تحت شعار "في حريتنا إبداع" انطلق البث التجريبي الرسمي لقناة "القلم" الفضائية من مقر استوديوهاتها المركزية بصفاقس يوم 14 جانفي 2013. "الصباح" التقت الرئيس المدير العام للقناة محمد المدنيني لرصد أهم خصائص البرامجية وخيارات خط التحرير للقناة الخاصة الأولى المنضافة إلى المشهد السمعي البصري التونسي بعد الثورة و التي تبث من الجهة. لماذا خيرتم الانطلاق من صفاقس رغم تعدد المحاولات التي باءت قبل ذلك بالفشل لسبب أو آخر؟ اخترنا صفاقس لأن المبادرة انطلقت كفكرة موضوعيا من الجهة ولأن القائمين على هذا المشروع الإعلامي هم منذ البداية من صفاقس وعموما كان أول المستثمرين المتحمسين له من الجهة لينضم بعد ذلك مستثمرون من سوسة والمنستير والعاصمة .. صعوبات باءت كل المشاريع التلفزية الجهوية في صفاقس منذ الثمانينات وفي غيرها من الجهات بالفشل..فماهي أهم العقبات والصعوبات التي طرأت في مسيرة التأسيس لمشروعكم؟ أولى الصعوبات تتصل في نظري بفرادة المشروع ذلك أن الأصل في الأشياء أن المستثمر هو الذي يبحث عن فكرة المشروع بيد أن الأمر هنا اختلف حيث عمل صاحب الفكرة على اقناع المستثمر وأصحاب المال الأعمال وتطلب الأمر الالتجاء إلى أهل الخبرة السابقين في مجال الإعلام السمعي البصري الذين كان لهم باع في التأسيس التلفزي ومن ثم الخبراء في مختلف المراحل في دراسة الجدوى والدراسات الفنية ودر اسة الملف المالي والاتصال والإقناعي لخطوط التمويل المفترضة والتي تكونت منها القناعة المفضية إلى محاسبة المسيرين ولسيما المدير التنفيذي على مآلات رأس المال بعد أن بلغ الرأس المال الافتتاحي 1 مليار و834 ألف دينارا ليبلغ حاليا 4 مليارات ونطمح خلال شهر من الآن أن يبلغ 5 مليارات من مليماتنا. فيما بلغ عدد المساهمين 79 مساهما من قطاعات مختلفة وهوعدد مرشح للزيادة موفى جانفي . ثمة صعوبات في مستوى التجهيزات المستوردة وهو ما عطل ظهور المشروع قبل هذا الأوان ولكن نحمد الله أنه يتزامن مع ذكرى الثورة المجيدة. حيادة المستثمر ماهي حدود تأثير رأس المال الباعث في خط تحرير القناة وخياراتها البرامجية وسياستها الإعلامية ؟ لقد حرصنا وباعتبار سابقية الفكرة على حيادية المستثمر،وهو بالتالي ومنذ إيمانه بفكرة المشروع يحاسب على أماله ولا يحاسب على الخط التحريري ، وهذا الجانب مهم في تجسيم شعار القناة، إلى جانب سلطان المال نحرص على استقلالنا عن التجاذبات السياسية والخلافات والحسابات الحزبية وشتى القوالب الجاهزة و لعل من الدلالات الرمزية ل"القلم" أنه يملك رأسا ولا يملك رقبة وبالتالي فهو لا ينحني لأي سلطان. خط التحرير ماهي الملامح العامة لخط تحرير قناة "القلم" الفضائية؟ منذ انبلاج فكرة المشروع شهرا بعيد الثورة وبعد تأسيس شركة القلم للإنتاج السمعي البصري في جوان 2012 وحتى بعد انطلاق البث التجريبي في ديسمبر المنقضي اختارت القناة تجسيم مفهوم القناة ذات الصبغة العامة ، ومن ثم التعددية البرامجية اجتماعيا وثقافيا وسياسيا وتربويا وتسلويا.. أي أننا سنجسم كل مقاييس مثلث الرسالة الإعلامية –إعلام ثقافة ترفيه- كما سنحرص على تجسيم مفهوم القرب المستجيب للشرائح الاجتماعية الفئات العمرية والنخب الفكرية كي يكون للجميع فيها حظ الشباب والأطفال والكهول و الذكور والإناث.. بحيث نساهم في بناء شخصية الانسان المتوازن تحريرا له من كل أشكال التعصب والمغالاة ونؤسس فيه دروب الإبداع والتنوير. ماهي ميزة قناة القلم في المشهد السمعي البصري التعددي بعد الثورة ؟ إذا أمكن لي أن أسمي "القلم" برمز وخصوصية فهي "القيمة" قناتنا قناة القيم الأصيلة والذوات الإبداعية وألواننا البرامجية تتبع من هذا النبع القيمي فالإعلام قيمة أولا ورسالة تتحرى الصدق والموضوعية وتقدم الحقائق في ظل الاستقلالية التامة بعيدا عن الضغط والتوجيه وذلك تجسيما ووفاء منا لمقتضيات شعارنا"في حريتنا إبداع".