حسمت الرئيسة المنتهية ولايتها لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي أمرها وقررت الترشح لعضوية المكتب التنفيذي الذي سينبثق عن المؤتمر القادم للمنظمة والمقررة أشغاله خلال الشهر الجاري. ويأتي هذا الترشح ليقطع نهائيا مع ما تردد من معلومات متناقضة حول قرار الرئيسة الحالية لمنظمة الأعراف والتي سبق لها ان صرحت بشكل علني وخلال اجتماع في شهر جوان الفارط حيث قالت انها ستنسحب في نهاية مدتها النيابية الحالية. ووفقا لما يتداول داخل كواليس المنظمة فان ترشح بوشماوي يعتبر منتظرا ومتوقعا وذلك بالنظر الى العديد من المعطيات. فقد كان أداؤها معقولا ومقبولا وذلك بالعودة الى الصعوبات التى واجهتها حيث استطاعت تجاوز كل الرجات والهزات التي لامست منظمة الأعراف منذ الثورة. وانطلاقا من تحليلات المتابعين للشأن الداخلي للمنظمة فقد نجحت بوشماوي في معالجة ملفين أساسيين وهما الحفاظ على المنظمة في وقت صعب ودقيق و جعل اتحاد الصناعة و التجارة طرفا أساسيا في الحوار الاجتماعي و النقابي. استطاعت بوشماوي أيضاً تجديد الهياكل الجهوية للاتحاد بالاضافة الى تحسينها للأوضاع المادية لموظفي المنظمة وهو ما يعتبر عاملا هاما يرى فيه البعض ورقة انتخابية لا يستهان بها في ظل تواجد آلة انتخابية جاهزة تستطيع الرئيسة توظيفها. واذا كانت مسيرة وداد بوشماوي إيجابية في مجملها فان البعض من معارضيها يلعبون ورقة الاتحاد الجهوي للصناعة و التجارة بصفاقس ليشيروا الى ان رئيسة الاتحاد قد وظفت تجديد الهياكل الجهوية لأحكام قبضتها وسمحت ببعض" التجاوزات" التي من شانها ان تضمن السيطرة على المنظمة وكان الاتحاد الجهوي بصفاقس قد اصدر امس بلاغا اكد فيه ان اشغال المؤتمر الجهوي ستنعقد يوم السبت القادم وبان القائمات موضوعة على ذمة المترشحين . ومن بين النقاط الاخرى التي قد يستغلها منافسوها أيضاً ما تم تداوله في فترة سابقة و يتعلق بما نشرته شبكات التواصل الاجتماعي من معلومات حول التعويض الذي حصلت عليه اثر حرق معملها اثناء الثورة. ومن الاسماء التي علمت "الصباح" انها اعلنت عن ترشحها لرئاسة المنظمة رجل الاعمال حمادي بن سدرين الذي قاد اثر الثورة عملية"إصلاح" لم تنجح في تمكينه من تولي مقاليد المنظمة خلال المرحلة الانتقالية. ويملك بن سدرين اوراقا مهمة لاسيما تلك المتعلقة بشبكة علاقاته وتبقى مسألة عضويته في مجلس المستشارين المنحل هي النقيصة التي يشهرها بها خصومه حتى وإن كان واجب الإنصاف يقتضي الإقرار بأن علاقة الرجل بالنظام السابق لم تكن إيجابية في مجملها وان بن سدرين قد عانى من التضييق والضغوط لسنوات حسب ما اكده المقربون منه. اما المرشح الثالث فهو منصف خماخم و الذي يمتلك ورقتين انتخابيتين من شأنهما ان تلعبا دورا متقدما في حملته الانتخابية تتعلق الاولى بفئة رجال الاعمال الشبان وهو امر يراهن عليه خماخم في علاقة هذه الفئة بالمستقبل ولما ترمز له الثورة من قطيعة مع الماضي . اما الورقة الثانية فهي رهينة الجهة التي ينتمي اليها خماخم وما يمكن ان تمثله من قوة انتخابية و نظرا للوزن الاقتصادي للجنوب. وبالنظر الى اعتبارية الرجل فان ما يعاب على خماخم حسب مقربين منه انه لم يتجاوز المرحلة الاحتجاجية في وقت يبحث فيه رجال الاعمال والحرفيون عن برامج وتصورات يستفيد منها الأعراف . كما علمت "الصباح" ان اسما جديدا بدا يتداول بين الصناعيين ورجال الاعمال وهو اسم رجل الاعمال حمادي الكعلي وهو ما يبشر بمنافسة حادة بين المترشحين الاربعة. وبغض النظر عن شعبية المترشحين ومدى اهمية برامجهم الانتخابية وملاءمتها للواقع فان المعطى السياسي من شأنه ان يحسم لفائدة احدهم أيضاً.