لا شيء يوحي وأنت تجوب شوارع وأنهج مدينة النسري أنك داخل منطقة حضارية، فباستثناء الشارع الرئيسي فان جل الطرقات هي أشبه ما تكون بمسالك فلاحية بل أسوأ من ذلك بكثير حيث تآكلت جوانبها وتعددت الحفر بها وجرفت مياه السيلان أجزاء كثيرة منها في غياب التعهد والصيانة والتهيئة وأصبحت بذلك مصدر قلق للمتساكنين ومحل تذمر من قبل أصحاب السيارات . التنوير العمومي أثار هو الآخر استياء الأهالي فلا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن تنقطع فيه الأضواء عن عديد الأحياء لتبقى الشوارع والأنهج تتخبط في الظلام الأمر الذي يضطر المتساكنين الى الإستنجاد بالفوانيس المنزلية الخارجية للإضاءة . النظافة لم تكن هي الأخرى في منآى عن هذا الوضع فالفضلات المنزلية أصبح رفعها يخضع الى راحة بيومين أو ثلاثة لتبقى مكدسة أمام المنازل تبعث بروائحها الكريهة وتثر قلق المتساكنين ويبقى المرحب الوحيد بها هي الحيوانات الظالة من قطط وكلاب . ولا بد من الإشارة هنا أن قلة الوسائل وضعف الإمكانيات ساهم نسبيا في تدني الخدمات المخصصة للنظافة ، فهل سيكون الدعم الإستثنائي الذي منحته الدولة لبلدية زغوان بقيمة 200 ألف دينار متنفسا لتدارك الوضع . غياب القرارات الردعية اللآزمة فتح المجال أمام عديد التجار للتعدي على حرمة الطريق خاصة أيام السوق الأسبوعية، فالبضاعة المعروضة من الملابس المستعملة "فريب " وغيرها تجاوزت حدود الأرصفة لتستحوذ على جزء كبير من جانبي الطريق بشكل أعاق مرور السيارات، وحتى مركز الأمن لم يسلم هو الآخر من تبيعات الإنتصاب الفوضوي . ويقع كل ذلك دون أن تحرك الدوائر المسؤولة ساكنا وقد بات الأمر ضروريا وملحا للتدخل الحازم قصد وضع حد لهذه الفوضى.