بقلم: توفيق بن رمضان - لقد تصوّروا أنّهم بسهولة بإمكانهم إسقاط النّظام في سوريا و لكن في سوريا نظام عسكري و حزب عقائدي وقد كنت متأكدا منذ البداية أنّه ليس من السهل الإطاحة بالنظام السوري و قد تناقشنا مع عدة أصدقاء عاديين لا علاقة لهم بالسياسة و منهم عجوز أميّ . كان هذا قبل بداية الأحداث في سوريا وقد كان الكل مجمعا على أنّه لو ينجر الشعبان الليبي و السوري لما حصل في تونس ومصر فستكون الكارثة عليهم وعلى أوطانهم و هذا ما حدث فعلا. و في كلّ الحالات فإن الغرب و من ورائه الكيان الصهيوني إن تمكنوا من إسقاط النظام السوري فستكون الجائزة الكبرى التي يغنمها النظام الدولي و من ورائه إسرائيل إذ قد يتمكّنون من نظام تآمروا عليه منذ عقود ليسقطوه أو يطوّعوه و لكنّهم لم ينجحوا و لم يفلحوا. و إن لم يتمكنوا من إسقاط النّظام السوري و تمكّن النظام من سحق المعارضين الإسلاميين فهم رابحون أيضا لانه سيخلّصهم بالنيابة من حيث لا يشعرمن المتشدّدين الذين دفعوهم للقتال في سوريا بينما كان من المفروض أن يحاربوا أمريكا وإسرائيل وأنظمتهم العميلة في المنطقة العربية - وفي جميع الحالات كما اسلفنا الرابح في الحكاية هم الغرب وإسرائيل والأنظمة العميلة في المنطقة. ثم إنّ الأنظمة الخليجيّة التي صدّرت مشكلاتها إلى سوريا كما فعلت في الثّمانينات عندما صدّرت المشكلة مع الإسلاميين إلى أفغانستان هي أيضا لها فائدة في إلهاء السلفيين في الجبهة السورية بدلا من أن يثوروا على أنظمتهم في الإمارات والمملكات الخليجية الموالية ولاء تاما والمذعنة إذعانا مقيتا للولايات المتحدةالأمريكية و من ورائها بطريقة غير مباشرة للكيان الصهيوني. إذن من الخاسر في هذه الفتنة؟ بالطبع هم العرب و الشعب والوطن السوري على وجه الخصوص والأنظمة الخليجية ؛ وإسرائيل والغرب هم المستفيدون والرابحون مباشرة أو بطرق غيرمباشرة بالتخلص من المتشدّدين و إلهائهم بالحرب على الأراضي السورية التي تستنزف الوطن والشعب السوري. وإذا تمكنوا من إسقاط النظام في سوريا فستجد الشركات الغربية والتركية في الوطن السوري المدمّر متنفّسا لأزماتهم الاقتصادية؛ وقد بدؤوا بالعراق و ليبيا وفي كل الحالات العرب هم من يدفعون الفاتورة في النهاية بسبب القصورفي الرؤية والفشل في السياسة والقيادة.