في الخامس عشر من ديسمبر، انطلق المخرج منير العرقي في بروفات مسرحيته الجديدة "إبراهيم ابن الأغلب"، التي ينتجها المسرح الوطني ومن المنتظر أن يمثل هذا العمل الحدث الفني نهاية ماي المقبل لأهمية طرحه التاريخي والدرامي وضخامة إنتاجه وطاقمه الفني والتقني. وقد أفادنا صناع العمل اجابة على اسئلة توجهت بها "الصباح" أن طرحهم لمرحلة مفصلية من تاريخنا التونسي (فترة حكم إبراهيم ابن الأغلب) لن يقع في الإسقاطات كما سيحترم تاريخية الأحداث ونص صاحب العمل الكاتب عبد القادر اللطيفي لكن هذا لن يمنع المشاهد من المقارنة بين ماضينا وحاضرنا ولعّله سيتساءل باندهاش:" ما أشبه البارحة باليوم !" خاصة وأن سحر الكرسي تمكن من ابن الأغلب وحوله من والي تقي إلى حاكم سفاح يقتل رعيته ويسفك الدماء لأجل الحكم بعد مبايعته.. أحداث تنقلها مسرحية منير العرقي بمذاق يغلب عليه سحر الفنان والأديب فأسلوب عبد القادر اللطيفي لا يخلو من الحبكة الدرامية والتخيل الفني. وعن اختيار هذا العمل من قبل المسرح الوطني لإنتاجه أكدت مصادرنا أن جدية الطرح والتصور المقترح من منير العرقي لقي ترحيبا من قبل مدير المسرح الوطني أنور الشعافي وخير التعاون مع طاقم "إبراهيم ابن الأغلب" في صياغة فنية تقوم على تبادل الأفكار بعيدا عن الرقابة والتقشف المادي حتى ترى هذه المسرحية النور في أفضل الظروف. وتستعرض مسرحية "إبراهيم ابن الأغلب..الأمير الرهيب" خبايا السياسة والرغبة في السيطرة على الحكم وإخماد نيران الثورات بقتل رموزها واستمالة الجنود والمرتزقة بالمال... وهي ممارسات عرفتها بلاطات الملوك والولاة في كل العصور والإمبراطوريات ولم تقتصر على حكام تونس أو عهود العرب والمسلمين غير أن طرح هذه المرحلة يلقي بظلاله على الراهن التونسي، الذي تختلف درجات التعاطي معه من مخرج إلى آخر. ويجسد شخصية "إبراهيم بن الأغلب" في عمل منير العرقي الجديد الفنان بشير الغرياني (الممثل القار للمسرح الوطني) وقد أفادنا مصدرنا أن ترشيح الغرياني لهذا الدور لا يعود لضرورة عمل الفنانين المرسمين في المسرح الوطني بانتاجات هذا الهيكل العمومي وإنما لتماشي ملامح وخصوصيات الشخصية مع إمكانيات بشير الغرياني الذي توج أكثر من مرة عن أعماله الفنية منها مسرحية "راجل ومرأة" وإلى جانب بطل "إبراهيم ابن الأغلب" يشارك في إنتاج المسرح الوطني الناطق باللغة العربية الفصحى كل من صلاح مصدق وجمال المداني وحليمة داود وفوزية ثابت ومنصف العجنقي وجهاد اليحياوي وصبري الجندوبي وفتحي ميلاد ومحمد جريحي والحبيب غزال ونادر بلعيد وشهاب شبيل وحافظ زليط وقد علمنا في هذا السياق أن الكاستينغ مازال مفتوحا لترشيح ثلاث راقصات للمسرحية باعتبار أن هذا العمل يمزج في مشاهده بين التمثيل والموسيقى الكوريغرافيا. وعن إمكانية أن يكون عرض "إبراهيم ابن الأغلب" في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي لسنة 2013 علمنا من صناع العمل أنهم يعتزون بتقديم إنتاجهم في أي مهرجان أو تظاهرة تونسية وفي كامل مناطق الجمهورية ومسرحيتهم لن تكون حكرا على مهرجاني قرطاج والحمامات فحسب لكن المطلوب هو توفر الإمكانيات التقنية التي تسمح لهم بتقديم عرض يحترم المقاييس الحرفية ومكانة أصحاب العمل الفنية. تجدر الإشارة إلى أن مسرحية "إبراهيم ابن الأغلب..الأمير الرهيب" هي العمل الكلاسيكي ضمن انتاجات المسرح الوطني الثلاثة لسنة 2013 حيث يقدم هذا الفضاء العمومي كذلك عرضا تجريبيا لرياض حمدي سيكون جاهزا في أكتوبر القادم وعرضا لعماد جمعة سيفتتح عروضه الأولى في مارس القادم ضمن تظاهرة "ربيع الرقص" هذا إلى جانب عمل مشترك مع "كلنا تونس" ومن إخراج الأسعد بن عبد الله بعنوان "أنتيقون" في تكريم للفنان الراحل مؤخرا جميل الجودي.