في جو مشحون باحتقان شعبي كبير وتحت شعار "أسبوع الغضب" في كامل ولاية القصرين أبى شباب الثورة في تالة إلا أن يحيوا ذكرى استشهاد أبناء جهتهم قبل سنتين عندما أقدموا بصدورعارية وبقلوب مليئة بالضيم على الخروج في هبّة مشهودة ثائرين على الاستبداد والدكتاتورية والظلم رافعين شعارات" الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية".. سنتان مرّتا دون أن تجفّ دموع أمّهات الشهداء اللائي مازلن في جلابيبهن السوداء يتألّمن وينتظرن محاكمة عادلة لقاتلي أبنائهم.. سنتان مرّتا دون أن يتغيّر وجه المدينة رغم وعدود رئيس الحكومة لأبناء الجهة في الذّكرى الأولى في السنة الفارطة. لم تتحقّق أدنى مستويات التنمية بل زاد عدد العاطلين عن العمل، ولاحت الفاقة جلّية لدى شريحة واسعة من الأهالي بسبب ارتفاع الأسعار وانعدام الموارد المالية. شموع حداد تنير عديد الأماكن وإحياء الذكرى الثانية للثورة بدأه الشباب يوم الاثنين ليلا بإشعال الشموع في عديد الأماكن وخاصّة في الآثار الموجودة وسط المدينة، كما عمل الشباب على تحضير نصب الشهداء الكائن بحي "الخزنة القديمة" وهو المكان الذي استشهد فيه أغلب الشباب بتعليق اللاّفتات وتركيز معرض للصّور التي توثّق لمراحل الثّورة بالجهة؛ وقد ملأت اليافطات المكان بشعارات هنا وهناك في الطرقات وعلى الجدران تنادي بالقصاص من قتلة الشهداء وبالتّنمية للجهة. مسيرة ضخمة وزيارة أضرحة الشهداء وشهد أول أمس تاريخ استشهاد اوّل شهداء الثورة مسيرة احتجاجية ضخمة شارك فيها عدد كبير من أبناء الجهة جابت الشارع الرئيسي واتجهت إلى المقبرة حيث ترحّم المحتجّون على ارواح " مروان وغسان ومحمّد واحمد ووجدي وأحمد ياسين " ثمّ عادوا إلى نصب الشهداء حيث تداولت مجموعة من الشباب على التعبير عن استيائهم لسياسة التهميش التي لا تزال تعاني منها الجهة. ورفعت الشّعارات المندّدة بالحكومة والمطالبة بحق أبناء الجهة في الكرامة والشغل وبالقصاص من قتلة الشهداء.. وكانت هذه المناسبة أيضا فرصة لمواكبة معرض الصّور الذي أعاد للذاكرة الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة في الأسبوع الأول من شهر جانفي من سنة 2011 وقد رددّت عديد الأغاني والأهازيج التي ألفت للغرض، كما تمّ عرض مجموعة من الأشرطة التي توثق للأحداث.