذا ما حصل معهم في حرب أفغانستانوروسيا؛ فقد تلاقت مصالحهم مع مصالح الولايات المتّحدة الأمريكية في ضرب زعيمة المعسكرالشّرقي وقد استغلّتهم آنذاك في حربها مع روسيا، و تمّ دفعهم للحرب بأفغانستان من طرف مخابرات و دعاة وأئمّة الدّول الخليجيّة لتصديرمشكلة الصّحوة الإسلاميّة بداية الثّمانينات مباشرة بعد الثّورة الإيرانية و إبعاد الحراك السّياسي للإسلاميّين عن أراضي الدّول الخليجيّة والعربية إلى الأراضي الأفغانية والبوسنية بعد ذالك في بداية التّسعينات، وهذا ما هو حاصل هذه الأيّام بعد الثورات؛ فقد تمّ توجيه الاندفاع السّلفي إلى الأراضي السّورية من طرف المخابرات الخليجية والأمريكية من أجل حماية دجاجاتهم التي تبيض لهم ذهبا في الخليج. ومن بين الأهداف الخفيّة محاولة تحقيق ما لم يتمكّن الغرب والصّهيونية من تحقيقه منذ عقود في تدجين و تطويع النّظام السوري أوإضعافه، و بالتّالي إضعاف المقاومة وتفكيك الحلف السّوري الإيراني اللّبناني، وهذا كلّه يصبّ في مصلحة الكيان الصّهيوني، والإخوة السّلفيّون باندفاعهم الأعمى و ببساطتهم وسطحيّة تفكيرهم تجدهم ينفّذون برامج صهيو أمريكية من حيث لا يشعرون. وفي كلّ الحالات في سوريا العرب هم الخاسرون و الرّابحون هم الصّهاينة والغرب، فالحرب لا غالب فيها و لا مغلوب بل الكلّ خاسر، السلفيّون والنّظام وخاصة الشّعب والوطن السّوري، فإن تمكّن النّظام من سحق السّلفيّين فهذا إنجازعظيم يجنيه الغرب المتصهين، فقد يتخلّص من عدد كبير من السّلفيّين الذين هم يشكّلون خطرا عليه وعلى مصالحه على الأراضي السورية ولن يخسر شيئا لا في العتاد ولا في المال والرّجال، وإن تمكّن السّلفيون من تدمير النّظام السّوري فهذا أيضا يصبّ في مصلحة الغرب والكيان الصهيوني بتخليصهم من النّظام و إضعاف الدولة السورية واستنزافها وتدمير شعبها كما فعلوا بالعراق وشعبه من قبل. كما يلاحظ في مصر و تونس بعد الإطاحة بأنظمة الفساد والاستبداد، سهولة استدراج السّلفيين من طرف العلمانيين واليساريين المتطرّفين وكذلك الأزلام ومن الذّين تمعّشوا من النّظام السّابق لبثّ الفوضى والفتنة والحفاظ على حالة انعدام الاستقرار، لأنّ استتباب الأمن لا يخدم مصالحهم و يهدّد وجودهم و يعرّضهم للمحاسبة والعقاب، كما أن الاستقرار يقوّي ويدعم الحكّام الشّرعيّين الجدد و يمكّنهم من تحقيق انجازات ونجاحات ويمكّنهم من الفوز في الانتخابات في المحطّات القادمة ويغلق الباب مرّة واحدة على الأزلام ويقطع أملهم في العودة للسّلطة من جديد. على السلفيّين البسطاء والمندفعين بالعواطف الدينيّة والذين هم ألعوبة في أيادي مشايخ البترو دولار ومشايخ الفضائيّات أن ينتبهوا جيّدا للفخ الذي ينصب لهم حيث أنّه بعد إنهاء الورطة والكارثة السوريّة سيتمّ استدراجهم إلى شمال مالي ليسهل قتالهم و التّخلّص منهم نهائيّا في صحراء شمال إفريقيا ليسهل اقتناصهم على الأراضي المكشوفة بالوسائل الجويّة والتكنولوجيّة وبذلك تأتي المخابرات الأمريكية نهائياعلى كلّ سلفي مشروع إرهابي كما يقولون أوجهادي كما نقول يهدّد مصالحهم وأمنهم و مصالح وأمن عملائهم في المنطقة من الصّهاينة والعملاء العرب المنبطحين.