قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجهات الداخلية تشكو واقعا صعبا .. وآمالها تتضاءل بخصوص دفع مجالات التنمية والتشغيل
تحقيقات جهوية: بعد سنة مضت على حكم الترويكا
نشر في الصباح يوم 30 - 12 - 2012

الحاجة إلى إجراءات فورية بالجهات وبرامج خصوصية وتفعيل دور السلط الجهوية في أخذ القرار - الدعوة إلى حوار مباشر وصريح مع سكان الجهات الداخلية ليكون لهم دور في كافة القرارات الخاصة بجهاتهم - متابعة: علي الزايدي وسعيدة الميساوي - بعد سنة مضت على التحول السياسي الذي مرت به البلاد، هناك جملة من الانتظارات والتطلعات التي ينشدها كافة المواطنين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولعل ما يلفت الانتباه هو جملة الصعوبات التي اعترضت مسار الثورة وشعاراتها المنادية خصوصا بالتشغيل والحرية والكرامة.
هذه الشعارات ترجمت على وجه الخصوص من قبل الجهات الداخلية وسكانها في شكل إضرابات واعتصامات ومظاهر قطع للطرقات نتيجة تباطؤ الحكومة في انجاز برامجها ووعودها لتلك الجهات.
واليوم وبعد وضع اتسم بتعطيل في مختلف المشاريع يبقى الأمل قائما في رأب الصدع الحاصل في السياسة العامة للبلاد وتلافي ما فات من تعطيل لكافة المشاريع التنموية في الجهات وبذلك يكون الامل في تحقيق بعض الاهداف القريبة الخاصة بتلك الجهات.

أضواء على الجهات
حكومة الثورة .. والجهات
الآن وقد مرت سنتان بأكملهما على انتهاء عهد المخلوع، وسنة تولت فيها حكومة الترويكا زمام الأمور في البلاد ماذا تغير في واقع المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في تونس، وما هي الآفاق والإنتظارات التي يترقبها الجميع وخاصة الجهات الداخلية وسكانها الذين عانوا من الفقر والحرمان طوال أكثر من خمسين سنة؟
على المستوى السياسي يمكن القول ان صعوبات جمة مازالت تعترض مسار الانتقال من الوضعية المؤقتة التي عليها البلاد إلى ما هو عادي، وذلك بسبب ما حصل من اختلاف في وجهات النظر بخصوص تأمين المرور إلى المرحلة القادمة وما تتطلبه من استعدادات وانجازات يتطلبها الوضع للمرور بالبلاد إلى ما هو أفضل.
وهذا الواقع السياسي الصعب كان منتظرا خاصة إذا ما نظرنا إلى طبيعة الائتلاف الحكومي الذي يجمع بين رؤى سياسية مختلفة وخلفيات فكرية متباينة.
أما على المستوى الاجتماعي فقد عرفت البلاد هزات خطيرة تمثلت بالأساس في كابوس خوف عام جثم على الجميع، وبدد جملة مظاهر الأمان وذلك بتراجع دور سلك الأمن وجملة التجاوزات التي تطالعنا بين يوم وأخر، وهو مظهر ما انفك يتطور ويتزايد خاصة في ظل عجز الحكومة على الفعل فيه، أو تراخيها أمام بعض التجاوزات التي أصبحت صارخة من البعض دون رادع.
وهذا الواقع الصعب أدى إلى انكماش إجتماعي وإلى توجس من الأخر وإلى قتل الحراك العام الذي كان يعيشه المجتمع مما أدى إلى بروز تراجع نشاط قطاع السياحة الداخلي والخارجي وإلى أخذ كافة الاحتياطات في التحرك داخل الشارع حتى في وضح النهار.
