في فترة وجيزة ورغم عديد العراقيل الفكرية والايديولوجية والمواقف المتحجرة أحيانا الرافضة للفن استطاعت السينما الإيرانية ان تتخطى الرتابة وأن تلغي الداعين الى الاحباط وأن تجعل من انتاجاتها ذات اشعاع كبير ومن بين المنخرطين في هذا المسار المخرج رضا ميركريمي الذي اعتبر اللغة السينمائية مثلثا لا تنقطع العرى الوثقى بين أضلاعه حول هذه الخاطرة وغيرها كان لنا لقاء خاطف مع هذا المبدع الإيراني. هل يمكن في البداية أن تكشف عن الخط السينمائي الذي تنتهجه في سياق مسيرتك؟ لقد حاولت أن أقرن بين مستويات متعددة ولعلي أقول هنا إنني اشتغلت منذ البداية على مستويين رئيسيين تعلق الأول بالأفلام القصيرة ونحا الثاني منحى الانتاجات الوثائقية دون أن يمنعني هذا بالطبع من التشوّف نحو الأفلام الروائية. هل يملك رضا ميركريمي فكرة عن السينما التونسية؟ أعرف أنها ليست وليدة الحين واللحظة بل هي عريقة وتعود الى سنوات عديدة مضت وقد تمكنت من الاطلاع على كوكبة من الانتاجات والالتقاء بوجوه سينمائية تونسية ذات توجهات مختلفة. ماذا عن رؤيتك الخاصة حول السينما الروائية؟ أعتبر السينما الروائية شديدة الالتصاق بالمعيش أي باليومي في جميع تفاصيله هي باختزال شديد قائمة بالأساس على الواقعية بمختلف تشكلاتها وهذا هام جدا في السينما اليوم، هي سينما تكشف عن الهنات وتبتر العلاقة مع المثالية. كيف يمكن للسينما ان تتطور حسب رأيك؟ لن يتسنى ذلك إلا بالانفتاح على التجارب العالمية كما أنه من الحتمي أن نتعرف على مختلف الأطروحات المقدمة دون أن نفرط في هويتنا إن العدو اللدود للسينما هو التحجر والانغلاق ورفض منطق الآخر بتعلة مخالفته لرأيي. ما الذي سيساهم اليوم في جعل السينما لغة مشتركة؟ يجب ان نعي بضرورة إرساء أسس تعاون وشراكة سينمائية حتى نكسر الحدود الثقافية الوهمية.