تقع قرية "اللواتة" شمال شرقي مدينة جبنيانة و تبعد عنها حوالي 11 كلم و يمكن الوصول اليها عبر قريتي اللوزة و اولاد بوسمير وهي قرية ساحلية هادئة تعد حوالي 3000 نسمة جلهم يشتغلون في الفلاحة البحرية . هذه القرية الحالمة و التواقة الى الافضل عانت من التهميش و الحرمان خلال الحقبة المظلمة و تشكو اليوم من هشاشة بنيتها التحتية و ضعف الامكانيات المادية . فماذا عن واقعها و طموحاتها المستقبلية ؟ بنية تحتية متردية لئن عبر الأهالي عن فرحتهم و ارتياحهم العميق لإعادة تعبيد الطريق الرابطة بين اللواتة و اللوزة التي تمتد على طول 2 كم ونصف فانهم يؤكدون ضرورة إيلاء الشرايين الداخلية للقرية و مسالكها الفلاحة ما تستحقه من عناية و رعاية و المتمثلة في تسويتها بصفة منتظمة و مسترسلة و تسهيل حركة سيلان مياه الأمطار حتى تتمكن من القيام بدورها الاجتماعي و الاقتصادي في ظروف طيبة . و يشكل مجال التنوير العمومي شاغلا يؤرق المتساكنين بسبب عدم العناية بالشبكة وعدم توسيعها حيث تحتوي القرية على 12 فانوسا كثيرة العطب مما يجعل المنطقة تتخبط في الظلام الدامس كلما أسدل الليل ستائره على الكون؛ و نخص بالذكر منها طريق الميناء. فالارتقاء بالشبكة أمر أكيد في إطار نشر الطمأنينة وإزالة مخاطر الظلام و تيسير حركة تنقل المتساكنين ليلا . أما عن شبكة الماء الصالح للشراب فرغم توسيعها المحمود فإنها لا تزال عاجزة عن الوصول الى مجموعة من العائلات بحي العجمي و أخرى على طريق الشاطئ حارمة إياهم من هذا المرفق الحياتي الضروري ؛ لذا يكون العمل على توسيع شبكة المياه ضروريا ومتأكدا لمساعدة العائلات المحرومة فيتم تزويد محلات سكناها بالماء وهو واجب وطني يفرض نفسه مساهمة في توفير المرافق الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها . الميناء ينشد الرعاية ومن اهم مشاغل بحارة المنطقة جهر الميناء باعتباره اصبح يعيق الملاحة البحرية وصيانة مناراته الضوئية و حمايتها وإصلاح الاشارات البحرية بواد بوزيد حماية للأرواح و الممتلكات والتأكيد على تسخير عون من وزارة المالية لاستخلاص معلوم الفحص الفني و رخص الصيد و ذلك بالعمل مرة في الأسبوع في الميناء في إطار تقريب الخدمات من المواطن حيث لا يعقل ان يتحول البحارة من جهات مختلفة الى الميناء أولا للحصول على وصل الاستخلاص ثم يتحولون به الى قباضة جبنيانة ثم يعودون من جديد الى الميناء متحملين الأتعاب الجسام و عناء الطريق و مخاطرها و ضياع الوقت الذي لا يقدر بثمن الى جانب التخفيض في معاليم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و توسيع ورشة اصلاح و صيانة السفن الموجودة بالميناء باعتبارها أصبحت عاجزة عن مواكبة عدد المراكب و مراجعة تعريفتها المشطة اضافة الى إحداث ورشة للصناعات التقليدية البحرية تختص في صناعة قلوب "الدراين" و تركيب شباك الصيد و تصليحها و تكوين مختصين في "تقلفيط" و دهن السفن وإعادة إدخال سوق الأسماك طور الاستغلال. المجال الفلاحي يعاني شباب القرية من البطالة بسبب غياب مواطن تشغيلية في جميع المجالات التنموية تكون قادرة على استيعابهم و تحقيق أهدافهم و طموحاتهم. إن الفلاحة البحرية تعتبر المورد الرئيسي لسكان المنطقة ولكنها لم تعد مؤهلة لاستقطاب طالبي الشغل نظرا لتضرر الثروة السمكية جراء الصيد العشوائي لذا يؤكد بعضهم انه يمكن تجاوز هذه الوضعية المحيرة بمد البحارة و خاصة الصغار منهم بالمساعدات و التشجيعات و القروض التي تمكنهم من تطوير مراكبهم و تجهيزها حتى يتمكنوا من خوض غمار الصيد في الأعماق وبالتوازي مع الفلاحة البحرية يظل قطاع الفلاحة البرية بدوره موردا رئيسيا لكنه تضرر بارتفاع ملوحة مياه الآبار السطحية بالمنطقة. و يؤكد بعض الفلاحين انه بإمكان دفع مسيرة التنمية بتوفير مواطن شغل جديدة في صورة تشجيع الفلاحين و مساعدتهم على الاعتماد على الزراعات التي تتلاءم مع ملوحة المياه و خاصة العلفية منها و خوض غمار ميدان تربية الماشية الى جانب إحداث بئرعميقة بمنطقة الشارع التي تمتاز مياه آبارها بنسبة ملوحة ضعيفة. مركز الصحة الأساسية يؤكد الاهالي على ضرورة الارتقاء بالبنية التحتية لمركز الصحة الاساسية حفاظا على الممتلكات العامة وتوفير الأدوية بجميع انواعها و بالكميات المطلوبة تحقيقا لشعار "الصحة للجميع". الثقافة ما زالت القرية محرومة من التثقيف مما جعل شبابها بمختلف شرائحه الفكرية و العمرية يعاني الرتابة القاتلة في ظل غياب الانشطة الثقافية و عدم العناية بمشاغلهم العديدة و المتنوعة و إخراجهم من مسلسل التهميش وذلك بجمع شتاتهم و تمكينهم من الخلق و الإبداع في مناخ تربوي سليم؛ وهو ما يتوجب تسييج نادي الشباب و تجهيزه بالوسائل التربوية و العلمية التي تستهوي الشباب و تفتح الآفاق أمامه مسايرة للتقدم العلمي والتكنولوجي إلى جانب إحداث ملعب رياضي و دعم الأيام الثقافية الصيفية ماديا وأدبيا مساهمة في فك العزلة الثقافية.