أما الجانب الاقتصادي فقد عرف هو الآخر هزات خطيرة لم يسبق أن عرفتها البلاد بهذا المستوى والارتباك، حيث ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية إلى مستوى عال جدا، وعمدت الحكومة إلى الترفيع في أسعار بعض المواد، مثل الحليب والطماطم والبنزين، وبذلك عرفت المقدرة الشرائية للمواطن تدهورا خطيرا تضررت منه معظم الفئات الاجتماعية، وتبعها انفلات كبير على مستوى نشاط الأسواق بما عرفته من مضاربات وتهريب لكافة أنواع المنتوجات إلى أسواق البلدان المجاورة مما أدى إلى إنخرام بين العرض والطلب داخل الأسواق التونسية عامة، وإلى تهرب من اعتماد مسالك التوزيع الرسمية، والعبث بكافة أنواع المواد المدعمة عبر تسويقها في الأسواق الموازية باعتماد بيع المراكنة هروبا من واجب الآداء الموظف عليها.
جملة هذه الأبعاد والنهج السياسي الذي عرفته البلاد على امتداد سنة بكاملها أفرز إرباكا عاما في كافة أوجه الحياة وقاد إلى تجاذبات ما انفكت تتزايد وتتعمق بين الحكومة والمعارضة من ناحية وبين الائتلاف الحكومي ذاته.
هذا الواقع الصعب كان أكثر أثرا على الجهات الداخلية وسكانها، حيث خابت آمالهم بعد انتظار طويل بخصوص الوعود التي قطعت لهم من قبل كافة الأطراف السياسية وخاصة الحكومة التي وضعت برامج خاصة بهم كجهات محرومة وذات أولية لتطوير مجالات التنمية في ربوعهم و تحسين أوضاعهم في مجال التشغيل وتحسين البنية الأساسية، وغيرها من الاستحقاقات التي نادوا بضرورة تحقيقها.
وأمام تعطل مجالات التنمية الموجهة إلى الجهات الداخلية تحرك السكان للتحسيس بواقعهم الصعب، وتواترت تحركاتهم بأشكال مختلفة بلغت حد إضرابات عامة ببعض المعتمديات، كما أخذت أحيانا شكل اعتصامات وإضرابات جوع وقطع طرقات، لكن بدل أن تسعى الحكومة إلى رأب هذه الصدوع، واعتماد مبادرات سريعة من شأنها التخفيف من مظاهر الاحتقان قابلت تلك التحركات إما بعدم الاكتراث أو بإلباسها جبة سياسية ومحاكمات، أو اعتماد أسلوب العنف في قمعها مثلما كان الحال بمدينة سليانة.
هكذا وبعد سنة قد مرت، تبخرت آمال تلك الجهات وسكانها، وتحولت انتظاراتهم إلى سراب بعدما كانوا يحلمون بالتشغيل ودفع مجالات التنمية وبعث المشاريع وتحسين أوضاعهم المعيشية.
ولعل بصيص الأمل الذي مازال ينتظرونه يبقى متصلا بما يمكن أن يتم في الأيام القريبة القادمة من رأب لكافة الصدوع السياسية بين الحكومة والمعارضة، وبما يمكن أن تتخذه الحكومة من إجراءات خاصة وسريعة تتلافى من خلالها ما فات، وما أجل من قرارات وبرامج تنموية بشأن تلك الجهات وسكانها.
علي الزايدي

القصرين
انتظارات كبيرة.. وانجازات محدودة
تمر قريبا سنتان على اندلاع ثورة الحرية و الكرامة التي ورغم ما لجهة القصرين من مساهمة بارزة فيها فانها ما تزال تنتظر ثمراتها حيث يجمع كل متساكني الولاية انه لم يتحقق خلال العامين اللذين مرا منها أي شيء يذكر من الانتظارات الكبيرة التي كانوا يأملون تحقيقها وهي أساسا رفع ظلم تواصل عقودا طويلة من التهميش والإقصاء. ولم تتمكن الجهة من حقها الشرعي في التنمية و العيش الكريم للذين قدموا أكثر الشهداء والجرحى لإسقاط النظام السابق ..ولم تتم محاسبة قتلة أبنائهم والمتسببين في إصابات فلذات أكبادهم بإعاقات وعاهات مزمنة في محاكمة عادلة .. ولم تبادر الدولة بانجاز استثمارات هامة وبعث مشاريع ذات تشغيلية كبيرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من العاطلين ولم تعول على المستثمرين الخواص الذين صار من الصعب عليهم ان ياتوا للقصرين في غياب بنية أساسية تشجعهم على الاستثمار فيها ..
