أسفرت انتخابات الأمانة العامة للاتحاد العام للصحفيين العرب المنعقدة منذ يومين بالقاهرة عن فوز النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بمنصب الأمين العام المساعد للاتحاد في شخص مرشحة النقابة الوطنية سلمى الجلاصي الصحفية بجريدة الشعب وعضو المكتب التنفيذي للنقابة المكلفة بالنظام الداخلي.. كما تم الاختيار على أيمن الرزقي الصحفي بقناة الحوار والكاتب العام المساعد للنقابة المكلف بالحريات ليكون عضوا بلجنة الحريات بالاتحاد. ودارت هذه الانتخابات في أجواء من المنافسة الحادة بين 20 مترشحا على 15 مقعدا، فازت خلالها النقابة التونسية بأريحية، كما فاز بنفس المنصب كل من الدكتور عبد الناصر النجار نقيب الصحفيين الفلسطينيين وياسين المسعودي نقيب الصحفيين اليمنيين ومحي الدين التيتاوي من اتحاد الصحفيين السودانيين وام كلثوم محمد الصحفية الموريتانية وإلياس عون نقيب محرري الصحافة اللبنانية وسالم الجهوري من سلطنة عمان. وبكيفية مرتبة سلفا ومحبوكة بدقة متناهية ونظرا لقيامه بحملة انتخابية كبيرة انطلق فيها منذ أشهر خلت، فاز أحمد يوسف بهبهاني رئيس جمعية الصحفيين الكويتيين، الرجل الثري الذي وعد بتوفير الدعم المادي اللازم للاتحاد والخروج به من الضائقة المالية، بمنصب رئيس الاتحاد.. كما فازت بقية نقابات الخليج العربي المترشحة بالمناصب القيادية، حتى أن انتصار نقيب الصحفيين الفلسطينيين عليهم جميعا بأفضل عدد للأصوات لم يشفع له باختياره لأحد هذه المناصب. وفي هذا السياق فاز مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ومحمد يوسف رئيس مجلس ادارة جمعية الصحفيين بالامارات وعبد الله جحلان ممثل هيئة الصحفيين السعوديين بمناصب نواب الرئيس إلى جانب عبد الله البقالي من المغرب وطارق المومني نقيب الصحفيين الاردنيين الذي قال قبل أشغال المؤتمر إن اتحاد الصحفيين العرب مات وجاءت النقابات العربية لحضور مراسم الدفن. وفاز كل من حاتم زكريا وكيل نقابة الصحفيين المصريين وأمين المال السابق للاتحاد وكارم محمود سكريتير عام نقابة الصحفيين المصريين تباعا بمنصبي الأمين العام وأمين المال وهما خطتان تتطلبان الإقامة الدائمة في دولة المقر.. وكان فوز كارم الصحفي التقدمي المستقل ضربة قاضية لمنافسه ممدوح الولي نقيب الصحفيين المصريين الذي يواجه منذ فترة طويلة انتقادات لاذعة من قبل زملائه بالنقابة والسواد الأعظم من الصحفيين المصريين بسبب ما يصفونه بارتمائه في أحضان الاخوان المسلمين. هذا واختارت النقابات الصحفية العربية الهاشمي نويرة الصحفي بجريدة الصحافة اليوم التونسية، الأمين العام المساعد السابق لاتحاد الصحفيين العرب ليكون مستشارا للاتحاد.. وأبدى نويرة خلال المؤتمر الذي دارت أغلب أشغاله في غرف مغلقة استماته كبيرة في الدفاع عن حظوظ النقابة التونسية للفوز في هذه الانتخابات التي ترشحت لها النقابة التونسية بهدف واحد وهو إحداث ثورة في هذه المنظمة العقيمة التي تساند الأنظمة المستبدة على حساب حقوق الصحفيين وحرية التعبير في البلدان العربية. وكانت النقابة الوطنية قاطعت أمس الزيارة التي رتبها مكتب اتحاد الصحفيين المتخلي مسبقا لقصر الرئاسة لمصافحة الرئيس محمد مرسي، ودعت بقية النقابات العربية للانتصار إلى مطالب الصحفيين المصريين المتمثلة في إلغاء عقوبة السجن وإيقاف التتبعات العدلية اليومية ضد العديد منهم. وفي نفس السياق تعالت صرخات أعضاء النقابة المصرية للتنديد بحالة الاختناق التي أضحت عليها الصحافة المصرية منذ اعتلاء الاخوان سدة الحكم. وفي المقابل نفى وزير الاعلام المصري في حديث خاطف ل "الصباح" هذا الأمر.. كما قال في خطاب مطول ألقاه خلال المؤتمر وأفسده عدد من الصحفيين، إن الصحافة المصرية تعيش حرية غير مسبوقة وأكد أنه منذ فوز الإخوان بالحكم لم يسجن أي صحفي.