وكل هذا الانتظار ما زال سرابا ولم يتحقق منه غير النزر القليل المتمثل في توسيع المنطقة الصناعية وتعبيد بعض الطرقات وهي انجازات غير كافية بالمرة ولم تمس الحياة اليومية للمواطن العادي .. وبتهكم كبير يقول أبناء القصرين ان الثورة لم تجلب لهم غير التشغيل الهش في إطار " الحظيرة " كمسكّن لإسكات آلاف العاطلين وتجنب احتجاجاتهم ..ولكنها ضاعفت من سور السجن المدني الموجود في قلب المدينة ورفعت من جداره ليصبح بمثابة " معتقل غوانتنامو " يتوسط القصرين رغم أن الحكومة السابقة قررت نقله خارج المدينة ...ويشير القصرينيون الى ان المشاريع التي جاءت بها ميزانية 2012 لم ينفذ منها إلى حد الآن على ضعفها شيء رغم ان اغلبها مبرمج من العهد السابق وبعضها الآخر هو مجرد حبر على ورق لذر الرماد على العيون مقارنة بما أنجز في ولايات أخرى .. وإجمالا فان أهالي القصرين يشعرون بخيبة امل كبرى مما تحقق لهم بعد الثورة وتسيطر عليهم حالة كبيرة من الاحتقان والتوتر قد تؤدي الى انفجار قريب ما لم تسارع الحكومة الى تدارك تعاملها مع الجهة.
يوسف امين

قبلي
بعد سنتين.. يتواصل التهميش
خلال سنة 2012 الثانية بعد الثورة كان امل المواطنين بولاية قبلي أن تخرج الجهة من دائرة التهميش الذي امتد لعقود لذلك مثلت الميزانية التكميلية لسنة 2012 اهم المحطات و"بشرت" بها الحكومة المؤقتة ونواب التاسيسي من ابناء الجهة الممثلة للأحزاب الحاكمة على غرار ما جاء في تأكيد النائبة عن حركة النهضة منية القصري أنّ الميزانية التكميلية استجابت لأكثر من 70 بالمائة من المطالب التي تقدّمت بها لجنة التنمية الجهوية ! أما المحطة الثانية فكانت زيارة الرئيس المؤقت منصف المرزوقي مؤخرا لقبلي.
فإضافة إلى الطريقة المتسرعة وغير المتوازنة في إحضار مقترحات الجهة خلال اعداد الميزانية التكميلية ازدادت خيبة الامل لدى الاهالي في فقدان البعد التشغيلي المباشر في المشاريع المقترحة وعدم جدواها عند زيارة الوفد الوزاري خلال شهر جوان الماضي باعتبار أن جلها موجه للبنية التحتية وبقى أملهم اليوم فيما ستقدمه للجهة ميزانية 2013 من مشاريع قادرة على توفير مواطن الشغل الحقيقية لكن هل حقّق شباب الثورة خاصة من المعطلين طموحهم في التشغيل؟
شدد المنسق الجهوي محمد صالح البرغوثي لاتحاد أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل بقبلي على أن وضعية التشغيل بالجهة مازالت سيئة باعتبار تواصل نسب النجاح الضعيفة والتي لم ترق وتطلعات ابناء الجهة في مختلف المناظرات التي تمت حيث لم تتجاوز ال 200 منتدب إضافة إلى غياب المؤسسات القادرة على توفير مواطن الشغل القارة ولم تقع تسوية الوضعيات الاجتماعية الصعبة لأكثر من 60 من المعطلين عن العمل بالجهة التي وعد الرئيس المرزوقي بتسويتها خلال زيارته السنة في الماضية وتم تذكيره بذلك من خلال احتجاج عدد من المعطلين خلال زيارته مؤخرا ؛ لكن النضال مستمر حتى تحقيق مطالب المعطلين في حقهم في التشغيل والحياة الكريمة.
وفي القطاع الفلاحي ؛ وهو العمود الفقري لاقتصاد الجهة؛ فإنه ما زال يعاني خاصة من أزمة مياه الري سواء من حيث ندرتها أو غلاء تكلفتها؛ فأغلبية الفلاحين بالجهة هم من صغار الفلاحين ومعضلة ترويج التمور وتحكم كبار التجار في السوق وعدم الاهتمام بالمشاغل الحقيقية للفلاح كبعث( ديوان للتمور ومساعدة الفلاحين بمنح وقروض وتعويضات أثناء المواسم الصعبة على غرار الموسم الحالي الذي كان كارثيا حيث كان من المفروض بعث لجنة لتقييم الأضرار) يؤرق الجميع. هذا الى جانب واقع الجمعيات المائية و ما يسمى بمجالس التصرف التي عمقت من الصراعات العروشية وكانت جزءا من المشكل خاصة فيما يتعلق بتعطيل عدد من المشاريع بالجهة ويبقى التساؤل الى متى يتواصل تهميش المهمش ؟
لزهر حشاني

توزر
انتظارات كثيرة في العام الجديد
شكلت ولاية توزر مؤخرا إحدى المحطات التي زارها رئيس الجمهورية المؤقت وقد خصه أهالي الجريد باستقبالات شعبية تعالت فيها زغاريد النسوة كما تعالت فيها الأصوات المنادية بإيلاء الاهتمام إلى جهتهم التي تعتبر هي الأخرى من المناطق المهمشة ولم تنل حظها من المشاريع الثانوية ولا من نوايا الاستثمار التي سجلتها ولاية توزر في عديد المجالات ولكنها لم تتجسد على أرض الواقع بسبب غياب الرصد العقاري أو الروتين الإداري وهما عاملان أخّرا الشروع في إنجاز مكونات مشروعي التنمية المندمجة بكل من توزر ودقاش بكلفة 5 ملايين دينار لكل مشروع.
فالفلاحة والسياحة والصحة والصناعة هي تكتل رباعي ترتكز عليه المسيرة التنموية بجهة الجريد هكذا يعتبرها المتساكنون وبدونها لا يستقيم حال هذه الجهة باعتبار أنها "مبتورة" لم توفر ما ينتظر منها السكان إذ تتمحور انتظارات الأهالي بالخصوص حول ضرورة العناية بالفلاحة ، وكان الفلاحون قد دعوا خلال زيارة رئيس الجمهورية إلى الإسراع بتحديد الآبار وتمكين فلاحي" ابن الشباط ومراح لحواء" من شهادات إسناد وطالبوا بإعفائهم من استخلاص ديون مياه الري للسنة الجارية بالنظر إلى تقلص مردودية صابة التمور لعدة عوامل ومنها العطش الذي أثر على التمور كما وكيفا .
ومن انتظارات أهالي الجهة أن يتم فتح تحقيق حول المشروع التونسي الياباني للاقتصاد في مياه الري إلى جانب التفويت في الأراضي الاشتراكية التي لا تزال إلى الآن سجينة الوضع العقاري ؛ هذا بالإضافة إلى فتح ملف شط الجريد واستغلال المخزون المتوفر والعناية أكثر بالوضع الصحي ويتساءل البعض عن مصير كلية الطب والمصحة الخاصة التي كان من المقرر إنجازهما بتوزر بكلفة 94 مليون دينار كانت ستوفر أكثر من 980 موطن شغل.
وفي جانب آخر يتطلع المهنيون في القطاع السياحي إلى إعادة فتح أكثر من 15 نزلا أغلقت بسبب الأزمة السياحية الخانقة التي تعيش على وقعها الجهة وإلى ضرورة إدماج السياحة الثقافية والرياضة و الاستشفائية في قطاع السياحة الصحراوية وإعادة النظر في عملية توزيع المقاسم من هذه العملية.
وولاية توزر بإمكانها اليوم أن تكون أفضل مما كان لو يتم استغلال ثرواتها الطبيعية وتفعيل نوايا الاستثمار فضلا عن تشغيل المطار على مدار السنة ومعالجة الإخلالات بالمنظومة المائية حتى تتطور قاعدة الإنتاج الفلاحي وتنتعش الحركة السياحية ويتحسن مشروع القرية السياحة بالديار القطرية ومشروع اللواقط الشمسية.
الهادي زريك

زغوان
ضخ مزيد الإعتمادات لتحقيق التطلعات
ساهم أبناء ولاية زغوان في ثورة الحرية والكرامة بصفة فعالة وقدموا شهداء وجرحى كسائر جهات الجمهورية على أمل التخلص النهائي من التهميش الذي حاصر منطقتهم طيلة عقود إلا أن الرأي السائد حسب الإتصالات التي اجرتها "الصباح" يفيد بأن ما يتطلع إليه السكان في جل القطاعات لم يتحقق بالقدر المطلوب وذلك رغم المؤشرات المقدمة من الإدارة الجهوية للتنمية ( تقدم إنجاز المشاريع العمومية بنسبة تقارب 60%، مستوى البطالة في حدود 8،7 % ....) والمشاريع الأخرى الموجودة في طور الدراسة مثل توسعة المستشفى الجهوي بزغوان وإحداث منطقة صناعية بصواف.
وفي هذا المجال عبر الجديدي السبوعي نائب الجهة بالمجلس التأسيسي عن حزب العريضة عن عدم موافقته عن الأرقام المعتمدة وصرح بأن الولاية تشهد خطوة إلى الوراء في باب التنمية منذ إنطلاق الثورة بسبب قلة إهتمام السلط العليا بمشاغلها الجوهرية ويطالب بأن يتم تدعيم الميزانية لتوفير الشغل والصحة والتعليم والعيش الكريم لمتساكني جميع المعتمديات.
ومن جانبه أكد أحمد البوشامي عضو المنتدى الجهوي بزغوان الذي إلتقيناه صحبة أحد المستثمرين في السياحة بأن علاقة المجتمع المدني بالسلط المحلية والجهوية تشهد فتورا رغم أن القانون ينص وجوبا على تشريك الجمعيات في تخطيط المشاريع ومتابعة مراحل تنفيذها وتقييمها مضيفا بأن ما تحقق منذ 14 جانفي 2011 يعتبر عاديا وضعيفا وأن الواجب يقتضي الإسراع بفض الإشكاليات الفلاحية المطروحة على مستوى المجامع المائية التي تلاقي صعوبات مالية وفنية كبرى وكذلك في مجال الإستثمار الفلاحي الذي توقف من جانب شركات الإحياء وكبار الفلاحين لأسباب مختلفة.
ويقترح أيضا تسطير خطة للعناية الشاملة بالوضع البيئي وبعث شركة نقل خاصة بالولاية وأخرى تهتم بالتنمية السياحية باعتبار الإمكانيات الايكولوجية والمعالم الأثرية المتوفرة بالجهة مع التأكيد على دفع مشروع تيليفيري جبل زغوان الذي تنتظره البلاد التونسية عامة.
أحمد بالشيخ

مدنين
بعض الناشطين في المجتمع المدني والسياسي يقيمون السنة الحالية
تعيش مختلف معتمديات ولاية مدنين على وقع انتهاء سنة 2012 والاستعداد لاستقبال السنة الادارية الجديدة، ويرى العديد من المتتبعين للشأن المحلي والجهوي بان السنة الحالية تميزت بحراك اجتماعي وسياسي كان له التأثير الكبير على سلم الاولويات وهذا ما أكده الحقوقي الاستاذ عبد العزيز العايب وناشط في المجتمع المدني مضيفا ان الاستقطابات السياسية الحادة وحالة الانقسامات العمودية الغير مسبوقة بين الفرقاء السياسيين سيطرت على اهتمامهم وعلى مطالب الجماهير ذات العلاقة بالتنمية والتشغيل.
واشار محدثنا بان الجهة لم تشهد اهتماما كبيرا من اعضاء الحكومة الحالية بالرغم من حضور رئيس الحكومة ووفد وزاري في الايام الفارطة كما ان اعضاء المجلس التاسيسي لم تكن لهم اجتماعات كثيرة مع المواطنين للتعرف على مشاغلهم وتطلعاتهم.
وأنهى الاستاذ عبد العزيز العايب حديثه بالقول "انه بعيدا عن المعارك الطاحنة التي تؤشر للاستحقاقات الانتخابية والتي ستعيش على وقعها البلاد خلال الأشهر القادمة فان المواطن العادي بهذه الجهة يعيش حالة من التيه" ومع عزوفه على التواجد في الاجتماعات التي يقع تنظيمها من طرف الأحزاب".
أما حسن الودرني رئيس مكتب حركة الشعب فقد لاحظ ان واقع ولاية مدنين ليس استثناء داخل البلاد على مستوى الحريات السياسية والتحركات الاجتماعية وانه بفضل الثورة فان هامش الفعل السياسي والحراك الاجتماعي أصبح مفتوحا ومتاحا وهذا يلبي احدى استحقاقات الثورة لكن هناك استحقاقان متلازمان قامت عليهم الثورة: الحرية والعدالة الاجتماعية بكل أبعادها وخاصة التشغيل والتنمية لم يتمكن الماسكون بمقاليد السلطة وأمور البلاد بتقديم حلول ورسائل مطمئنة لهذه المسائل مع عدم تحسن مؤشرات التشغيل والتنمية وأكد حسن الودرني ان البطالة في ولاية مدنين ارتفعت وبقي واقع الخدمات الصحية على ما هو عليه وان الفئات المهمشة والأحياء الشعبية لم تتحسن ظروفها مع ارتفاع غير مسبوق للأسعار وغياب العديد من المواد الأساسية.
وأنهى حديثه بالإشارة أمام هذه الوضعيات ومسائل أخرى دفع بحركة الشعب إلى تقديم مبادرة وطنية لمشروع انقاذ تلتقي حوله كل الفعاليات السياسية والاجتماعية المتبصرة لاهداف الثورة ويحدد مضامين ادارة المرحلة الانتقالية بغض النظر على الجهة الماسكة للسلطة لان حسب رأيه هو كيف يحكم بما يحقق استحقاقات الثورة وطموحات الشعب بكل فئاته.
واغتنمنا اللقاء الاعلامي الذي نظمه والي مدنين حمادي ميارة صباح يوم امس لنسأله عن حصيلة سنة 2012 فأجاب أن الملف الحارق لهذه الجهة هو التشغيل حيث بلغ عدد المعطلين حسب احصائيات الجمعيات المهتمة بهذه الفئة 18 الفا في حين ان احصائيات مكاتب التشغيل حددتهم ب16 ألفا، مشيرا انه لا يمكن استقطاب يد عاملة عن طريق المناظرات العمومية بعدد كبير بالرغم انه تم السعي الى توفير مواطن شغل لهؤلاء عن طريق آليات متعددة.
وأضاف أن السلط الجهوية اعترضتها صعوبات في تمويل المشاريع لفائدة هؤلاء مشيرا الى انه وقع تمويل 25 مشروعا بقيمة 550الف دينار. وبالنسبة لزيارات اعضاء الحكومة لهذه الولاية افاد الوالي بان العبرة ليست بكثرة هذه الزيارات بل المهم هو نتائجها وفي هذا الصدد اشار انه تم اقرار جملة من المشاريع للسنة الجديدة تهدف الى دعم البنية الاساسية بقيمة 319 مليارا منها جزء لانجاز بعض المشاريع على غرار الطريق السيارة والشروع في دراسة انجاز خط حديدي سريع.
وفي ما يتصل بالمسالة الامنية على الحدود التونسية الليبية لم يخف حمادي الميارة بان هذه المسالة يجب ايجاد حلول لها على اسس صحيحة وثابتة خاصة في ما يتصل بمسائل المبادلات التجارية لينهي بالاشارة انه ينتظر لقاء مرتقبا بين سفيري البلدين لدراسة هذه المسألة.
ميمون التونسي

ملاحظة:
نظرا لكثافة المادة الخاصة بهذا التحقيق سننشر البقية في الجزء الثاني يوم الثلاثاء القادم الموافق لغرة جانفي 2013.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.